...قلب منسي
....كانت و تمن أنها لم تكن ، كانت زهرة و سميت كذلك ، لكن الكل لا يدري أزهرة حديقة أم برية؟؟ ، لفد كانت تردد هذا أيضا و استقر رأيها على أنها برية...فكرت للحظة عن أي موضوع ستحدثني ؟ و قررت أن تعود بي الى تلك الأيام المرة الي تركت سوادها على الجبين ، فبدأت تتكلم دون شعور : أتدري أنا زهرة لكني أحتار أأليفة أنا أم برية ؟ أحتار و لا أجد ما أختار ؟ ثم تضيف مبتسمة :لا ، لا يجب أن أحتار فأنا نصف من هذه و نصف من تلك ، اصلي أليفة و قد أصبحت مع الزمن برية لأني بذرة أو ثمرة من نبات و لكني رميت و لم أزرع مثل بقية البذور ، فبقيت أقاسي عذاب الجفاف و دموع الحر حتى كبرت...و لكن بلاوي الدنيا لا تنتهي ، لازلت أتلوى بين الأحزان...تهز رأسها نافرة من حالها ...و فجأة تقاطعنا امرأة كبيرة في السن معاتبة زهرة :قلت لك مرارا لا تتكلمي هكذا ، فتجيب و هي تعض أظافرها : لقد تراكمت أمواج أفكاري و صار رأسي مهيأ على الانفجار ، شيء ما داخلي يقتلني ، يدمرني ، فدعيني أفضفض لعلي أنسى هذه الأحزان....ثم قالت : أتدري ؟ حين فتحت عيناي على الدنيا لم أجد أحدا بجانبي سوى قلب هذه الجدة الحنون التي عملت كل ما بوسعها من أجل أن تعوضني علما ضاع مني و لكن دون جدوى....كنت لم أخلق بعد ، لا أزال في ضلمات رحم أمي حين قررت و أبي الطلاق أ و ما لبثت أن ولدت حتى جاءت كل الأحزان و تسطرت على جبيني كلمة الالام...طفولتي لم تكن سوى عبارة عن بكاء و حزن و ملل ، فأمي كانت غارقة في بحر النسيان ، تائهة وسط المحاكم و القضايا ، تريد العودة لذلك الرجل الذي يدعى أبي أذ أنها بعدما فكرت طويلا تراجعت لسبب واحد هو أنها لا تريد أن نصبح مطلقة.أجل تعاني العذاب ، المشاكل ، الاحزان و الالام الا أن تتطلق و تبقى في نظر المجتمع مطلقة....لكن بعد ثلاث سنوات أو أكثر وقع الطلاق....
يتبع.....