...علمتني الأيام .
....علمتني الأيام ، أجل و ليس الحياة.....فقد مضى من حياتي كلها بضع أيام....تعلمت فيها غدر الزمن....ليال متواصلة أتقنت فيها مهنة البكاء الى أن غدت دموعي كحلا دائما لعيناي....ساعات أدركت فيها ألم الخداع ، عذاب النفاق و تذوقت طعم الظلم ...أحسست بدقات متتالية في الحلق اثر ظلام دامس كان العنوان الوحيد لليالي ...كنت أحاول جاهدة اخفاء تلك الدموع....بكاء صامت كنت أحجز شهقاته...الوسادة وحدها كانت تمتص تلك الملوحة...كل يوم أستيقظ فيه أجدها نصف مبللة.....حاولت ألا أكذب لأني ذقت الم الكذب ، حين تسأل: هل تحتاج لشيء ، هل ترغب في شيء ؟؟ صرخات داخلك :كفى لا أريد سوى الرحيل من هذا المكان الذي لا يجسد غير الألم ، الضياع و العذاب ، لا أريد سوى الصراخ ...فقد اكتفيت كبتا لالامي و أحزاني ، عما أعانيه كل يوم ، كل لحظة بل كل ثانية...لا أريد سوى مكان امن ...هادىء...منعزل ، لا أريد أشخاصا لا يجيدون غير النفاق ، الكره و تمثيل دور الأبرياء...مكان منعزل ، نائي أفراده لا يجيدون التعذيب ، الايلام و الجرح.....ااااه لقد سئمت ....أريد فقط الرحيل عنكم....لكن....أستيقظ ...أحس بحرارة تسري في جسدي....أبتسم مرغمة....أكبت دموعي....مجيبة برد مزيف : شكرا لا أحتاج الى شيء.
هي كلمات فتاة غاضبة من الكل....حاولت أن أعبر بكلماتي عن غضبها....
صرخة صمت 2012-03-12