..و ينطق القلب
لقد اشتقت اليك أكثر من أي وقت مضى ، اشتقت لجنوننا ، لطيشنا ، لمغامراتنا ...اشتقت للاحساس بأني أملك مكانا خاصا بي في قلبك...اشتقت لأيام قد مضت و خائفة أن لا تعود...خائفة أن تغيرنا الحياة ، أن يبعدنا الزمن ، أن يلعب القدر لعبته المخيفة معنا فيبعدنا ....خائفة من الاتي...خائفة من المستقبل...أريد أن أبدأ....يمكن القول من جديد لكن ماذا سأفعل بالماضي...صحيح أني لم أرد يوما التخلي عن ماضي ..أبدا أبدا بل لطالما اعتبرته جزءا مني...لكن الان هو يهددني....يقيدني...يحاصرني...بل مجرد التفكير في نسيانه ، يجعلني أحس أنني خائنة...أجل خائنة لأني أحاول النسيان أو بالأحرى التناسي...خائنة لأني أريد التخلي عن أشياء أنا قمت بها ، أنا عشتها و أحسستها اللحظة تلو الأخرى...و كم هو صعيب الاحساس بالخيانة....كم تمنيت أن أتمكن من البدء دون ماضي لكن....للأسف لا يمكن رغم أني لطالما رأيت أنه أجمل ماضي عشته...فقد تعلمت فيه الكثير....لكن ها هو اليوم يهددني و لم أعتد أن أهدد من طرف ماضي صنعته بنفسي ، كتبته و حاولت رسمه على الواقع أو الحقيقة أكثر يمكن أن أعترف فأقول أني كتبته ضمن قصصي ، أجل كتبته و يدأت بتمثيله ، حتى أنني أجدت تمثيله و يمكن القول أني كدت أصل الى النهاية التي كنت أريدها لكن ...دونما علم مني ...وجدت نفسي أعيش للمجهول و لم أعد قادرة على التحكم في شخصيات حكايتي...لم أعد قادرة على التحكم في أحاسيسي ...بل حتى أنا أصبحت أنتظر الأحداث القادمة...بخوف شديد ربما لأني اعتدت أن أكون المتحكمة في قلمي الذي أخط به مستقبلي....لا أنكر أن ذلك أعجبني ...صحيح أن يجعلني أحس بخوف شديد من المستقبل...من الاتي...لكن في نفس الوقت أحس أني يجب أن أعيش لأنتظر أحداث المستقبل...احساس بالعدل لأني غدوت مثل شخصيات قصصي أنتظر مثلهم ، أعيش أحاسيسهم...أجل أنتظر و اياهم...و لم أعد متهمة من طرف البعض أني أنا الكاتبة لهاته الأحداث و أنهم هم مجرد ممثلين...انتهى وقت التهم ، لأني غدوت مثلهم ممثلة ، أنتظر النهاية المجهولة ...صحيح أني بذلك فقدت جزءا من شخصيتي القوية ،لكن أحببت ذلك لأني أحسست بنبض في الجهة اليسرى من جسدي و أدركت أنه قلبي الذي لطالما قيدته و وضعت له مقولة كسر قلبك قبل أن يكسر ....أجل أحس بنبضه ...انه احساس رائع أن نخاف ، أن نحس ، أن نحب بصدق....رغم ذلك نجد أنفسنا مرغمين على تحمل نتائج ذلك النبض...فنذرف دموعا و نحن نتساءل لما هاته الدموع ؟ ألم نردد يوما أننا لن نبكي على أي أحد لأن لا أحد يستحق هاته الدموع ...لكن نجد أنفسنا نبكي ...ليس لازما أن تكون دموع ضعف بل يمكن أن تكون دموع ندم لأننا أخطأنا حين أحببنا دون أن ندري ، و ربما دموع حزن لأننا تعرضنا للخيانه و نحن كنا نريد أن نثبت أننا يمكن أن نعيش مع أحدهم قمة الوفاء و الاخلاص..و ربما دموع يمكن أن تكون السبيل للنسيان أو التناسي...يمكن من خلالها أن نعود لقوتنا و نأسر من جديد ذلك النبض....لكن بصدق من نبض قلبه باخلاص لا يمكن بسهولة أن يوقفه فجأة ، من عاش تلك الاحاسيس الصادقة لا يمكن أن يحطمها في لحظة...أبدا أبدا...من نبض قلبه لن يتمكن بسهولة من ايقافه و اخفاءه...و حتى و ان تمكن سيكتم داخله حزنا ، و ألما فضيعا يعتصر تلك المنطقة بأسرها... و يغدو ذلك القلب تائها دون عمل لأننا أفقدناه وظيفته....يعني أننا في الأخير سنظلمه و نظلم أنفسنا ...