| المعلقات السبع | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: المعلقات السبع الجمعة 25 مارس 2011, 19:54 | |
| [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] | |
|
| |
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الجمعة 25 مارس 2011, 19:56 | |
| تعريف للمعلقات
كان فيما اُثر من أشعار العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً ، وأبرعه وزناً ، وأصدقه تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام ، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقد سمّيت بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات . نتناول نبذةً عنها وعن أصحابها وبعض الأوجه الفنّية فيها :
فالمعلّقات لغةً من العِلْق : وهو المال الذي يكرم عليك ، تضنّ به ، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة . وما عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير ، والعِلْقُ هو النفيس من كلّ شيء ، وفي حديث حذيفة : «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أي نفائس أموالنا . والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق .
وأمّا المعنى الاصطلاحي فالمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية4 .
والناظر إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما ، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ، بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيال والفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة ، وأصالة التعبير ، ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس ، وحماس المهلهل ، وفخر ابن كلثوم ، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة .
وفي سبب تسميتها بالمعلّقات هناك أقوال منها :
لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ، يقول صاحب العقد الفريد : « وقد بلغ من كلف العرب به )أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة ، وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ القيس ، ومذهّبة زهير ، والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات ، قال بعض المحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت :
برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعر المعلّقْ
كلّ حرف نـادر منـ ـها له وجـهٌ معشّ
أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم ، وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر . أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها في خزانته .
هل علّقت على الكعبة؟
سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات ، ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولم يعطوا رأياً في ذلك .
المثبتون للتعليق وأدلّتهم :
لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطيوياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .
وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول :
» وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة ; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات ، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول : وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة . »
وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : « ما ذكره الناس » ، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من أنّها علقت في الكعبة .
النافون للتعليق :
ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري . فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق :
كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول : إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه .
وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :
فلأهدينّ مع الرياح قصيدة منّي مغـلغلة إلى القعقاعِ
ترد المياه فـما تزال غريبةً في القوم بين تمثّل وسماعِ؟
ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق .
وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي ، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون .
ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :
1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .
2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .
3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .
4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .
ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد ، هذا عمدة ما ذكره المانعون للتعليق .
بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى أن حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .
وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً ، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما ، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق إلى جمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة .
وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :
أوصى عشية حين فارق رهطه عند الشهادة في الصحيفة دعفلُ
أنّ ابن ضبّة كـان خيرٌ والداً وأتمّ في حسب الكرام وأفضلُ
كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة أسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من دواوينهم بدليل قوله :
والجعفري وكان بشرٌ قبله لي من قصائده الكتاب المجملُ
وبعد أبيات يقول :
دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً فورثتهنّ كأنّهنّ الجندلُ
كما روي أن النابغة وغيره من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها إلى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقد دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد و إخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً .
كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة . كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم .
ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً .
هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة أخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد ، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .
فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟
ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .
فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً | |
|
| |
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: لمحة عن الشاعر الجمعة 25 مارس 2011, 20:02 | |
| الحارث بن حلزة
نحو (... - 54 ق. هـ = ... - 570 م)
هو الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد، ينتهي نسبه، كما ذكر التبريزي، إلى يشكر بن بكر بن وائل بن نزار. شاعر جاهلي من أصل بادية العراق، كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة. جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار، فقيل: أفخر من الحارث بن حلزة. اختلف الرواة اختلافاً بيّناً، حول عصره وولادته، وسنّه يوم إنشاد معلّقته: ذكر التبريزي أنه ألقى قصيدته هذه وهو في العقد الرابع بعد المئة، وذهب المستشرق "دوبرسفال" إلى أنه عمّر بعد تلك المناسبة ما يزيد على خمسة عشر عاماً، ومات ابن مئة وخمسين سنة. ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فالحارث أحد المعمّرين ويتفق الرواة على أنه كان يكبر عمرو بن كلثوم حين ناظره في مجلس عمرو بن هند بدليل ما في شعره من الاعتداد الرّصين بقومه البكريين، وما أبدى من الحنكة والدراية بنفسية الملوك وحسن خطابهم في تلك المناسبة. فقد كان الحارث يشكو من وضح (أي برص)، جعله يتردّد أول الأمر في تمثيل قبيلته ومواجهة عمرو بن كلثوم شاعر تغلب. وهو لذلك لم يتقدّم بادئ ذي بدء وأفسح المجال للنعمان بن هرم، الذي كان تيّاهاً متعاظماً، فلم يحسن خطاب الملك، وإذ اندفع بتهوره إلى إغاظته وإيغار صدره حتى أمر بطرده من مجلسه. وأمام هذه الحادثة، ثارت الحميّة في نفس الحارث فارتجل قصيدته. وكان الملك قد أقام بينه وبينه سبعة ستور، ثم راح يرفعها الواحد بعد الآخر، إعجاباً بذكاء الحارث، وتقديراً لشاعريته. ونظراً لأهمية هذه المناظرة في حياة هذا الشاعر وظروف الخصومة بين بكر وتغلب على إثر حرب البسوس، فقد رأينا من المستحسن أن نثبت رواية أبي عمرو الشيباني، التي جاءت أكثر كتب الأدب على ذكرها، وفي مقدمتها الأغاني لأبي فرج الذي قال: قال أبو عمرو الشيباني: كان من خبر هذه القصيدة والسبب الذي دعا الحارث إلى قولها أن عمرو بن هند الملك- وكان جبّاراً عظيم الشأن والمُلك- لما جمع بكراً وتغلب ابني وائل، وأصلح بينهم، أخذ من الحييّن، رهناً من كل حيّ مائة غلام ليكف بعضهم عن بعض. فكان أولئك الرهن- يكونون معه في سيره ويغزون معه. فأصابتهم ريح سَمُومٌ في بعض مسيرهم فهلك عامّة التغلبيين، وسلم البكريون. فقالت تغلب لبكر: أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك لكم لازم، فأبت بكر بن وائل. ثم اجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم وأخبروه بالقصة. فقال عمرو- لقومه-: بمن ترون بكر تعصب أمرها اليوم قالوا: بمن عسى إلا برجل من أولاد ثَعْلَبة. قال عمرو: أرى والله الأمر سينجلي عن أحمر أصلج أصّم من بني يشكر. "فجاءت بكر بالنعمان بن هرم: أحد بني ثعلبة... وجاءت تغلب بعمرو بن كلثوم. فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان بن هرم: يا أصمّ! جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهو يفخرون عليك! فقال النعمان: وعلى من أظلّت السماءُ كلُّها يفخرون، ثم لا يُنكر ذلك. فقال عمرو له: أما والله لو لطمتُك لطمة ما أخذوا لك بها. فجاء جواب النعمان نابياً وبذيئاً. فغضب عمرو بن هند وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال: يا جارية أعطيه لَحْياً بلسان أنثى (أي اشتميه بلسانك). فقال: أيها الملك أعط ذلك أحب أهلك إليك. فقال: يا نعمانُ أيسرُّك أني أبوك قال: لا! ولكن وددت أنّك أميّ. فغضب عمرو بن هند غضباً شديداً حتى همّ بالنّعمان. وقام الحارث بن حلّزة فارتجل قصيدته هذه ارتجالاً: توكّأ على قوسه وأنشدها وانتظم كفّه وهو لا يشعر من الغضب حتى فرغ منها. وأورد ابن الكلبي حول تلك المناسبة قوله: "أنشد الحارث عمرو بن هند هذه القصيدة وكان به وضَح. فقيل لعمرو بن هند: إنّ به وضحاً. فأمر أن يجعل بينه وبينه ستر فلما تكلّم أعجب بمنطقه، فلم يزل عمرو (أي الملك) يقول: أدنوه حتى أمر بطرح الستر وأقعده معه قريباً منه لإعجابه به. وجاء في خزانة الأدب للبغدادي أن الذي يقول "ارفعوا ستراً، وأدنوا الحارث"، هي هند أم الملك. ولم تزل تقول ذلك، والملك بما أمرت، حتى رفعت الستور وكانت سبعة فأدنى ابن حلزة منه وأطعمه في جفنته وأمر أن لا ينضح أثره بالماء. وأضاف البغدادي بأنّ الملك أمر بجزّ نواصي السبعين بكريّاً الذين كانوا رهناً عنده، ودفعها إليه. ويذكر الباحثون أن هذه النّواصي بقيت في بني يشكر بعد الحارث وكانت موضع فخارها بشاعرها. ويروى أن الملك أراد أن يؤكد للحارث تقديره لهذه المعلقة المفخرة فأمره ألا ينشدها إلا متوضئاً. وخبر الحارث في بلاط عمرو بن هند هو أبرز مواقف حياته وفيه ورد أفضل ما قاله من الشعر وهو المعلّقة. وفي خلال ذلك لم يردنا الكثير عن حياة هذا الشاعر، ولاسيما أيامه الأخيرة ووفاته. لكنّ نفراً من الأدباء في المراجع القديمة اتفق على أن الحارث كان بين المعمّرين من الشعراء، وعنهم أخذ الأب شيخو فذكر أن الشاعر اليشكري مات سنة 580م وكان عمره مئة وخمسين سنة، فتكون ولادته بحسب هذه الرواية في حدود 430م. وأبرز ما قيل في شخصية الحارث متصل بهذا الحدث المشهور في سيرته وشعره. فقد أعجب المؤرخون بحكمته وحسن درايته بمواطن الشاعرية، وتفوقه على خصمه في استمالة الملوك واستدرار رعايتهم وتحويل قلوبهم من الحذر إلى الودّ. ويكفي هذا شاهداً على الإرادة القوية والأناة والجرأة في الأوقات العصيبة الحرجة، عند الحاجة إلى ذكاء العقل في دفع الملمّات. وشعر الحارث، متوّجاً بالمعلقة، يجمع بين القيمة التاريخية والأدبيّة ويجعل من صاحبها الشاعر الخطيب، والخطيب المنافح عن قومه وعزّتهم بكبرياء لا يخالطه صلف، وأنفة لا تشوبها غلظة أو غرور فارغ. فهو أحد شعراء المعلقات الأكثر بعداً عن الهوس والحماس الطائش، والدفاع الأرعن المتهوِّر. وأظهر ما في أسلوب الحارث، روعة الإيجاز وقوة الحجة والعناية بالتمثيل البياني والوصف البليغ والحرص على المتانة وقوة التركيب وقد تنوّعت في ديوان الحارث الأوزان والقوافي وبرّزت معلّقته على ما عداها من قصائد الكبار بفخامتها وجرسها فكانت سبب خلود صاحبها حتى قال الشيباني: لو قال الحارث معلّقته في حول لم يُلم. وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن الحارث بن حلزة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: لم يقدم من شرحوا المعلقات كثيراً عن الحارث بن حلزة من بني بكر، سوى ما يتعلق بالدفاع عن قضية قبيلته أمام عمرو بن هند ضد تغلب. كان نبيلاً ومحارباً مثل كل شعراء المعلقات، كما عمر طويلاً ويقال إنه نظم معلقته في سن المئة. إذا ما صدقت هذه الرواية، يكون أقدم شعراء المعلقات مولداً، إذ أن إلقاء المعلقة يعود إلى سنة 560 ميلادية. باستثناء ما يعرف عن معلقته ليس هناك من شيء مدون حول حياته. معلقته من أولها إلى آخرها قطعة من الدفاع الخاص، أي أن موضوعها سياسي، وهذا ما يجعلها الأقل مثارة للاهتمام من بين المعلقات السبع. إلى حد ما، هي ليست مزخرفة بالأوصاف الطبيعية البرية للحيوانات والطيور والأشجار، ما يصنع سحر وفتنة المعلقات الأخرى، كما ليس هناك كثيراً من الأصالة أو العاطفة الجياشة في مطلعها، لعله ذكر هذا كنوع من التقليد المرعي، وربما استعاره في عمره المتقدم من شعر شبابه، إذ أنها لا تتقاسم سمات بقية المعلقة، ولا صدى لها في بقية المعلقة. القصيدة نقاش طويل يعبر عنه بحماس وليس دون جمال، لكن بمديح للأمير المخاطب، أمر شائع بين شعراء ما قبل الإسلام. يقال إن هند أم الأمير سرت لذكر اسمها في أبيات القصيدة الأولى وأنها أثرت على ابنها عمرو لتلبية مطلب الحارث. يقدم التبريزي بعض التفاصيل حول هذه النقطة. قال إن الحارث أعد معلقته لهذه المناسبة لكنه شعر بالخجل لإلقائها بسبب إصابته بالجذام. طلب الملك منه إلقاءها من وراء سبع ستائر، وبعد ذلك طلب غسل موطيء قدميه بالماء، لكنه في الأخير اقتنع وألقى الحارث قصيدته من خلف ستارة. كانت هند تسمع وقالت " تالله لم أر مثل هذا اليوم الذي يتكلم فيه رجل من خلف سبع ستائر. أمر الملك برفع الستارة الثالثة والثانية ثم رفعها كلها حتى يقف الشاعر أمام الملك ، وطلب منه تناول الطعام من طبقه، وعندما خرج أمر بعدم غسل موطيء قدميه. وهكذا حقق الحارث مأربه بإصدار ابن هند مرسوماً لصالح قبيلته. وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: أرسل الحارث بن حلزة وقد جاوز المئة من العمر، وإن كان ما يزال قوياً نسبياً، إلى بلاط عمرو بن هند، ملك الحيرة ليمثل قبيلة بني بكر إثر خلافها مع بني تغلب. تحتوي معلقته النقاش الذي دار في هذه المناسبة، التي كان تأثيرها من القوة حتى أن أمير الحيرة حكم لصالح بني بكر، وتكريماً للشاعر رفع الملك الستائر السبع التي وضعها أثناء إلقائه قصيدته وطلب منه الجلوس بجانبه. هناك اعتقاد أن الملك قتل بسبب هذا الحكم على يد عمرو بن كلثوم كما ذكر سابقاً. | |
|
| |
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الجمعة 25 مارس 2011, 20:03 | |
| [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] | |
|
| |
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الجمعة 25 مارس 2011, 20:06 | |
| شرح معلقة الحارث بن حلّزة اليشكري الإيذان : الإعلام ، البين : الفراق ، الثواء والثوي : الإقامة ، والفعل ثوى يثوي يقول : أعلمتنا أسماء بمفارقتها إيانا ، أي بعزمها على فراقنا , ثم قال : رب مقيم تمل إقامته ولم تكن أسماء منهم ، يريد أنها وإن طالت إقامتها لم أمللها ، والتقدير : رب ثاو يمل من ثوائه 1 العهد : اللقاء ، والفعل عهد يعهد يقول : عزمت على فراقنا بعد أن لقيتها ببرقة شماء وخلصاء التي هي أقرب ديارها إلينا 2 هذه كلها مواضع عهدها بها يقول : وقد عزمت على مفارقتنا بعد طول العهد 4-3 الاحارة : الرد من قولهم : حار الشيء يحور حورا ، أي رجع ، وأحرته أنا أي رجعته فرددته يقول : لا أرى في هذه المواضع من عهدت فيها ، يريد أسماء ، فأنا أبكي اليوم ذاهب العقل وأي شيء رد البكاء على صاحبه ؟ وهذا استفهام يتضمن الجحود ، أي لا يرد البكاء على صاحبه فائتا ولا يجدي عليه شيئا .. تحرير المعنى: لما خلت هذه المواضع منها بكيت جزعا لفراقها مع علمي بأنه لا طائل في البكاء ، الدله : ذهاب العقل ، والندليه إزالته 5 ألوى بالشيئ : أشار به . العلياء : البقعة العالية يخاطب نفسه ويقول : وإنما أوقدت هند النار بمرآك ومنظر منك ، وكأن البقعة العالية التي أوقدتها عليها كانت تشير إليك بها .. يريد أنها ظهرت لك أتم ظهور فرأيتها أتم رؤية 6 التنور : النظر إلى النار ، خزازى : بقعة بعينها ، هيهات : بعد الأمر جدا ، الصلاء : مصدر صلى النار ، وصلي بالنار يصلى صلى ويصلا إذا احترق بها أو ناله حرها يقول : ولقد نظرت إلى نار هند بهذه البقعة على بعد بيني وبينها لأصلاها ، ثم قال : بعد منك الاصطلاء بها جدا ، أي أردت أن آتيها فعاقتني العوائق من الحروب وغيرها 7 يقول : أوقدت هند تلك النار بين هذين الموضعين بعود فلاحت كما يلوح الضياء 8 غير أني : يريد لكني ، انتقل من النسيب إلى ذكر حاله في طلب المجد ، الثوي والثاوي : المقيم ، النجاء : الاسراع في السير ، والباء للتعدية يقول : ولكني أستعين على إمضاء همي وقضاء أمري إذا أسرع المقيم في السير لعظيم الخطب وفظاعة الخوف 9 الزفيف : إسراع النعامة في سيرها ثم يستعار لسير غيرها ، والفعل زف يزف ، والنعت زاف ، والزفوف مبالغة ، الهقلة : النعامة ، والظليم هقل ، الزأل : ولد النعامة ، والجمع : رئال ، الدوية منسوبة إلى الدو وهي المفازة ، سقف : طول مع انحناء ، والنعت أسقف يقول : أستعين على إمضاء همي وقضاء أمري عند صعوبة الخطب وشدته بناقة مسرعة في سيرها كأنها في إسراعها في السير نعامة لها أولاد طويلة منحنية لا تفارق المفاوز 10 النبأة : الصوت الخفي يسمعه الانسان أو يتخيله ، القناص : جمع قانص وهو الصائد ، الإفزاع : الاخافة ، العصر : العشي يقول : أحست هذه النعامة بصوت الصيادين فأخافها ذلك عشيا وقد دنا دخولها في المساء . لما شبه ناقته بالنعامة وسيرها