تبسة مدينة جزائرية وعاصمة ولاية تبسة، تقع المدينة في الشمال الشرقي للقطر الجزائري على الحدود التونسية.
الجغرافيا والمناخ
تتميز بالحرارة الشديدة صيفا والبرودة الشديدة شتاءا وتشتهر بزراعة الحبوب والرعي وأيضا تعرف بالصناعات التقليدية المرتبطة أساسا بالماشية ومنتجاتها الصوفية وهي تقع بين خطي عرض30/32 شمالا وخط طول 5.54 بين جبال الدكان والقعقاع وبورمان وهم من سلسلة جيال الأوراسي الأشم يحدها شمالا مدينة مدينة سوق أهراس ومن الشرق الجمهورية التونسية وجنوبا وادي سوف ومن الجنوب الغربي خنشلة ومن الشمال الغربي مدينة عين البيضاء ويصل عدد سكانها اليوم وأهم قبيلة فيها قبيلة النمامشة
أصل تسميتها
يرجع اسم تبسة إلى الأصل البربري الأول الذي أطلق عليها سكانها الأصليون والذي يعتقد حسب الترجمة اللوبية القديمة بأنها تعني اللبؤة -أنثى الأسد - ولما دخلها الإغريق شبهوها بمدينة تيبس الفرعونية لكثرة خيراتها والمعروفة اليوم بطابة وبعد دخول الرومان سموها بتيفست لسهولة نطقها ومع الفتح الإسلامي تم تعريبها فأصبحت تبسة -بفتح التاء وكسر الباء وفتح السين-
تاريخ المدينة
عرفت مدينة تبسة الحياة ووجود الإنسان عليها منذ حوالي 12000 سنة قبل الميلاد وذلك فيما يعرف عند المؤرخين بالحضارة العاترية. وقد أطل عليها فجر التاريخ بقدوم الفينقيين ليحتلوها ويضموها إلى ممكلة قرطاجة وذلك منذ 250 ق م إلى أن وقعت تحت حكم الرومان بعد تغلبهم على القرطاجين سنة200 ق م. وأصبحت مقاطعة رومانية ونقطة عبور هامة للتجار من الجنوب إلى الشمال.
عرفت تبسة أوج ازدهارها في عهد الحكم الروماني حيث بنية معظم الآثار الرومانية الموجودة الإن بين 69/472 م إلى أن سقط الحكم الروماني على يد الوندال الذين عاثوا فيها فسادا وهدموا الكثير مما بناه الرومان. بقى الوندال مدة إلى أن استرجعها الرومان مرة أخرى فرمموا ما أفسده الوندال وأضافوا العديد من المرافق وهذا بفصل القائد سولومون بلغ عدد سكانها في تلك الحقبة مئة ألف ساكن.
ظلت تبسة تحت الحكم الروماني إلى أن أطلت عليها جيوش الفاتحين سنة 648م/27ه، حيث إنتصر المسلمون على الرومان وأقاموا اتفاقية صلح مع البربر بقيادة الكاهنة –السكان الأصليون لتبسة -..لكنهم – البربر- نقضوا الاتفاقية وغدروا بالمسلمين وقتلوا الصحابي الجليل عقبة بن نافع وثلاث مئة من صحبه الكرام. عاود المسلمون فتحها بعد أن أعدوا العدة ونظموا الصفوف بقيادة حسان بن النعمان الغساني سنة 78ه /698م وفي مسكيانة خسر هو أيضا الحرب مع الكاهنة وخرج منها... ثم عاد...... لتدخل تبسة بين مد وجزر إلى سنة82ه/701 م ليتم فتح تبسة نهائيا ويتمكن المسلمون من قتل الكاهنة وأسر أبنائها التسعة لتبقى تبسة مدينة إسلامية.
بدأ الحكم الإسلامي بالخلافة الأموية ثم العباسية إلى أن عين هارون الرشيد –إبراهيم بن الأغلب- حاكم على بلاد إفريقية-...لتخضع بعد ذلك إلى حكم المماليك -بداية بدولة بني زيري ثم الرستمية ثم الصنهاجية لتقع تحت حكم الدولة الفاطمية الشيعية الرافضة - الذين إبتدعوا بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف – من سنة 398 ه/إلى/442 ه لتنتقل بعد ذلك إلى حكم الحماديين ثم المرابطين ثم الموحدين ثم الحفصيين إلى حين قدوم الأتراك – العثمانيين – سنة 1572 م.
بقيت تحت الحكم العثماني إلى دخول المستدمر الفرنسي سنة 1842 وقد شارك سكان تبسة في المقاومة من بداية الاحتلال -ثورة الرحمانية نسبة إلى القائد محمد الشريف الرحماني –سنة 1871/ 1872 فيما يعرف بتمرد الأوراس. سنة 1913 شهدت بوادر الحركة الإصلاحية التنويرية مع تأسيس أول مدرسة حرة بالجزائر سنة 1913 وبروز الكثير من المفكرين والعلماء المصلحين من أبرزهم الشيخ العربي التبسي 1891/1957 ومالك بن نبي 1905/1973
مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية أبرز ما قدمت تبسة في الثورة التحريرية –معركة الجرف الكبرى- وهي أكبر معركة في الثورة وواصلت مشوار الكفاح لتحرير الجزائر... إلى أن أخذت الجزائر استقلالها سنة 1962.
[img][/img]