حقا هي أعجوبة !!!!!!!!!
قال معاوية بن أبي سفيان لعُبيد بن شرية الجرهمي : أخبرني بأعجب شيء رأيته في الجاهلية؟
فقال : إني نزلت بحي من قضاعة فخرجوا بجنازة رجل من عذرة يقال له حريث وخرجت معهم حتى إذا واروه في حفرته انتبذت جانبا عن القوم وعيناي تذرفان ثم تمثلت بأبيات شعر كنت أرويها قبل ذلك بزمان طويل :
تجري أمـور ولا تـدري أوائلهـا... خير لنفسـك أم مـا فيـه تأخيـر
فاستقدر الله خيرا وارضيـن بـه ... فبينمـا العسـر إذ دارت مياسيـر
وبينما المرء في الأحيـاء مغتبطـ...إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي الغريب عليـه ليـس يعرفـه...وذو قرابته فـي الحـي مسـرور
قال : وإلى جانبي رجل يسمع ما أقول فقال لي : يا عبد الله هل لك علم بقائل هذه الأبيات ؟
قلت : لا والله إلا أني أرويها منذ زمان.
فقال : والذي تحلف به إن قائلها لصاحبنا الذي دفناه آنفا وهذا الذي ترى ذو قرابته أسر الناس بموته وإنك لغريب وتبكي عليه كما وصف .
فعجبت لما ذكره في شعره وصار إليه من أمره وقوله كأنه ينظر إلى مكاني من جنازته فقلت " إن البلاء موكل بالقول " فذهبت مثلا.