لوعة الفراق للأمير عبد القادر
أقول لمحبوبٍ، تخلف من بعـــــــــدي...عليلاً بأوجاع الفراق و بــــالبُعــــدِ
أما أنت حقاًّ، لو رأيت صبابتــــــــــي...لهان عليك الأمر، من شدّة الوجـــد
و قلتُ: أرى المِسكين عذّبه النـــــوى...و أَنحَلَهُ -حقاً- إلى منهى الـحــــــــدّ
و إني –و حَقِّ اللهِ- دائمُ لوعــــــــــةٍ...و نارُ الجوى، بين الجوانحٍ في وقــدِ
و مِن عَجَبٍ، صبري لكُلِّ كريهـــــةٍ...و حَملِيَ أثقالا، تَجِلُّ عنِ العـــــــــــدِّ
و لستُ أهابٌ البيضَ كلاّ و لا القَنــا...بيومٍ تصير الهامُ للبيضِ كالغمــــــــدِ
ولا هالني زحف الصُّفوف و صوتُها...بيومٍ يشيبُ الطفلُ فيه مع المُـــــــردِ
و قد هالني، بل قد أفاضَ مدامعــــــي...و قلبي خليٌّ من سعادٍ و من هنــــدِ
ألا هل يجودُ الدّهرُ بعد فراقنــــــــــــا...فيجمعَنا، و الدهرُ يجري إلى الضِّدِّ
و أشكوك ما قد نِلتُ من ألمٍ و مـــــــا...تحمَّلَهُ ضُعفي و عالجه جُهـــــــــدي
لِكيْ تَعْلمي –أمَّ البنينَ- بأنـــــــــــــــهُ...فراقك نارٌ، و اقترابكِ من خلـــــــــدِ