بسيرها - بالغ في وصف النعامة بالاسراع في السير بأنها تؤوب إلى أولادها مع إحساسها بالصيادين وقرب المساء ، فإن هذه الأسباب تزيدها إسراعا في سيرها 11 المنين : الغبار الرقيق ، الأهباء : جمع هباء ، والإهباء إثارته يقول : فترى أنت أيها المخاطب خلف هذه الناقة من رجعها قوائمها وضربها بالأرض بها غبارا رقيقا كأنه هباء منبث ، وجعله رقيقا إشارة إلى غاية إسراعها 12 الطراق : يريد بها أطباق نعلها ، ألوى بالشيء : أفناه وأبطله وألوى بالشيء أشار به يقول : وترى خلفها أطباق نعلها في أماكن مختلفة قد قطعها وأبطلها قطع الصحراء ووطؤها 13 يقول : أتلعب بالناقة في أشد ما يكون الحر إذا تحير صاحب كل هم مثل تحير الناقة البلية العمياء يقول : أركبها وأقتحم بها لفح الهواجر إذا تحير غيري في أمره ، يريد أنه لا يعوقه الحر عن مرامه 14 يقول : ولقد أتانا من الحوادث والأخبار أمر عظيم نحن معنيون محزونون لأجله ، عني الرجل بالشيء يعنى به فهو معني به ، وعني يعنى إذا كان ذا عناء به ، وسؤت الرجل سوءا ومساءة وسوائية : أحزنته 15 الأراقم : بطون من تغلب ، سموا بها لأن امرأة شبهت عيون آبائهم بعيون الأراقم ، الغلو : مجاوزة الحد ، الإلحاح . ثم فسر ذلك الخطب فقال : هو تعدي إخواننا من الأراقم علينا وغلوهم في عدوانهم علينا في مقالتهم 16 يريد بالخلي : البريء الخالي من الذنب يقول : هم يخلطون براءنا بمذنبينا فلا تنفع البريء براءة ساحته من الذنب 17 العير في البيت يفسر : بالسيد ، والحمار ، والوتد ، والقذى ، وجبل بعينه . قوله : وأنا الولاء ، أي أصحاب ولائهم ، فحذف المضاف ، ثم إن فسر العير بالسيد كان تحرير المعنى : زعم الأراقم أن كل من يرضى بقتل كليب وائل بنو أعمامنا وأنا أصحاب ولائهم تلحقنا جرائرهم ، وإن فسر بالحمار كان المعنى : أنهم زعموا أن كل من صاد حمر الوحش موالينا أي ألزموا العامة جناية الخاصة ، وإن فسر بالوتد كان المعنى : زعموا أن كل من ضرب الخيام وطنبها بأوتاد موالينا ، أي ألزموا العرب جناية بعضنا ، وإن فسر بالقذى كان المعنى : زعموا أن كل من صار الى هذا الجبل موال لنا . وتفسير آخر البيت في جميع الأقوال على نمط واحد 18 الضوضاء : الجلبة والصياح ، إجماع الأمر : عقد القلب وتوطين النفس عليه . يقول : أطبقوا على أمرهم من قتالنا وجدالنا عشاء فلما أصبحوا أجلبوا وصاحوا 19 التصهال ، كالصهيل ، وتفعال لا يكون إلا مصدرا وتفعال لا يكون إلا إسما يقول : اختلطت أصوات الداعين والمجيبين والخيل والإبل ، يريد بذلك تجمعهم وتأهبهم 20 يقول : أيها الناطق عند الملك الذي يبلغ عنا الملك ما يريبه ويشككه في محبتنا إياه ودخولنا تحت طاعته وانقيادنا لحبل سياسته .. هل لذلك التبليغ بقاء ؟ وهذا استفهام معناه النفى ، أي لا بقاء لذلك ، لأن الملك يبحث عنه فيعلم أن ذلك من الأكاذيب الخترعة والأباطيل المبتدعة وتحرير المعنى : أنه يقول : أيها المخرب ما بيننا وبين الملك بتبليغك اياه عنا ما يكرهه ، لا بقاء لما أنت عليه الأن .. بحث الملك عنه يعرفه أنه كذب محض 21 الغراة : اسم بمعنى الإغراء . يخاطب من يسمي بهم من بنى تغلب الى عمرو بن هند ملك العرب يقول : لا تظننا متذللين متخاشعين لإغرائك الملك بنا فقد وشى بنا أعداؤنا الى الملوك قبلك ، وتحرير المعنى : ان اغراءك الملك لا يقدح في أمرنا كما لم يقدح اغراء غيرك فيه . قوله على غراتك ، أي على امتداد غرأتك ، والمفعول الثاني لتخلنا محذوف تقديره : لا تخلنا متخاشعين ، وما أشبه ذلك 22 الشناءة : البغض ، تنمينا : ترفعنا يقول : فبقينا على بغض الناس ايانا واغرائهم الملوك بنا نرفع شأننا ونعلي حصونا منيعة وعزة ثابته لا تزول 23 الباء في بعيون زائدة ، أي بيضت عيون الناس ، وتبييض العين : كناية عن الإعماء . وما في قوله : قبل ما ، صلة زائدة يقول : قد أعمت عزتنا قبل يومنا الذي نحن فيه عيون أعدائنا من الناس ، يريد أن الناس يحسدوننا على إباء عزتنا على من كادها وتغيظها على من أرادها بسوء حتى كأنهم عموا عند نظرهم الينا لفرط كراهيتهم ذلك وشدة بغضهم ايانا ، وجعل التغيظ والإباء للعزة مجازا ، وهما عند التحقيق لهم 24 الردى : الرمي ، والفعل منه ردي يردى . قوله : بنا ، أي تردينا ، الأرعن : الجبل الذي له رعن ، الجون : الأسود والأبيض جميعا ، والجمع الجون ، والمراد به الأسود في البيت ، الانجياب : الانكشاف والانشقاق ، العماء : السحاب يقول : وكأن الدهر برميه ايانا بمصائبه ونوائبه يرمي جبلا أرعن أسود ينشق عنه السحاب ، أي يحيط به ولا يبلغ أعلاه .. يريد أن الزمامن وطوارق الحدثان لا تؤثر فيهم ولا تقدح في عزهم كما لا تؤثر في مثل هذا الجبل الذي لا يبلغ السحاب أعلاه ، لسموه وعلوه 25 الاكفهرار : شدة العبوس والقطوب ، الرتو : الشد والإرخاء جميعا ، وهو من الأضداد ، ولكنه في البيت بمعنى الارخاء ، المؤيد : الداهية العظيمة ، مشتقة من الأيد وا لادوهما القوة ، الصماء : الشديدة ، من الصمم الذي هو الشدة والصلابة ، والبيت من صفة الأرعن يقول : يشتد ثباته على انتياب الحوادث ، لا ترخيه ولا تضعفه داهية قوية شديدة من دواهي الدهر . يقول : ونحن مثل هذا الجبل في المنعة والقوة 26 الخطة : الامر العظيم الذي يحتاج الى مخلص منه ، أدوها : فوضوها ، الأملاء : الجماعات من الاشراف ، الواحد ملأ ، لأنهم يملأون القلوب والعيون جلالة والعيون جلالة وجمالا يقول : فوضوا الى آرائنا كل خصومة أردتم تشفي بها جماعات الأشراف والرؤساء بالتخلص منها اذ لا يجدون عنها مخلصا ، يريد أهم أولو رأي وحزم يشفى به ويسهل عليهم ما يتعذر على غيرهم من الأشراف في فصل الخصومات والقضاء في المشكلات في رواية أخرى : تسعى ، وفي رواية التبريزي : تمشي ، والشروح مختلفة عما هي عليه هنا 27 يقول أن بحثتم عن الحروب التي كانت بيننا وبين هذين الموضعين وجدتم قتلى لم يثأر بها وقتلى ثئر بها ، فسمى الذين لم يثأر بهم أمواتا ، والذين ثئر بهم أحياء لأنهم لما قتل بهم من أعدائهم كأنهم عادوا أحياء اذ لم تذهب دماؤهم هدرا ، أي أنهم ثاروا بقتلاهم وتغلب لم تثأر بقتلاها 28 الإسقام : مصدر، والأسقام جمع سقم ، الابراء : الصدر ، والأبراء جمع برء ، النقش : الاستقصاء ، ومنه قيل لاستخراج الشوك من اليدن نقش . والفعل منه نقش ينقش يقول : فإن استقصيتم في ذكر ما جرى بيننا من جدال وقتال فهو شئ قد يتكلفه الناس ويتبين فيه المذنب من البريء ، كنى بالسقم عن الذنب وبالبراءة عن براءة الساحة ، يريد أن الاستقصاء فيما ذكر من شأنه يبين برائتنا من الذنب والذنب ذنبكم 29 الأقذاء : جمع القذي ، والقذي جمع قذاة يقول : وان أعرضتم عن ذلك أعرضنا عنكم مع إضمارنا الحقد عليك كمن أغضى الجفون على القذى 30 يقول : وان منعتم ما سألنكم من المهادنة والموادعة فمن الذي احدثتم عنه انه عزنا وعلانا ، أي فأي قوم أخبرتم عنهم أنهم فضلونا ، أي لا قوم أشرف منا ، فلا نعجز عن مقابلتكم بمثل صنيعكم 31 الغوار : المغاورة ، العواء : صوت الذئب ونحون ، وهو هنا مستعار للضجيج والصياح يقول : علمتم غنائنا في الحروب وحمايتنا أيام اغارة الناس بعضهم على بعض وضجيجهم وصياحهم مما ألم بهم من الغارات . وهي في البيت بمعنى قد ، لأنه يحتج عليهم بما علمون ، الانتهاب : الاغارة 32 السعف : أغصان النخلة ، والواحدة سعفة . قوله : سيرا ، أي فسارت سيرا ، فحذف الفعل لدلالة المصدر عليه ، موضع بعينه يقول : حين رفعنا جمالنا على أشد السير حتى سارت من البحرين سيرا شديدا الى أن بلغت هذا الموضع الذي يعرف بالحساء ، أي طوينا ما بين هذين الموضعين سيرا واغارة على القبائل فلم يكفينا شيء عن مرامنا حتى انتهينا الى الأحساء 33 أحرمن أي دخلنا في الشهر الحرام يقول : ثم ملنا من الاحساء فأغرنا على بني تميم ، ثم دخل الشهر الحرام وعندنا سبايا القبائل قد استخدمناهن ، فبنات الذي أغرنا عليهم كن إماء لنا 34 النجاء ، ممدودا ومقصورا : الاسراع في السير يقول : وحين كان الأحياء الأعزة يتحصنون بالجبال ولا يقيمون بالبلاد السهلة والأذلاء كان لا ينفعهم اسراعهم في الفرار ، يريد أن الشر كان شاملا عاما لم يسلم منه العزيز ولا الذليل 35 وأل وواءل : هرب وفزع ، الرجلاء : الغليظة الشديدة يقول : لم ينج الهارب منا بفضل تحصنه بالجبل ولا بالحرة الغليظة الشديدة 36 أضرع : ذلل وقهر ، ومنه قولهم في المثل : الحمى أضرعتني لك ، الكفاءة والمكافأة : المساواة يقول : هو ملك ذلل وقهر الخلق فما يوجد فيهم من يساويه في معاليه والكفاءة بمعنى المكافئ ن فالمصدر موضع اسم الفاعل 38-37 الطيخ : التكبر ، العاشي : التعامي ، وهما تكلف العشى والعمى ممن ليس به عشى وعمى وكذلك التفاعل اذا كان بمعنى التكلف يقول : فاتركوا التكبر وإظهار التجبر والجهل وان لزمتم ذلك ففيه الداء ، يعني أفضى بكم ذلك الى شر عظيم 39 ذو المجاز : موضع جمع به عمرو ابن هند بكرا وتغلب وأصلح بينهما واخذ الوثائق والرهون يقول : واذكروا العهد الذي كان منا بهذا الموضع وتقديم الكفلاء فيه 40 المهارق : جمع المهرق ، وهو فارسي معرب ، يأخذون الخرقة ويطلونها بشيء ثم يصقلونها ثم يكتبون عليها شيئا ، والمهرق : معرب مهركرد يقول : وانما تعاقدنا هناك حذر الجور والتعدي من احدى القبيلتين فلا ينقض ما كتب في المهارق الأهواء الباطلة ، يريد أن ما كتب في العهود لا تبطله أهواؤكم الضالة 41 واعلموا أننا واياكم في تلك الشرائط التي أوثقناها يوم تعاقدنا مستوون 42 العنن : الاعتراض والفعل عن يعن ، العتر : ذبح العتيرة ، وهي ذبيحة كانت تذبح للاصنام في رجب ، الحجرة : الناحية ، والجمع الحجرات وقد كان الرجل ينذر إن بلغ الله غنمه مائة ذبح منها واحدة للاصنام ثم ربما ضنت نفسه بها فأخذ ظبيا وذبحه مكان الشاة الواجبة عليه يقول : ألزمتمونا ذنب غيرنا باطلا كما يذبح الظبي لحق وجب في الغنم 43 الجناح . الأثم يقول : أعلينا ذنب كندة أن يغنم غانمهم منكم ومنا يكون جزاء ذلك ؟ يوبخهم ويعيرهم أن كندة غزتهم فغنمت منهم وقومه لا يلزمهم جزاء ذلك 44 الجراء والجري ، بالمد والقصر : الجناية ، النوط : التعليق ، الجوز الوسط ، والجمع الأجواز ، العبء : الثقل يقول : أم علينا جناية إياد ؟ ثم قال : الزمتمونا ذلك كما تعلق الأثقال على وسط البعير المحمل 45 يقول : أم علينا جناية قضاعة ؟ بل ليس علينا في جنايتهم ندى أي لا تلحقنا ولا تلزمنا تلك الجناية 46 يقول : أم علينا جنايا بني عتيق ؟ ثم قال : إن نقضتم العهد فإنا براء منك 47 القضاء : القتل يقول : وغزاكم ثمانون من تميم بأيديهم رماح أسنتها القتل ، أي القاتلة وصدر كل شيء : أوله 48 يقول : ثم جاؤوا يسترجعون الغنائم فلم ترد عليهم شاة زهراء ، أي بيضاء ، ولا ذات شامة ، هذه الأبيات كلها تعيير لهم وإبانة عن تعديهم وطلبهم المحال لأن مؤاخذة الإنسان بذنب غيره ظلم صرا ح 49 يقول : هؤلاء المضربون ليسوا منا ، عيرهم بأنهم منهم 50 التلحيب : التقطيع ، الأوب والإياب : الرجوع يقول : تركت بني تميم هؤلاء القوم مقطعين بالسيوف وقد رجعوا إلى بلادهم مع غنائم يصم حداء حداتها آذان السامعين ، أشار بذلك إلى كثرتها 51 يقول : أم علينا جناية بني حنيفة أم جناية ما جمعت الأرض أو السنة الغبراء من محارب 52 أحللته : جعلته حلالا يقول : ما أحل قومنا محارم هؤلاء القوم وما كان منهم دعاء على قومنا يعريهم بأنهم أحلوا محارم هؤلاء القوم بهذا الموضع فدعوا عليهم 53 الفيء : الرجوع ، والفعل فاء يفيئ يقول : ثم انصرفوا منهم بداهية قصمت ظهورهم ، وغليل الجوف لا يسكنه شرب الماء لأنه حرارة الحقد لا حرارة العطش ، يريد أنهم فاؤوا وقتلوا ولم يثأروا بقتلاهم 54 طل دمع وأطل : أهدر ، العفاء : الدروس ، وهو أيضا التراب الذي يغطي الأثر يقول : ما قتلوا من بني تغلب أهدرت دماؤهم حتى كأنهم غطيت بالتراب ودرست ، يريد أن دماء بني تغلب تهدر ودماءهم تهدر بل يدركون ثأرهم 55 التكاليف : المشاق والشدائد يقول : هل قاسيتم من الشاق والشدائد ما قاسى قومنا حين غزا منذر أعداءه فحاربهم ؟ وهل كنا رعاء لعمرو بن هند كما كنتم رعاءه ؟ ذكر أنهم نصروا الملك حين لم ينصره بنو تغلب وعيرهم بأنهم رعاء الملك وقومه يأنفون من ذلك 56 ميسون : امرأة يقول : وإنما كان هذا حين أنزل الملك قبة هذه المرأة علياء وعوصاء التي هي أقرب ديارها إلى الملك 57 القرضوب والقرضاب : اللص الخبيث ، والجمع القارضبة ، التأوي : التجمع ، الألقاء لقوة وهي العقاب يقول : تجمعت له لصوص خبثاء كأنهم عقبان لقوتهم وشجاعتهم 58 الاسودان : الماء والتمر ، هداهم أي تقدمهم يقول : وكان يتقدمهم ومعه زادهم من الماء والتمر ، وقد يكون هدى بمعنى قاد ، والمعنى : فقاد هذا العسكر وزادهم التمر والماء ، ثم قال : وأمر الله بالغ مبالغة يشقى به الأشقياء في حكمه وقضائه 59 الأشر : البطر ، الأشراء : البطرة يقول : حين تمنيتم قتالهم إياكم ومصيرهم إليكم اغترارا بشوكتكم وعدتكم فساقتهم إليكم أمنيتكم التي كانت مع البطر 60 الآل : ما يرى كالسراب في طرفي النهار ، الضحاء : بعيد الضحى يقول : لم يفاجئوا مفاجأة ولكن أتوكم وأنتم ترونهم خلال السراب حتى كأن السراب يرفع أشخاصهم لكم 61 يقول : أيها الناطق المبلغ عنا عند عمرو بن هند الملك ألا تنتهي عن تبليغ الأخبار الكاذبة عنا ؟ فلنا عنده أفضال كلها خبرة صادقة 63-62 الإقساط : العدل يقول : هو ملك عادل وهو أفضل ماش على الارض ، أي أفضل الناس والثناء قاص عما عنده 64 إرم : جد عاد ، وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام يقول : هو إرمي من الحسب قديم الشرف بمثله ينبغي أن تجول الخيل وأن تأبي لخصمها أن يجلي صاحبها عن أوطانه ، يريد أن مثله يحمي الحوزة ويذب عن الحريم 65 يقول : هو الذي لنا عنده ثلاث آيات ، أي ثلاث دلائل من دلائل غنائنا وحسن بلائنا في الحروب والخطوب ، يقضي لنا على خصومنا في كلها ، أي يقضي الناس لنا بالفضل على غيرنا فيها 66 الشقيقة : أرض صلبة بين رملتين ، والجمع الشقائق ، الشروق : الطلوع والإضاءة يقول : إحداها شارق الشقيقة حين جاءت معد بألوبتها وراياتها . وأراد بشارق الشقيقة : الحرب التي قامت بها 67 أراد قيس ين معد يكرب من ملوك حمير ، الاستلئام : لبس اللآمة وهي الدرع ، القرظ : شجر يدبغ به الأديم ، الكبش : السيد ، مستعار له بمنزلة القرم ، العبلاء : هضبة بيضاء يقول : جاءت مع راياتها حول قيس متحصنين بسيد من بلاد القرظ ، وبلاد القرظ : اليمن ، كأنه في منعته وشوكته هضبة من الهضاب ، يريد أنهم كفوا عادية قيس وجيشه عن عمرو بن هند 68 الصتيت : الجماعة المصوتة ، العواتك : الشواب الحرائر والخيار من النساء ، الرعلاء : الطويلة الممتدة يقول : والثانية جماعة من أولاد الحرائر الكرائم الشواب لا يمنعها عن مرامها ولا يكفيها عن مطالبها إلا كتيبة مبيضة ببياض دروعها وبيضها عظيمة ممتدة ، وقيل : بل معناه إلا سيوف مبيضة طوال ، وقوله : من العواتك ، أي من أولاد العواتك 69 خربة المزاد : ثقبها ، والمزاد جمع مزادة وهي زق الماء خاصة يقول : رددنا هؤلاء القوم بطعن خرج الدم من جراحه خروج الماء من أفواه القرب وثقوبها 70 الحزم : آغلظ من الحزن ، ثهلان : جبل بعينه ، الشلال : الطراد . الأنساء : جمع النساء وهو عرق معروف في الفخذ ، التدمية والإدماء : اللطخ بالدم يقول : ألجأذهم إلى التحصن بغلظ هذا الجبل والالتجاء اليه في مطاردتنا إياهم وأدمينا أفخاذهم بالطعن والضرب 71 الجبة : أعنف الردع ، والفعل جبه يجبه ، النهز : التحريك ، الجمة : الماء الكثير المتجمع ، الطوي : البئر التي طويت بالحجارة أو اللبن يقول : منعناهم أشد منع وأعنف ردع فتحركت رماحنا في أجسامهم كما تحرك الدلاء في ماء البئر المطوية بالحجارة 72 حان : تعرض للهلاك ، وحان : هلك ، يحين حينا يقول : فعلنا بهم فعلا بليغا لا يحيط به علما إلا الله ، ولا دماء للمتعرضين للهلاك أو الهالكين ، أي لم يطلب بثأرهم ودمائهم 73 يقول : ثم قاتلنا بعد ذلك حجر بن قطام وكانت له كتيبة فارسية خضراء لما ركب دروعها وبيضها من الصدأ . وقيل بل أراد : وله دروع فارسية خضراء لصدئها 74 الورد : الذي يضرب لونه إلى الحمرة ، الهمس : صوت القدم . وجعل الأسد هموسا لأنه يسمع من رجليه في مشية صوت ، شمرت : استعدت ، الغبراء السنة الشديدة لاغبرار الهواء فيها يقول : كان حجرا أسدا في الحرب بهذه الصفة ، وكان للناس بمنزلة الربيع اذا تهيأت واستعدت السنة الشديدة للشر ، يريد أنه كان ليث الحرب غيث الجدب 75 يقول : وخلصنا امرأ القيس من حبسه وعنائه بعدما طال عليه 76 أقدته : أعطيته القود يقول : وأعطيناه ملك غسان قودا بالمنذر حين عجز الناس عن الاقتصاص وارداك الثأر ، وجعل الدماء مستعارا للقصاص 77 يقول : وأتيناهم بتسعة من الملوك وقد أسرناهم وكانت أسلابهم غالية الأثمان لعظم أخطارهم وجلالة أقدارهم ، الأسلاب : جمع السلب وهو الثياب والسلاح والفرس 78 يقول : وكانت مع الجون كتيبة شديدة العناد كأنها في شوكتها وعدتها هضبة دفئة . والجون الثاني بدل من الأول ، والأول في التقدير محذوف كقوله تعالي : "لعلي أبلغ الاسباب أسباب السموات" 79 العجاجة: الغبار ، تلظى . تلهب ، الصلاء والصلي . مصدر صليت حين تلهب نار الحرب 80 يقول : وولدنا هذا الملك بعد زمان قريب لما أتانا الحباء ، أي زوجنا أمه من أبيه لما أتانا مهرها ، يريد أنا أخوال هذا الملك 81 يقول : مثل هذه القرابة تستخرج النصيحة للقوم الأقارب قربى أرحام يتصل بعضها ببعض لفلوات يتصل بعضها بعض . الفلاة تجمع مع الفلا ثم تجمع الفلا على الأفلاء . وتحرير المعنى : ان مثل هذه القرابة التي بيننا وبين الملك توجب النصيحة له اذ هي أرحام مشتبكة 82 يقول : ثم جاءتكم خيل من الغلاق فأغارت عليكم ولم ترحمكم ولم تبق عليكم 83 يقول : وهو الملك والشاهد على حسن بلائنا يوم قتالنا بهذا الموضع والعناء عناء ، أي قد بلغ الغاية ، يريد عمرو بن هند فانه شهد غناءهم هذا ، والله سبحانه وتعالى أعلم 84
وها قد انتهينا من شرح القصيدة.... ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بالمعلقة بكاملها.... تحياتي لكم جميعا | |
|
| |
جونغوما 2 عضو جديد
عدد المساهمات : 25 نقاط النشاط : 73 تاريخ التسجيل : 18/03/2011 تاريخ الميلاد : 02/10/1989 العمر : 35 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 27 مارس 2011, 18:36 | |
| | |
|
| |
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 27 مارس 2011, 21:34 | |
| عفوا أستاذة جونغوما
ولكن المنتدى يدوم بدوامكم ومشاركاتكم
المنتدى في الوقت الحالي في أمس الحاجة إلى مواضيعكم
وشكرا | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 13:39 | |
| عنترة بن شداد
اسمه عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي (؟-22 ق.هـ/؟-601 م) هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وهو أشهر فرسان العرب واشعرهم وشاعر المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة.
