لقد دخلت الجنةَ إمرأةٌ بسبب تمرة
وهذه قصتها في صحيح مسلم ؛ تحكيها عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : "جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها ، فأطعمتُها ثلاثَ تمَرات ، فأعطت كل واحدة منهما تمرة ، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها ، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ، فأعجبني شأنها فذكرتُ الذي صنعتْ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة ، أوأعتقها بها من النار)".
لقد أوجبت هذه المرأة بسبب تمرة جنةً عرضها السماوات والأرض ، مما نستفيد منه درساً ألاّ نحتقر أمر الصدقة ، ولو بقليل من المال ، وقد قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل). أخرجه البخاري ومسلم.
ألا وإن من الأفعال التي يغفَل عن احتسابها بعض الناس النفقةَ على الأهل ؛ فإنها مع وجوبها فيها أجر عظيم ، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته فى سبيل الله ، ودينار أنفقته فى رقبة ، ودينار تصدقت
به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ؛ أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك».