في الوقت الذي تستمر فيه المعارك بين العقيد القذافي ومعارضيه يبدو المجتمع الدولي والدول العربية في حالة من التخبط وتناقض المصالح تجاه الوضع الليبي.
وقد تجلى ذلك في تصريحات المسؤولين السوريين والاسبان.
فسورية ترفض الحظر الجوي وتحذر منه واسبانيا تعترف بعدم وجود رؤية موحدة للاتحاد الاوروبي للاجراءات التي يجب اتخاذها تجاه الوضع الليبي.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سورية ضد التدخل العسكري في شؤون المنطقة، مشيرا الى ان التجارب مع التدخل العسكري الاجنبي في العراق والسودان ولبنان وغزة مريرة وخطيرة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الاسبانية ترينداد خيمينث.
وتساءل المعلم عما اذا استنفذ العرب الحلول الدبلوماسية لتجنيب ليبيا التدخل الخارجي، لافتا الى ان الحظر الجوي الذي يمكن ان يفرضه حلف الاطلسي قد لا يكون نهاية المطاف.
وعبر المعلم عن قلق سورية مما يجري في ليبيا داعيا الى ان تسود الحكمة وان يتم وقف اطلاق النار ويفتح الحوار بين الليبين مشيرا الى انه اذا طلب الليبيون مساعدة الجامعة العربية فعليها ان تكون جاهزة كي تجنبهم التدخل الخارجي.
وشدد المسؤول السوري على ان هذا الموقف هو موقف مبدئي وغير منحاز لاي طرف ليبي، فسورية حسب وليد المعلم تدعم الشعب الليبي في تحقيق طموحاته.
ونفى المعلم ارسال سفينة اسلحة الى ليبيا او مشاركة طيارين سوريين في المعارك، مشددا على ان سورية لاتقدم اي دعم عسكري لاي طرف ليبي لاننا نتحدث في حل دبلوماسي وحوار بين الجانبين.
من جهتها، قالت الوزيرة الاسبانية في ردها على سؤال لبي بي سي انه ليس هنالك موقف موحد في الاتحاد الاوروبي تجاه التطورات الاخيرة في ليبيا كما الجامعة العربية.
لكن الوزيرة الاسبانية قالت إن دول الاتحاد الاوروبي متفقة على ضرورة ان يوقف القذافي اعمال العنف تجاه شعبه مضيفة ان هنالك قلق من فرض الحظر الجوي وكيف سيكون في المستقبل وذلك لعدم وجود وضوح حول طبيعة الاجراءات التي ستطبق في الحظر ونتائجها.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد بحث مع الوزيرة الاسبانية العلاقات الثنائية بين سورية واسبانيا ورغبة الجانبين بالمضي في توطيد هذه العلاقات وتعزيز آفاق التعاون حسب ما جاء في بيان سوري.
كما جرى استعراض الأحداث التي تشهدها بعض دول المنطقة، حيث اعتبر الرئيس الأسد حسب البيان أن شعوب المنطقة هي الأقدر على تحديد مصائرها ورسم مستقبلها وأن أي تدخل عسكري خارجي في هذه الدول سيعقد المشكلات ويؤدي إلى نتائج خطيرة لافتاً إلى أن تجارب الماضي تؤكد ذلك.
كما تم التطرق إلى عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط وأهمية تضافر جميع الجهود من أجل إحلال السلام العادل والشامل.