و اشتقاق اسم عنترة من ضرب من الذباب يقال له العنتر و إن كانت النون فيه زائدة فهو من العَتْرِ و العَتْرُ الذبح و العنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد و الشجاعة في الحرب . و إن كان الأقدمون بأيهما كان يدعى : بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً . ولقد ذكرتك والرماح نوهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فـوددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرك المتبسم(أضيف من قبل نجمة الزهراء)::المعلقات هي قصائد جاهلية كان يعلقها العرب قديما على جدار الكعبة تقديرا منهم لها ولمكانتها ويقال أنها سبع ويقال أنها عشر. لو لم يكن في العرب غير عنترة لكفاهم ذلك فخرا وكيف لا وهو الفارس الذي لايشق له غبار الذي نال حريته بسيفه حياته كان عنترة يلقب بالفلحاء ـ لفلح ـ أي شق في صرمه السفلى و كان يكنى بأبي المعايش و أبي أوفى و أبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هو كالغلس ، و قد ورث ذاك السواد من أمه ...بة ، إذ كانت أمه حبشية و بسبب هذا السواد عدة القدماء من أغربة العرب . و شاءت الفروسية و الشعر والخلق السمح أن تجتمع في عنترة ، فإذا بالهجين ماجد كريم ، و إذا بالعبد سيد حر . و مما يروى أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم ، فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم و عنترة فيهم فقال له أبوه : كر يا عنترة ، فقال عنترة : العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب و الصر ، فقال كر و أنت حر ، فكر و أبلى بلاء حسناً يومئذ فادعاه أبوه بعد ذلك و ألحق به نسبه ، و قد بلغ الأمر بهذا الفارس الذي نال حريته بشجاعته أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس و الغبراء الأمر الذي دعا الأصمعي إلى القول بأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره و بأنه من أشعر الفرسان . أما النهاية التي لقيها الشاعر فالقول فيها مختلف فئة تقول بأنه مات بسهم مرهرط من رجل اعماه اسمه الليث الرهيص اثناء إغارة قبيلة عبس على قبيلة طيئ وإنهزام العبسيين وهذاالرجل انتقم من عنترة بسبب العما الذي سببه له عنترة في حروب داحس والغبراء ويقال ان الليث الرهيص كان أحد الفرسان الاقوياء بذاك العصر . ،ويروى ان عنترة بعد هزيمة قومه واصابته بالسهم المسموم ظل يسير على قومه يلاحظ المؤرخ فيليب حتي «تاريخ العرب» - في حرب البسوس، وهي أقدم الحروب وأشهرها، وقد شبه المؤرخ عنترة - شاعرًا ومحاربًا - بأخيل، كرمز لعصر البطولة العربية. أخلاق الفرسان اشتهر عنترة بقصة حبه لابنة عمه عبلة، بنت مالك، وكانت من أجمل نساء قومها في نضارة الصبا وشرف الأرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي ابن جارية فلحاء، أسود البشرة، وقد ولد في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وذاق في صباه ذل العبودية، والحرمان وشظف العيش والمهانة، لأن أبيه لم يستلحقه بنسبه، فتاقت روحه إلى الحرية والانعتاق. غير أن ابن الفلحاء، عرف كيف يكون من صناديد الحرب والهيجاء، يذود عن الأرض، ويحمي العرض، ويعف عن المغنم: ينبئك من شهد الوقيعة أنني **أغشى الوغى وأعف عند المغنم وعنترة (كمثال لأخلاقية الحرب والنبل والشهامة والحميّة)، استحق تنويه النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - عندما تُلي أمامه قول عنترة: ولقد أبيت على الطوى وأظلّه حتى أنال به كريم المأكلِ فقال الرسول: «ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة». ويقول صاحب الأغاني: «قال عمر بن الخطاب للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف فارس حازم. قال: كيف يكون ذلك؟ قال: كان قيس بن زهير فينا، وكان حازمًا فكنا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد فكنا نأتم بشعره... إلخ». ولعل في هذا المثل السالف آية وعلامة على «فن الحرب» الذي كان يعتمد في العصور القديمة على الرأي والاستراتيجية والقيادة الحكيمة، والشعر (التعبئة) والقوة القائمة على العنف والغلبة. وقد قيل لعنترة: أأنت أشجع العرب وأشدها؟ فقال: لا. فقيل. فبماذا شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزمًا، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا، ولا أدخل إلا موضعًا أرى لي منه مخرجًا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله. وهذه الآراء تؤكد اقتران الحيلة والحنكة في فن الحرب عند عنترة وأقرانه في عصر السيف والرمح والفروسية. لا مراء في أن عنترة كان أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وأبعدهم صيتًا، وأسيرهم ذكرًا وشيمة، وعزة نفس، ووفاء للعهد، وإنجازًا للوعد وهي الأخلاقية المثلى في قديم الزمان وحديثه. ابن الأَمَة بالرغم من هذا، فقد خرج عنترة في كنف أب من أشراف القوم وأعلاهم نسبًا، ولكن محنته جاءته من ناحية أمه «الأَمَة» ولم يكن ابن الأمة يلحقه بنسب أبيه إلا إذا برز وأظهر جدارته واستحقاقه للحرية والعتق، والشرف الرفيع، وهذا ما حصل في حال عنترة الذي اشترى حريته بسيفه وترسه ويراعه (لسانه) الشعري، وأثبت أن الإنسان صانع نفسه، وصاحب مصيره، بغض النظر عن أصله وفصله، وجنسه، ولونه وشكله. يقول عنترة: لا تسقني ماءَ الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظَلِ ماءُ الحياة بذلةٍ كجهنم وجهنم بالعزِّ أطيب منزل وقد كانت عبلة وظلت الأثيرة في حياته وحتى مماته. وقد انتهت حياة البطل عنترة بعد أن بلغ من العمر عتيًا، ويشبه مماته ميتة أخيل، كفارس يقاتل في التسعين من عمره، في كبره، ومات مقتولاً إثر رمية سهم، وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص من قبيلة طيء. وكان لامارتين الشاعر الفرنسي معجبًا بميتة عنترة الذي ما إن أصيب بالسهم المسموم وأحسّ أنه ميت لا محالة، حتى اتخذ خطة المناضل - حتى بعد مماته - فظل ممتطيًا صهوة جواده، مرتكزًا على رمحه السمهري، وأمر الجيش بأن يتراجع القهقرى وينجو من بأس الأعداء، وظل في وقفته تلك حاميًا ظهر الجيش والعدو يبصر الجيش الهارب، ولكنه لا يستطيع اللحاق به لاستبسال قائده البطل في الذود عنه ووقوفه دونه، حتى نجا الجيش وأسلم عنترة الروح، باقيًا في مكانه، متكئًا على الرمح فوق جواده الأبجر.
قي موت عنترة ثلاث روايات أشهرها صاحب الأغاني قال إنه أي عنترة أغار على بني نبهان فأطرد لهم طريدة و هو شيخ كبير و جعل يرتجز: حظ بني نبهان الأخبث....كأنما آثارهما بالحثحث. و كان وزر بن جابر النبهاني الملقب بالأسد الرهيص في فتوة فرماه و قال: خذها و أنا ابن سلمى فقطع ظهره فتحامل بالرمية حتى أتى أهله و هو مجروح فقال أبياتا مطلعها: وإن ابن سلمى فأعلموا عنده دمي و هيهات لا يرجى ابن سلمى و لا دمي. يريد أن قومه لن يتمكنوا من الأخذ بثأره. من شِعْرهِ
قصيدة هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم{ معلقة}
هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم...........أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي.......وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها.............فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا................بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ.................أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت......عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها...........زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ..................مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها.................بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما................زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها..........وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً..........سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ إذ تستبيكَ بذي غروب واضح..................عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة.............سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها..............غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ..................فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ..............يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ...........غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ...............قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ......وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى.............نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ هل تبلغنى دارها شدنية...................لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ.................تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ وكأنما أقصُ الإكام عشية ً................بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ.............حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ........................حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ......كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ.......زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ..................غضبى اتقاها باليدين وبالفم بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما......بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَداً.................حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ..............زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ إنْ تغدفي دوني القناع فانني.........طبٌّ بأخذ الفارس المستلــــئم أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني..................سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ........................مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم ولقد شربتُ من المدامة بعد ما...........رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة ٍ............قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ................مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ً.....وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً..................تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة ٍ...............ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ.............إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح.................نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً..............يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني......أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ....................لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ ................بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ...........لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ................يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها.....بالسيف عن حامي الحقيقة معلم زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا........................هتَّاك غايات التجار ملوَّم لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ.........................أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما.................خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ......................بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ..............يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ...............حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي...فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ............والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ....................رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي...............وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحى....إذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم في حومة ِ الحربِ التى لا تشتكي..........غَمَرَاتِها الأَبطالُ غيْرَ تَغَمْغُمِ إذْ يتقُون بي الأسَّنة لم أخمْ....................عنها ولكني تضايق مُقدَمي لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعهُم....................يتذَامرونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مذَمّم يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها..................أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره......................ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم فازورّ من وقع القنا بلبانهِ.....................وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى.......وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها...........قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً.................ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم ذللٌ ركابي حيثُ شئتُ مشايعي..................لُبِّي وأجْفزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ.........للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما.............والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما................جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 13:41 | |
| لبيد بن ربيعة
لَبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامِري (توفي 41 هـ/661 م) أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية،عمه ملاعب الأسنةوأبوه ربيعة بن مالك والمكنى *بربيعة المقترن* لكرمه. من أهل عالية نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثل: عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسلما، ولذا يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات. في الجاهلية وفد أبو براء ملاعب الأسنة -وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، -وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني. وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس. فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح. فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول: أكل يوم هامتي مقزعه...............................يا رب هيجاً هي خير من دعه ومن خيار عامر بن صعصعه ...............................نحن بنو أم البنين الأربعه والضاربون الهام تحت الخيضعه.......................المطعمون الجفنة المدعدعه إليك جاوزنا بلاداً مسبعه...........................يا واهب الخير الكثير من سعه يخبر عن هذا خيبر فاسمعه ........................مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه إن استه من برص ملمعه.......................................وإنه يدخل فيها إصبعه كأنما يطلب شيئاً أطعمه...............................يدخلها حتى يواري أشجعه فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره. فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله. وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك. في الأسلام استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145هـ كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام. أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ لبيد (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً." عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة. من شعره أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ...........................وقد جرّبتْ لوْ تقتدي بالمجربِ وكائنْ رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقة ٍ..............................وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ...................................عليه ِ السّموطُ عابسٍ متغضّبِ وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ........................................بح سنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّبِ وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّة ٍ....................................وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ فبانُوا ولمْ يحدثْ عليَّ سبيلهُمْ...........................سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي فَأيَّ أوَانٍ لا تَجِئْني مَنِيَّتي........................................ب قَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّبِ فلستُ بركنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ..................................وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُرَّبِ قضيتُ لباناتٍ وسليتُ حاجة ً...............................ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ وفيتانِ صدقٍ قد غَدوتُ عليهمُ..........................................بِ لا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ بمجتزفٍ جونٍ كأَنَّ خفاءَهُ...................................قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ معلقته كان لبيد إذا قال شعراً قال لنفسه:لا تظهره،ولكن عندما قال: ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا ..........................بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا بدأ بإظهاره. قالها لبيد للشاعر النابغة الذبياني عندما رأى عليه علامات الشاعريه فقال له:"يا غلام إن عي...لعينا شاعر أنشدني" فانشده أثنتين فقال له:زدني فأنشده المعلقة فقال له النابغة:أذهب فأنت أشعر العرب،وفي رواية أشعر هوازن. وعلى ذلك لبيد نظم معلقته واساسها الطلول ومنتصفها وصف الخمرة والمحبوبه وأخرها كان على الكرم والفخر،,هي: ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا ...........................بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا.......................خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا..............................حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا.......................وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ..................................وَعَشِيَ ّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ ..........................بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا ...........................عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا............................زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا........................كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا............................صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا......................مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَا وَثُمَامُهَا شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا..........................فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِرُّ خِيَامُهَا مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ.....................................زَوْ جٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَا زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا............................وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَـاً أرْآمُهَا حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا...........................أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَدْ نَأَتْ............................وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَرِمَامُـهَا مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَـاوَرَتْ..............................أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ................................فَتَضَم َّنَتْهَا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَا فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّـةٌ..............................فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ................................وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَا وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ..........................بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا بِطَلِيحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً................................مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسَّرَتْ ...............................وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا.......................صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاَحَهُ............................طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِ مُسَحَّجٌ..............................قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُـهَا بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَـهَا................................قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً...............................جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ.............................حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامـُهَا وَرَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ.....................رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَا فَتَنَازَعَا سَبِطَاً يَطِيْرُ ظِلالُـهُ................................كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ...............................كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُـهَا فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً..............................مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُـهَا وقد عاش لبيد بن ربيعة أربعين ومئة سنة (١٤٠) | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 13:42 | |
