فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه و صدأه بحسب غفلته و إذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ماهي عليه فيرى الباطل في صورة الحق و الحق في صورة الباطل لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه فإذا تراكم عليه الصدأ و اسود و ركبه الران فسد تصوره و إدراكه فلا يقبل حقا و لا ينكر باطلا و هذا أعظم عقوبات القلب
و أصل ذلك من الغفلة و إتباع الهوى فإنهما يطمسان نور القلب و يعميان بصره قال تعالى : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا }
من كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن قيم الجوزية رحمه الله