قصيدة في مدح النبي للشاعر حسان بن ثابت
ألا أبلغ أبا سفيان عني
فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبداً
وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ
فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً
أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم
ويمدحه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
لساني صارم لا عيب فيه
وبحري لا تكدره الدلاء
إنّ الذوائب من فهر وإخوتهم
قد بينوا سنةً للناس تُتّبع
يرضى بها كل من كانت سريرته
تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوّهم
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة
إن الخلائق_فاعلم_ شرُّها البدع
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم
فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
ولايضنون عن مولى بفضلهم
ولا يصيبهم في مطمع طبع
لا يجهلون وإن حاولت جهلهم
في فضل أحلامهم عن ذاك مُتسع
أعفّةٌ ذكرت في الوحي عفتهم
لا يطمعون ولا يرديهم الطمع
كم من صديق لهم نالوا كرامته
ومن عدوٍ عليهم جاهد جدعوا
أعطوا نبي الهدى والبر طاعتهم
فما ونى نصرهم عنه وما نزعوا
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم
إذا تفرقت الأهواء والشيّع
أَغرّ عليه للنبوة خاتم
من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن : أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة
من الرسل ، والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً
يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّر جنةً
وعلمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي
بذلك ما عمّرت في الناس أشهد