جاء في تفسير قوله تعالى( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) والمراد بها القناعة..
وقيل يا رسول الله ما القناعة؟؟ (قال لا بأس مما في أيدي الناس وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر).
وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه( يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه في القناعة فإنها مال لا ينفذ.. وإياك والطمع فإنه فقر حاضر وعليك باليأس فإنك لم تيأس من شيء إلا أغناك الله عنه..).
وأصاب داوود الطائي فاقه كبيرة فجاءه حماد بن أبي حنيفة رضي الله عنه بأربعمائة درهم من تركة أبيه وقال (هي من مال رجل ما أقدم عليه أحد في زهده وورعه وطيب كسبه) فقال (لو كنت أقبل من أحد شيئا لقبلتها تعظيما للميت وإكراما للحي ولكني أحب أن أعيش في عز القناعة) .
و قيل متى يكون العبد راضيا عن ربه؟؟ قالوا..(إذا سرته المصيبة كما تسره النعمة).
وكان عبد الله بن مرزوق من ندماء المهدي فسكر يوما ففاتته الصلاة فجاءته جارية له بجمرة فوضعتها على رجله فانتبه مذعورا فقالت له(إذا لم تصبر على نار الدنيا فكيف تصبر على نار الآخرة ؟)فقام فصلى الصلوات وتصدق بما يملكه وذهب يبيع البقل فدخل عليه فضيل وابن عيينة فإذا تحت رأسه لبنة وما تحت جنبه شيء فقالا له (إنه لم يدع أحد شيئا إلا عوضه الله منه بديلا فما عوضك عما تركت له؟؟ )قال (الرضا بما أنا فيه).
ودخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المسجد وقال لرجل كان واقفا على باب المسجد(أمسك علي بغلتي فأخذ الرجل لجامها ومضى وترك البغلة) فخرج علي وفي يده درهمان ليكافئ بهما الرجل على إمساكه بغلته فوجد البغلة واقفة بغير لجام.. فركبها ومضى.. ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاما.. فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين.. فقال علي رضي الله عنه (إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ولا يزداد على ما قدر له).
وقيل لراهب من أين تأكل؟؟ فأشار إلى فمه.. وقال. (الذي خلق هذه الرحى يأتيها بالطحين).
وصلى معروف الكرخي خلف إمام. فلما فرغ من صلاته قال الإمام لمعروف( من أين تأكل؟؟) قال (أصبر حتى أعيد صلاتي التي صليتها خلفك)قال (ولم !) قال (لأن من شك في رزقه شك في خالقه).
وقال المعري :
إذا كنت تبغي العيش فابغ توسطا ... فعند التناهي يقصر المتطاول
توقى البدور النقص وهي أهلة ... ويدركها النقصان وهي كوامل
وقال بعضهم :
هي القناعة فالزمها تعش ملكا ... لو لم يكن منك إلا راحة البدن