| زهير بن أبى سلمى
{ 13 ق. هـ = ... - 609 م}
هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر. حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات. إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنّابغة الذبياني. وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب العبّاس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله: فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّما- توارثه آباء آبائهم قبْل وكان عمرو بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عبّاس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين?" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك? قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه". وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، وعبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت". فالأمدح قوله: تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا- كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ والأصدق قوله: ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ- وإنْ تَخْفى على الناس تُعْلَمِ وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق: فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ- يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ و البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر. ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب.. ويطول الكلام لو أردنا المضي في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما هو?"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ?"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر? لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة? وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي". فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه". ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه "وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال: سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش- ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ والمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع. وأكثر الباحثين يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما. وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم ... وخيركم استثنيت". ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله: منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماً- يلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية. توفي قبل ظهور الاسلام. من شعره: قصيدة أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَة ٌ لمْ تَكَلّمِ { معلقة }
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ......................................... .........بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها......................................... .مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً...................................وَأَطلاؤ ُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً.....................................فَلَأي اً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ......................................وَنُؤ ياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها....................................أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ...................................تَحَمَّ لنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ......................................... .......وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ......................................... .....أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ......................................فَه ُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ ........................................وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ......................................... ..عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ..........................................ن َزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ......................................وَضَ عنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما......................................تَبَز َّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ...............................رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما.......................................عَ لى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما...................................تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً................................بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ................................بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها..............................وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم....................................مَغان ِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت..................................يُنَجّ ِمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً.......................................... ..وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً................................وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم...................................لِيَخف ى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر................................لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ................................وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً....................................وَتَضر َ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها...................................وَتَل قَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم..................................كَأَحمَر ِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها..................................قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ...............................بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ...............................فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي.............................عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ.................................لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ......................................... ..لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ....................................سَريع اً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا............................غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا.........................................إ ِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم.....................................دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ...........................وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم...................................... ..عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً.....................................صَحيح اتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم..............................إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ...................................لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش.................................ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب............................تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ.................................وَلَكِنَّن ي عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ..............................يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ.................................عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ.........................يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ ومن لا يذد عن حوضه بنفسه ..................................يهدم ومن يخالق الناس يعلم وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها..............................وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ ينلنهُ............................يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ.............................إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ...............................وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ..................وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ وَمَن يزل حاملاً على الناسَ نَفسَهُ....................وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 18:31 | |
| طرفة بن العبد
نحو (86 - 60 ق. هـ = 539 - 564 م)
هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاءً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه،في أكثر شعره. ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد. اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفه هجاه بها، فقتله المكعبر بها. خرج طرفة حتى أتى صاحب البحرين بكتابه، فقال له صاحب البحرين: إنك في حسب كريم وبيني وبين أهلك إخاء قديم وقد أمرتُ بقتلك فاهرب إذا خرجت من عندي فإن كتابك إن قرىء لم أجد بدّا من أن أقتلك، فأبى طرفة أن يفعله، فجعل شبان عبدالقيس يدعونه ويسقونه الخمر حتى قُتل. . لقد استطاع طرفة أن يقيم مذهباً وجودياً، بكل معنى الكلمة من خلال تعبيره عن حياته، ومن معايشة نزواته وأفكاره، بصورة صاخبة متأجّجة بالنّزوع إلى الحرية، وتحقيق الشخصية الذاتية بكل انفعالاتها الأصيلة، وتحدياتها لحتميات العالم الخارجي. كان طرفة، الذي اسمه الحقيقي عامر بن العبد، شاباً عاصر امرؤ القيس وأقل الشعراء العرب قاطبة عمراً. يقال إنه قتل في سن السادسة والعشرين. كان من قبيلة ظبية من العائلة الحاكمة، شاباً بدوياً طائشاً، كما الحال الآن في الجزيرة، خصب الخيال، متهوراً ضالاً، متورطاً في شجار دائم مع الآخرين، سليط اللسان عنيف الطبع. يروى أن كان يملك قطيعاً من الإبل مع أخيه معبد, وكانا يرعيانه بالتناوب. لكن طرفة كان مهملاً ومغرماً بنظم الشعر فلم يقم بمهمته مما أدى إلى شجار يشار إليه في المعلقة. حين لامه معبد قائلاً هل يستطيع شعره إرجاع الإبل إن ضاعت، أجاب طرفة بعناد بنعم ورفض الإصغاء. وكما توقع معبد ضاعت الجمال يوماً في عملية سطو، فذهب طرفة ليثبت صحة ادعائه إلى أصدقائه وأقاربه طالباً المساعدة لاسترجاع الإبل، وكان منهم ابن عمه مالك، الذي وبخه لكسله وحماقته، توبيخ، يقال إنه سبب نظم المعلقة. ويروى أيضاً إن أحداً لم يساعده ولم تستعاد الإبل، لكن طرفة استطاع تنفيذ ما وعد به، إذ أن شيخ قبيلة وهبه مئة جمل عوض الضائعة إثر مدح طرفة له في قصيدة. نهايته جاءت مأساوية. عند ذهابه إلى بلاط عمرو بن هند، ملك الحيرة، كان يجلس مع الأمير عندما مرت أخت الأمير، رأى طرفة ، بالرغم من عدم نظره إليها، عكس وجهها في قدح فضي كان يمسك به، فقال: ألا يا ثاني الظبي- الذي يبرق شنفاه ولولا الملك القاعد- قد ألثمني فاه عندما نما هذا إلى مسامع عمرو لم يسره ذلك، ويقال إن طرفة، الذي لم تعد له حظوة عند الملك، هجاه وأتم بذلك إساءته. كتم عمرو مع ذلك غيظه وأرسل في طلب طرفة وشاعر آخر، خال طرفة المتلمس، الذي كان قد أساء إليه أيضاً، وأغدق عليهم العطايا وطلب منهم الذهاب بحجة إلى البحرين التي كانت آنذاك تحت حكمه. أعطى كل منهما رسالة لواليه هناك، كما لو كانت رسالة توصية. ذهب طرفة دون أي شك، لكن المتلمس، كونه رجل كبير السن وأكثر دراية بأساليب الأمير لم يكن راضياً، وقبل مغادرة الحيرة رأى فتح الرسائل لمعرفة ما فيهما. وجدا صبياً في أطراف الحيرة، مسيحي من العبادي، يعرف القراءة. فتح المتلمس رسالته طلب من الصبي قراءة ما فيها. أخبره الصبي أن الملك طلب من واليه قتل حامل الرسالة. ألقى المتلمس الرسالة في نهر الفرات وهرب. غير أن طرفة، من شدة ثقته بنفسه وظنه أن ابن هند لا يجرؤ على معاملته بالعنف لأنه من عشيرة قوية، ذهب إلى البحرين وقدم الرسالة للوالي. ولما كان الوالي، ربيعة بن الحارث، من أقرباء طرفة، فلقد حاول إنقاذه وتوسل إليه الهرب ليلاً قبل أن يعلم أحد بمجيئه. لكن طرفة رفض، ظنناً منه أن الوالي يريد خداعه لنيل الغنيمة بنفسه. وقال " والله، لن أفعل هذا، وأعطي عمرو ذريعة لقتلي إن هربت. في الصباح قبض عليه وسجن. اعتذر ربيعة من ابن هند قائلاً إنه لا يستطيع قتل قريبه. أرسل عمرو بن هند رجلاً من بني تغلب ليحل مكان ربيعة في البحرين وقتل ربيعة وطرفة. يقول بعض الناس إن من قتل طرفة كان من قبيلة الحوافر، التي دفعت دية دمه إلى والده لاحقاً. تختلف الروايات في ذلك. حسب بعض الروايات، أكثرها ثقة، قتل بالسيف، آخرون يقولون دفن حياً، بينما يقول آخرون سمح له بشرب الخمر حتى فقد وعيه وقطع شريان في يده حتى توفي. رثته أخته الخرنق بأبيات حزينة. وقتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل". من شعره:
قصيدةلِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ( معلقة )
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،.............................تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم.................................يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً....................................خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ...............................يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي يشقُّ حبابَ الماءِ حيزومها بها...............................كما قسَمَ التُّربَ المُفايِلُ باليَدِ وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ......................مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ خذولٌ تراعي ربرباً بخميلة ٍ...................................تَناوَلُ أطرافَ البَريرِ، وتَرتَدي وتبسمُ عن ألمَى كأنَّ مُنوراً...................................تَخَلّلَ حُرَّ الرّمْلِ دِعْصٌ له نَدي سقتهُ إياة ُ الشمس إلا لثاتهُ.......................................أُسف ولم تكدم عليه بإثمدِ ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها.................................عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره،........................بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها....................................على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها........................................سَفَ نَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت.................................وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ تربعت القفّين في الشول ترتعي..................................حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي،........................بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا..........................حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة ً................................على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما....................................كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ،.......................................وأ جرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها...................................وَأَ طرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها......................................... ....تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها.........................................لتكفن نْ حتى تُشادَ بقرمد صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا................................بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد أُمرُّتْ يداها فتلَ شزرٍ وأُجنحتْ............................لها عَضُداها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ...............................لها كتفاها في معالى ً مُصعَد كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها.............................مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ تَلاقَى ، وأحياناً تَبينُ كأنّها.....................................بَنائِق ُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به....................................كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما...........................وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ...............................كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد وعينان كالماويتين استكنَّتا.........................بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد طَحُورانِ عُوّارَ القذى ، فتراهُما..............................كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى...............................لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما،...................................كسامعتي ْ شاة بحوْمل مفرد وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ،...................................كمِر داة ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ.............................عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ..........................مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها....................وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَدِ على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي.......................ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي وجاشَتْ إليه النّفسُ خوفاً، وخالَهُ...................مُصاباً ولو أمسى على غَيرِ مَرصَدِ إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني.............................عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ،..................................وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد فذلك كما ذالت وليدة مجلس....................................تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ ولستُ بحلاّل التلاع مخافة....................................ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد فان تبغني في حلقة القوم تلقَني......................وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد متى تأتني أصبحتَ كأساً روية ً....................وإنْ كنتَ عنها ذا غِنًى فاغنَ وازْدَد وانْ يلتقِِ الحيُّ الجميع تلاقيني...........................إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ نداماي بيضٌ كالنجوم وقينة ...................................تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ ومَجْسَدِ رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ منها، رقيقَة ٌ...........................بِجَسّ النّدامى ، بَضّة ُ المُتجرَّدِ إذا نحنُ قُلنا: أسمِعِينا انبرَتْ لنا.............................على رِسلها مطروفة ً لم تشدَّد إذا رَجّعَتْ في صَوتِها خِلْتَ صَوْتَها..........................تَجاوُبَ أظآرٍ على رُبَعٍ رَدي وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي........................وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها،..............................وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ رأيتُ بني غبراءَ لا يُنكِرونَني،................................ولا أهلُ هذاكَ الطرف الممدَّد ألا أيُّهذا اللائمي أحضرَ الوغى......................وأن أشهدَ اللذّات، هل أنتَ مُخلِدي؟ فأن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي........................فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي ولولا ثلاثٌ هُنّ مِنْ عِيشة ِ الفتى ،.........................وجدِّكَ لم أحفل متى قامُ عوَّدي فمِنهُنّ سَبْقي العاذِلاتِ بشَرْبَة ٍ.............................كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تُزبِد وكَرّي، إذا نادى المُضافُ، مُحَنَّباً.............................كسيد الغضا نبّهته المتورِّد وتقْصيرُ يوم الدَّجن والدَّجنُ مُعجِبٌ.............................ببهكنة ٍ تحت الخباء المعَّمد كأنّ البُرينَ والدّمالِيجَ عُلّقَتْ ...............................على عُشَرٍ، أو خِروَعٍ لم يُخَضَّد كريمٌ يُرَوّي نفسه في حياتِهِ،...............................ستعلم ان مُتنا غداً أيُّنا الصدي أرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بمالِهِ،...................................كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَة ِ مُفسِدِ تَرى جُثْوَتَينِ من تُرَابٍ، عَلَيهِما................................صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ أرى الموتً يعتام الكرام ويصطفي..........................عقيلة مال الفاحش المتشدِّد أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة ٍ..........................وما تَنقُصِ الأيّامُ والدّهرُ يَنفَدِ لعمرُكَ إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى..........................لَكالطِّوَلِ المُرخى وثِنياهُ باليَدِ فما لي أراني وابنَ عمّي مالِكاً..........................متى ادن منه ينأى عني ويبعد يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني.........................كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ وأيأسني من كلِّ خيرٍ طلبتُه ..............................كأنّا وضعناه إلى رمس مُلحَد على غير شئٍ قلتهُ غير أنني.................................نَشَدْتُ فلم أُغْفِلْ حَمُولة َ مَعبَد وقرّبْتُ بالقُرْبى ، وجَدّكَ إنّني..................................متى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيثَة ِ أشهد وِإن أُدْعَ للجلَّى أكن من حُماتها..........................وإنْ يأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ وإن يَقذِفوا بالقَذع عِرْضَك أسقِهمْ......................بشرْبِ حياض الموت قبل التهدُّد بلا حَدَثٍ أحْدَثْتُهُ، وكَمُحْدِثٍ...........................هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي فلو كان مولاي امرءاً هو غيره............................لَفَرّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي ولكنّ مولاي امرؤٌ هو خانفي..........................على الشكرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفتَد وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً.....................على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد فذرني وخُلْقي انني لكَ شاكرٌ...............................ولو حلّ بيتي نائياًعندَ ضرغد فلو شاءَ رَبي كنتُ قَيْسَ بنَ خالِدٍ،..................ولو شاءَ ربي كنتُ عَمْرَو بنَ مَرثَد فأصبحتُ ذا مال كثيرٍ وزارني....................................بنونَ كرامٌ سادة ٌ لمسوّد أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ..........................خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ فآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحي بِطانَة .................................لعضْبٍ رقيق الشَّفرتين مهنَّد حُسامٍ، إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً به......................كَفَى العَودَ منه البدءُ، ليسَ بمِعضَد أخي ثقة لا ينثَني عن ضريبة........................إذا قيلَ:"مهلاً"قال حاجزه:"قَدي" إذا ابتدرَ القومُ السلاح وجدتني...............................مَنِيعاً، إذا بَلّتْ بقائِمِهِ يدي وبرْكٍ هُجود قد أثارت مخافتي.........................نواديها أمشي بعضب مجرَّد فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ ..................................عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ يقولُ، وقد تَرّ الوَظِيفُ وساقُها:........................ألَسْتَ ترى أنْ قد أتَيْتَ بمُؤيِد؟ وقال:ألا ماذا ترون بشارب.....................................شديدٍ علينا بَغْيُهُ، مُتَعَمِّدِ؟ وقالَ ذَرُوهُ إنما نَفْعُها لهُ،..................................وإلاّ تَكُفّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ فظلَّ الإماء يمتللْن حوارَها............................ويُسْعَى علينا بالسّدِيفِ المُسَرْهَدِ فان مُتُّ فانعنيني بما أنا أهلهُ......................وشقّي عليَّ الجيبَ يا ابنة َ معْبد ولا تَجْعَلِيني كامرىء ٍ ليسَ هَمُّهُ................كهمّي ولا يُغني غنائي ومشهدي بطيءٍ عنِ الجُلّى ، سريعٍ إلى الخَنى ،..................ذلول بأجماع الرجال ملهَّد فلو كُنْتُ وَغْلاً في الرّجالِ لَضَرّني..................عداوة ُ ذي الأصحاب والمتوحِّد ولكِنْ نَفى عنّي الرّجالَ جَراءتي................عليهِم وإقدامي وصِدْقي ومَحْتِدي لَعَمْرُكَ، ما أمْري عليّ بغُمّة ٍ............................نهاري ولا ليلي على َّ بسرمد ويومَ حبستُ النفس عند عراكه...........................حِفاظاً على عَوراتِهِ والتّهَدّد على مَوطِنٍ يخْشى الفتى عندَهُ الرّدى ،..........متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائِصُ تُرْعَد وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حواره.....................على النار واستودعتهُ كفَّ مجمد ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً.......................ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له......................بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 18:32 | |
| عمرو بن كلثوم
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/584م)، من بني تغلب. شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد. أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه، تغلب، وهو فتىً وعمّر طويلاً. هو قاتل الملك عمرو بن هند.و ذلك ان ام عمرو بن هند ادعت يوما انها اشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة و زوجة ملك وام ملك فقالت احدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل اشرف منك فعمها كليب وابوها المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك افرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فاجابتها: " لاجعلنها خادمة لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند ان يدعو عمرو بن كلثوم وامه لزيارتهم فكان ذلك. واثناءالضيافة حاولت ام الملك ان تنفذ نذرها فاشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فاجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما الحت عليها صرخت :" يا ويلي يالذل تغلب" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالسا مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق و قتله به ثم امر رجاله خارج القصر فقامو بنهبه. وعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه. وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومك أن يتلقوني? قال: لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي. فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد. ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال: ألا فاعلم أبيت اللعن أنّا- على عمدٍ سنأتي ما نريدُ تعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ- وأنّ زِنادَ كبَّتنا شديدُ وأنّا ليس حيٌّ من مَعِدٍّ- يوازينا إذا لُبسَ الحديدُ فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم: هلاّ عطفتَ على أخيك إذا دعا- بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف- فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُرْ هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، مرهوب الجانب، شاعراً مطبوعاً على الشعر. وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م. وقد روى ابن قتيبة خبر وفاته، قال: فانتهى (ويعني يزيد بن عمرو) به إلى حجر فأنزله قصراً وسقاه، فلم يزل يشرب حتى مات. من شعره : قصيدةأَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا {مُعلَّقة}
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا.................وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا...............إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ....................إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ...................عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو..........وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو....................بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ.............وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا.........................مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا.....................نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً............لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً........................أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ........................وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ..................وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ...................هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً..............حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ......................رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا................وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ...................يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ....................أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا......................لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا..................رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ..............كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا.......................وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً....................وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ........................عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ..................بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ..........................مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ...............إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا.......................وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا.................يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ....................وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا...................فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ......................قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ........................وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا............وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ......................ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا....................وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا..................وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو..................عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ.......................نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ.................عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ.........................فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم........................مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ.........................خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ...................مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ......................مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً...................وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً.......................مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ......................فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ.........................فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ.................نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا..........................تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا.....................فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ.....................نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ..................تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً...........................مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ ..................عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ......................وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـت.....................تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ................بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ..................أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ......................زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً........................بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ....................بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ........................فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ.....................تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً......................وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى..................رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى...................تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا....................وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا....................وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا.......................وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ........................وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا.......................وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ..........................أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ..............................كَتَـائِب َ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي......................وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ......................تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً....................رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ........................تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ..........................عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً ....................كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ.............................وَنُـوْرِثُهَـ ا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ.........................نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً..........................إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً......................وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ..........................قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا.................كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ.............................بُعُوْلَتَنَ ـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ.....................خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ....................تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ........................وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي................حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ...........................إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا.....................وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا......................وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا......................وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا....................وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً................وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا......................وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً..................أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا.....................وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ........................تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 18:34 | |
| النابغة الذبياني
(-18 ق.هـ/ -605 م) هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة. شاعر جاهلي نصراني من الطبقة الأولى. له قصيدة يعدها البعض من المعلقات، ومطلعها: نسبه هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن مرّة بن عوف بن سعد، الذبياني، الغطفاني، المضري. شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، ينتهي نسبه كما قال التبريزي إلى قيس بن عيلان، ويكنى بأبي أمامة، وقيل بأبي ثمامة، كما هو وارد في "الشعر والشعراء"، وبأبي عقرب على ما يذهب إليه البغدادي في خزانة الأدب. لقبه والنابغة لقب بهذا اللقب لأنه نبغ في الشعر اي ابدع في الشعر دفعة واحده , واختلف النقاد في تعليله وتفسيره، أما ابن قتيبة فيذكر أنه لقب بالنّابغة لقوله: وحلّت في بني القين بن جسر- فقد نبغت لهم منا شؤون وردّ ابن قتيبة هذا اللقب إلى قولهم: "ونبغ- بالشعر- قاله بعد ما احتنك وهلك قبل أن يهتر". وفي رأي البغدادي، أن هذا اللقب لحقه لأنه لم ينظم الشعر حتى أصبح رجلاً. وربّما كان اللقب مجازاً، على حدّ قول العرب: نبغت الحمامة، إذا أرسلت صوتها في الغناء، ونبغ الماء إذا غزر. فقيل: نبغ الشاعر، والشاعر نابغة، إذا غزرت مادة شعره وكثرت. نشأة الشاعر ولا يعرف شيئاً يذكر عن نشأة الشاعر قبل اتصاله بالبلاط، فيما خلا ما نقله صاحب الروائع عن المستشرق دي برسفال، من مزاحمة النّابغة لحاتم الطائيّ على ماوية، وإخفاقه في ذلك. ويذكر ابن قتيبة أن النّابغة كان شريفاً فغضّ الشعر منه، ويرى صاحب أدباء العرب أن النّابغة من سادات قومه، ويخالف هذا الاتجاه حين يقول: نشأ النّابغة في الوسط من قومه، لا في الذروة من الشرف. ويقول آخرون: ولا معنى لقول الرواة: أنه أحد الأشراف الذين غضّ الشعر منهم. والنابغة من سادات قومه، لما كان للشعراء من منزلة في الجاهلية وللدور الذي لعبه في توسطه لقومه عند الغساسنة ومنعهم من حربهم، في مواقف عديدة. أما لماذا "غضّ الشعر منه" فزعم لا يقبله النقد الحديث، فقد كان النّابغة معزّزاً عند الملوك، ومكرماً في قومه، وإنما هو حسد الحاسدين الذين لم يقووا على الارتفاع إلى منزلة الشاعر، فراحوا يعيّرونه لتكسبه بالشعر، وربّما قصد بتلك الغضاضة هروبه من بلاط النعمان إثر حادثة "المتجردة". علاقته بالحكام كان أول اتصال النّابغة ببلاط الحيرة، دخوله على المنذر الثالث ابن ماء السماء في أواخر ملكه على ما يرجّح النقاد. ومع اندحار اللخميين أمام المناذرة في معركة يوم حليمة التي دارت بين جيش المنذر الثالث وجيش الحارث بن جبلة الغسّاني، فقد ظل النّابغة وطيد الصلة بالمناذرة إذ هنأ عمرو بن هند حين ارتقى العرش بعد أبيه. ولكن علاقة الشاعر بالمناذرة انقطعت بعد ذاك ولا سيما في الفترة بين (570- 580)، وهي الفترة التي مثّل فيها دور الشاعر السياسي، لاهتمامه آنذاك بحوادث حرب السباق. ومن الطبيعي أن يمثل النّابغة في حرب "السباق" دوراً له شأنه، وهو شاعر ذبيان الرفيع المكانة.
