كان يتبادر الى ذهن فتاة صغيرة سؤال لا يهتم له الكبار فكانت تسأل عن سبب الشركات التي تنتج مواد التنظيف والغسيل وتخاطب النساء فقط , كأن يضعون في اعلى العلبة افتحي من هنا أو اضغطي هنا , فكانت تخجل من هذه العبارة ولكنها لا تداري خجلها منها إلا بقطع هذه العبارة ورميها في سلة المهملات لقناعتها بأن هذا هو مكانها الأصلي , أو تقوم بتضليل تلك العبارة أو مسح حرف الياء أو نون النسوة التي كانت تخجلها دوما حيث كانت نفسها تشمأز منها كونها تخاطب الجنس الأدنى فقط والذي تنتمي اليه وستتحمل في المستقبل أعباء وقرف هذا العمل الذي سيشل قدراتها عن الأبداع خلاله ، في نفس الوقت كانت ترى جميع الكتب المدرسية تخاطب الذكور دوما في عباراتها مثل عزيزي الطالب , أو تكون صيغة السؤال في الأمتحانات : عرف ما يأتي أوعلل ما يلي ..... بغض النظر عن عدد الطالبات الأناث في الصف الدراسي والذي كان يفوق عدد الطلاب الذكور حيث الأناث مغضوض النظر عنهم دوما , كذلك في الشوارع والمحلات تكتب اللافتات للذكور فقط وفي التلفزيون يقول المذيع عزيزي المشاهد غير مباليا للمشاهدة الا ما ندر من البعض الذين كانوا يفرحونها عندما يبدأون اخبارهم بسيداتي وسادتي , كأن حياتنا خالية من النساء ولا دور لهن فيها سوى للبيت وللغسيل والمطبخ والتنظيف , فكانت تسأل عن السبب في خلو البلاد من تفاعل النساء فيها وحجبهن عن الدور الطبيعي للأنسان وعن معنى يقنعني بهذا الحجب , ويأتيني الجواب بأن الذكر كل شيء في حياتنا هو الأقوى والأذكى والأرقى .