البارودي
محمود سامي البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث، ينتمي إلى أسرة شركَسِية الأصل عاشت في مصر، حيث ولد سنة 1838م، و بدأ حياته التعلُميّة في منزله، ثم التحق بالمدرسة الحربية و تخرج فيها ضابطا عام 1854م و ظل يترقى في رُتب الجيش المختلفة حتى وصل إلى مصافّ الضباط الكبار.
و قد أثرت في تكوين شخصيته الأدبية مجموعة من العوامل، هيّأته للنهوض بالشعر العربي، و عثه من جديد في العصر الحديث، و من أهم هذه العوامل: استعداده الفطري لتذوّق الشعر و نظمه، و ثقافته الخاصة التي تزوّد فيها بقراءة الجيد من الشعر العربي القديم و إجادته اللغتين التركية و الفارسية، و تجاربه و خبراته في الحياة، و إسهامه في المعارك الحربية، و اشتراكه في الإدارة و السياسة، و توليه الوزارة.
و في عام 1881م، قام الجيش المصري بثورة على الخديوي "توفيق" تحت قيادة "أحمد عُرابي" و حاول البارودي أن يوفّق بين الخديوي و الجيش، و لكنه لم ينجح في مسعاه، فانضم إلى الثوار، و انتهى الأمر بفشل الثورة، و احتلال الإنجليز لمصر عام 1882م.
و ألقى الإنجليز القبض على الثوار و من بينهم "البارودي" و نفوه إلى جزيرة "سرنديب" و قضى في منفاه سبعة عشر عاما يعاني من آلام الغربة، و خيبة الآمال، و قد كبر سنه، و تخطف الموت بعض أهله و أصحابه.
و أخيرا سمح له بالرجوع إلى مصر عام 1900م، و توفي بعد ذلك بأربع سنوات.
و أهم آثار البارودي ديوان شعري حوى العديد من القصائد في مختلف الموضوعات و منه قصيدة في رثاء زوجته التي ورد إليه نعيٌها و هو في المنفى