الرياء
التحذير من الرياء وصية ربانية: إن الله حذرنا من الرياء في الأقوال والأفعال وذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، وبين لنا سبحانه أن الرياء يحبط الأعمال الصالحة.
قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر [البقرة:462].
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ عند تفسيره لهذه الآية: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كما تبطل صدقة من راءى بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله، وإنما قصده مدح الناس له أو شهرته بالصفات الجميلة، ليُشكر بين الناس أو يُقال إنه كريم جواد ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه، ولهذا قال سبحانه: ولا يؤمن بالله واليوم الآخر.
[ابن كثير جـ2 ص364]
التكبّر
وهو حالة تدعو إلى الإعجاب بالنفس، والتعاظم على الغير، بالقول أو الفعل،
وهو: من أخطر الأمراض الخلقية، وأشدها فتكاً بالإنسان، وأدعاها إلى مقت الناس له ونفرتهم منه.
لذلك تواتر ذمه في الكتاب والسنة:
قال تعالى:«ولا تصعّر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحاً إن اللّه لا يحبُّ كل مُختال فخور» (لقمان: 18)
وقال تعالى: «ولا تمش في الأرض مرحاً، إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا»(الاسراء:37)
وقال تعالى: «إنه لا يحب المُستكبرين»(لقمان: 23)
وقال تعالى: «أليس في جهنم مثوى للمتكبرين»(الزمر: 60)
التواضع
التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين،ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين .
التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان.
التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.
فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس،
ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛
فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام،
يقول الشاعر:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ
على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ
على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ.
حفظنا الله وإياكم من الرياء والتكبر ورزقنا التواضع في القول والعمل