. علاقته بالنعمان وتتفق روايات المؤرخين على أن النّابغة نال حظوة كبيرة عند النعمان الذي قرّبه إليه بعد أن أحسن وفادته. ولا شك أن الشاعر نزل من نفس الملك منزلة طيبة فآثره هذا بأجزل عطاياه وأوفر نعمه، مما لم ينله شاعر قبله، ويذكر أبو الفرج في أغانيه أن النّابغة كان يأكل ويشرب في آنية من الفضة والذهب. وعن ابن قتيبة عن ابن الكلبي الرواية الآتية التي تثبت مكانة الشاعر عند النعمان. قال حسان بن ثابت: رحلت النعمان فلقيت رجلاً فقال: أين تريد فقلت هذا الملك قال: فإنك إذا جئته متروك شهراً، ثم يسأل عنك رأس الشهر ثم أنت متروك شهراً آخر ثم عسى أن يأذن لك فإن أنت خلوت به وأعجبته فأنت مصيب منه، وإن رأيت أبا أمامة النّابغة فاظعن، فإنه لا شيء لك. قال: فقدمت عليه، ففعل بي ما قال، ثم خلوت به وأصبت منه مالاً كثيراً ونادمته فبينما أنا معه في قبة إذ جاء رجل يرجز. فقال النعمان: أبو أمامة فأذنوا له، فدخل فحيا وشرب معه، ووردت النعم السود، فلما أنشد النابغة قوله: فإنك شمسٌ والملوكُ كواكب- إذا طلعت لم يبدُ منهنَّ كوكبُ دفع إليه مائة ناقة من الإبل السود، فيها رعاؤها، فما حسدت أحداً حسدي النّابغة لما رأيت من جزيل عطيته، وسمعت من فضل شعره. واستبد النابغة بمودة الملك النعمان وجزيل عطائه وسابغ نعمه، فلا عجب أن يثير هذا حفيظة الشعراء ليعملوا على إفساد علاقته ببلاط الحيرة. ومهما يكن من أمر فإن الدسيسة قد نجحت بعد لأي، وبات الشاعر مهدداً بدمه وحياته، لكنّ حاجب أبي قابوس عصام بن شهبر الجرمي- وكان بينه وبين النّابغة إخاء وصداقة- حذّره من غضب النعمان، ونصحه بترك البلاط، فاضطر النّابغة إلى الفرار، فلجأ إلى الغساسنة، وفي نفسه حسرة، وغيظ، وأمل في العودة. يذكر ابن قتيبة، أن الرواة اختلفوا في السبب الذي حمل الملك النعمان على أن ينذر دم شاعره، على أننا نستطيع أن نحيط بأبرز الدوافع التي أوقعت الجفاء بين أبي قابوس والنابغة. وذكر قوم أن النابغة هجا الملك بقوله: قبّح الله ثم ثنّى بلعن- وارثَ الصائغ الجبانَ الجهولا وقد أشار النابغة على إحدى القيان أن تغني أبياتاً من قصيدته "يا دار مية" ومنها قوله: أنبئت أن أبا قابوس أوعدني- ولا قرار على زأر من الأسد فلما سمع الملك النعمان، هذا الشعر قال: هذا شعر علوي، هذا شعر النابغة. وسأل عنه، فأخبر مع صديقيه الفزاريين، اللذين كلّماه فيه، فأمّنه النعمان. ومهما يكن من أمر الاختلاف حول أسباب عودة النابغة إلى بلاط الحيرة، فإن الشاعر استرجع مكانته عند الملك النعمان واستأنف مدائحه فيه. قال الأخطل: صدق أمير المؤمنين، النابغة أشعر مني، فقال عبد الملك: ما تقول في النابغة قلت قد فضله عمر بن الخطاب على الشعراء غير مرّة. النابغة أحد شعراء الطبقة الأولى إن لم يكن رأس هذه الطبقة بعد امرئ القيس، وليس أدلّ على علو منزلته من ترأسه سوق عكاظ وفي ذلك يقول الأصمعي: كان النابغة يضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. ومما روي عن أبي عبيدة قوله: يقول من فضّل النابغة على جميع الشعراء: هو أوضحهم كلاماً وأقلهم سقطاً وحشواً، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع ولشعره ديباجة. أن النابغة مات متأثرا بمرض الحّمى ، حيث قضى أواخر أيامه في أرض اليمن ومات وقد جلله الشيب وضعفت قواه ،فقيرا معدما ، عام 605م 18قبل الهجرة. من شعره قصيدة يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،( معلقة )
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ،...................أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها،................عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ إلاّ الأواريَّ لأياً ما أُبَيّنُهَا،..................والنُّؤي كالحَوْضِ بالمظلومة ِ الجَلَدِ رَدّت عليَهِ أقاصيهِ، ولبّدَهُ....................ضَرْبُ الوليدة ِ بالمِسحاة ِ في الثَّأَدِ خلتْ سبيلَ أتيٍ كانَ يحبسهُ ،..................و رفعتهُ إلى السجفينِ ، فالنضدِ أمستْ خلاءً ، وأمسى أهلها احتملوا....أخننى عليها الذي أخنى على لبدِ فعَدِّ عَمّا ترى ، إذ لا ارتِجاعَ له،...................و انمِ القتودَ على عيرانة ٍ أجدِ مَقذوفة ٍ بدخيس النّحضِ، بازِلُها...........................له صريفٌ القعوِ بالمسدِ كأنّ رَحْلي، وقد زالَ النّهارُ بنا،...............يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ من وحشِ وجرة َ ، موشيٍّ أكارعهُ ،...طاوي المصيرِ، كسيفِ الصّيقل الفَرَدِ سرتْ عليه ، من الجوزاءِ ، سارية ٌ ،.............تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ فارتاعَ من صوتِ كلابٍ ، فباتَ له..........طوعَ الشّوامتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ فبَثّهُنّ عليهِ، واستَمَرّ بِهِ..............................صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ وكان ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُهُ،..................طَعنَ المُعارِكِ عند المُحجَرِ النَّجُدِ شكَّ الفَريصة َ بالمِدْرى ، فأنفَذَها،..........طَعنَ المُبَيطِرِ، إذ يَشفي من العَضَدِ كأنّه، خارجا من جنبِ صَفْحَتَهِ،......................سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأدِ فظَلّ يَعجَمُ أعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً،.........في حالكِ اللونِ صدقٍ ، غير ذي أودِ لما رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبهِ ،.....................ولا سَبيلَ إلى عَقلٍ، ولا قَوَدِ قالت له النفسُ : إني لا أرى طمعاً ،..............و إنّ مولاكَ لم يسلمْ ، ولم يصدِ فتلك تبلغني النعمانَ ، إنّ لهُ.........فضلاً على النّاس في الأدنَى ، وفي البَعَدِ و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه ،.....ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ : ...................قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ.........................يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ،..................كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً.....................تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ إلاّ لِمثْلِكَ، أوْ مَنْ أنتَ سابِقُهُ..................سبقَ الجواد ، إذا استولى على الأمدِ أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها،......................منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ الواهِبُ المائَة ِ المعْكاء، زيّنَها...................سَعدانُ توضِحَ في أوبارِها اللِّبَدِ و الأدمَ قد خيستْ ، فتلاً مرافقها..................مَشدودَة ً برِحالِ الحيِرة ِ الجُدُدِ و الراكضاتِ ذيولَ الريطِ ، فانقها...............بردُ الهواجرِ ، كالغزلانِ بالجردِ والخَيلَ تَمزَغُ غرباً في أعِنّتها،...........كالطيرِ تنجو من الشؤبوبِ ذي البردِ احكمْ كحكم فتاة ِ الحيّ ، إذ نظرتْ...............إلى حمامِ شراعٍ ، واردِ الثمدِ يحفهُ جانبا نيقٍ ، وتتبعهُ.......................مثلَ الزجاجة ِ ، لم تكحلْ من الرمدِ قالت: ألا لَيْتَما هذا الحَمامُ لنا..........................إلى حمامتنا ونصفهُ ، فقدِ فحسبوهُ ، فألقوهُ ، كما حسبتْ ،............تِسعاً وتِسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ فكملتْ مائة ً فيها حمامتها ،..................و أسرعتْ حسبة ً في ذلكَ العددِ فلا لعمرُ الذي مسحتُ كعبتهُ ،........و ما هريقَ ، على الأنصابِ ، من جسدِ والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ، تمسَحُها..............ركبانُ مكة َ بينَ الغيلِ والسعدِ ما قلتُ من سيءٍ مما أتيتَ به ،.................إذاً فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي إلاّ مقالة َ أقوامٍ شقيتُ بها ،.....................كانَتْ مقَالَتُهُمْ قَرْعاً على الكَبِدِ غذاً فعاقبني ربي معاقبة ً ،......................قرتْ بها عينُ منْ يأتيكَ بالفندِ أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني،....................و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ مَهْلاً، فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ،............................و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ لا تقذفني بركنٍ لا كفاءَ له ،.............................وإنْ تأثّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ فما الفُراتُ إذا هَبّ غواربه............................تَرمي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزّبَدِ يَمُدّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ،..........................فيه ركامٌ من الينبوتِ والحضدِ يظَلّ، من خوفهِ، المَلاحُ مُعتصِماً............... بالخيزرانة ِ ، بعدَ الأينِ والنجدِ يوماً، بأجوَدَ منه سَيْبَ نافِلَة ٍ،.................... ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ هذا الثّناءُ، فإن تَسمَعْ به حَسَناً، ..........فلم أُعرّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفَدِ ها إنّ ذي عِذرَة ٌ إلاّ تكُنْ فَعَتْ،.................. فإنّ صاحبها مشاركُ النكدِ | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: المعلقات السبع الأحد 21 أكتوبر 2012, 18:37 | |
| الأعشى بن قيس
ت(7 هـ/629 -570 م) هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، من بني قيس بن ثعلبة، وصولاً إلى علي بن بكر بن وائل، وانتهاء إلى ربيعة بن نزار. يعرف بأعشى قيس، ويكنّى بأبي بصير، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره. من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعراً منه. وهو من فحول الشعراء في الجاهلية. وسئل يونس عن أشعر الناس فقال : «امرؤ القيس إذا غضب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، والأعشى إذا طرب». له القصائد الطوال الجياد. يتغنى بشعره فسموه: "صناجة العرب" - ويقولون ان الأعشى هو أول من انتجع بشعره، يقصدون بذلك أنه كان يمدح لطلب المال. ولم يكن يمدح قوماً إلا رفعهم، ولم يهج قوماً إلا وضعهم لأنه من أسير الناس شعراً وأعظمهم فيه حظاً. ألم يزوج بنات المحلق بابيات قالها فيه، كما جاء في كتب الأدب اشتهر بمنافرة له مع علقمة الفحل . امتاز عن معظم شعراء الجاهلية بوصف الخمر . شعره من الطبقة الأولى. وجود في أبواب الشعر كافة. الا أن معظم شعره لم يتصل بنا ولا نعلم له الا قصائد معدودة أشهرها "ودع هريرة" وقد عدها البعض من المعلقات . من شعره: من قصيدة ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ، {معلقة}
قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا،...........وَالجاشِرِيّة ِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ سائلْ بني أسدٍ عنّا، فقد علموا..................أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ الله كُلَّهُمُ،........................وَاسْألْ رَبيعَة َ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ..............................عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا كلاّ زعمتمْ بأنا لا نقاتلكمْ،...............................إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً،...........................يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَة ٌ عُجُلُ أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ،............................أو ذابلٌ منْ رماحِ الخطّ معتدلُ قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ،...................وقدْ يشيطُ على أرماحنا البطلُ هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ.................كالطّعنِ يذهبُ فيهِ الزّيتُ والفتلُ إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها...............................لهُ وسيقَ إليهِ الباقرِ الغيلُ لئنْ قتلتمْ عميداً لمْ يكنْ صدداً،..................................لنقتلنْ مثلهُ منكمْ فنمتثلُ لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَة ٍ.............................لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحية ً...................جنبيْ "فطينة َ" لا ميلٌ ولا عزلُ قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا،........................أوْ تنزلونَ، فإنّا معشرٌ نزلُ | |
|
| |
| المعلقات السبع | |
|