اقترح المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي أنان اتخاذ "إجراءات سريعة" تؤدي إلى تسوية سياسية في سوريا، وعلى رأسها تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، وذلك وسط خلافات بين أعضاء مجموعة العمل الخاصة بهذه الأزمة، ورفض المعارضة المشاركة في حكومة لا يرحل عنها الأسد.
وقالت الأمم المتحدة إن المناقشة المبدئية بشأن الوثيقة التي جاءت تحت اسم "مبادئ انتقال السلطة في سوريا" ستجري اليوم الجمعة في جنيف قبل اجتماع يوم غد لمجموعة العمل الخاصة بسوريا.
يشار إلى أن مبعوثين للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول عربية والاتحاد الأوروبي، يجتمعون غدا السبت لممارسة مزيد من الضغوط على دمشق والمعارضة لإنهاء العنف.
وتشير مسودة الوثيقة إلى أنه "يحق للشعب أن يقرر مستقبل الدولة، ويجب مساعدة كل الجماعات وشرائح المجتمع على المشاركة في عملية حوار وطني".
وتؤكد المسودة أن الصراع في سوريا سينتهي فقط "عندما تتأكد كل الأطراف من وجود طريق سلمي نحو مستقبل مشترك للجميع في سوريا".
لافروف: اجتماع جنيف يجب أن يحدد
الشروط لإنهاء العنف بسوريا
نتائج مقبولةوأعرب أنان -الذي اقترح "حكومة وحدة وطنية مؤقتة" في المسودة- عن تفاؤله بأن تثمر المحادثات الوزارية غدا عن "نتائج مقبولة".
وتضم الحكومة المؤقتة -كما جاء في المسودة- أعضاء بالحكومة الحالية والمعارضة وجماعات أخرى. غير أن دبلوماسيين أشاروا إلى أن خطة أنان الجديدة لم تحدد ما إذا كان الرئيس بشار الأسد سيكون عضوا فيها.
كما تضمنت المسودة إشارة إلى دعوة الاتحاد الأوروبي لتشديد الضغط على سوريا، بما في ذلك تبني عقوبات شاملة بموجب الفصل السابع الذي يجيز الرد العسكري وغير العسكري على أي "تهديد للسلام أو الإخلال بالسلام أو عمل عدواني".
يشار إلى أن روسيا أبدت تحفظها على خطة أنان بخصوص المرحلة الانتقالية في سوريا، فقد قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن بلاده تدعم إجراء تغييرات في سوريا من شأنها أن تساعد على إحداث اتفاق وطني على تنفيذ إصلاحات في البلاد.
وشدد لافروف على أن الأمر يرجع إلى السوريين في تحديد ملامح العملية الانتقالية، بما في ذلك مصير رئيسهم الأسد.
وكان الوزير الروسي قد استبق زيارة نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون اليوم إلى مدينة سان بطرسبرغ الروسية بالقول إن اجتماع جنيف يجب أن يحدد الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سوريا، وألا يحدد مسبقا مضمون الحوار.
غير أن كلينتون التي وافقت على حضور اجتماع جنيف شريطة أن يحدد إطارا لتنحي الأسد، اختلفت معه اختلافا حادا، وقالت لصحفيين في لاتفيا قبل سفرها إلى سان بطرسبرغ "من الواضح بجلاء من الدعوات التي وجهها المبعوث الخاص كوفي أنان أن المدعوين سيأتون على أساس خطة الانتقال السياسي التي قدمها".
وكان دبلوماسيون قد أوضحوا أن الخلافات ما زالت قائمة بين أعضاء مجموعة العمل، وبشكل رئيسي بين الولايات المتحدة وروسيا، وأن الخطة قد تخضع للتعديلات بحلول يوم السبت.
معارضةأما المجلس الوطني السوري المعارض فأكد أنه لن يشارك في حكومة الوحدة الوطنية التي يقترحها أنان طالما بقي الأسد في السلطة.
ولكن المتحدث باسم المجلس جورج صبرا قال "حتى يتم الاطلاع على مقترح أنان، لا يمكننا أن نعلن مواقف واضحة، إلا أننا نؤكد أننا لن نشارك في أي حوار أو تسوية سياسية مع النظام إلا إذا رحل الأسد أو أجبر على الرحيل".
وأشار صبرا إلى أن أطياف المعارضة السورية ستلتقي في القاهرة الاثنين المقبل لبحث نتائج اجتماع القوى العالمية في جنيف.
المصدر:وكالات