لماذا أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبوك ؟؟
( ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن رجلاً قال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال : { أمك } قال : ثم من ؟ قال : { أمك } قال : ثم من ؟ قال : { أمك } قال : ثم من؟ قال : { أبوك }..
وفي رواية قال: { أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك }..
و في هذا عظم حق الأم على الولد حيث جعل لها ثلاث حقوق ؛ و سبب ذلك أنها صبرت على المشقة و التعب ، و لاقت من الصعوبات في الحمل و الوضع و الفصال و الرضاع و الحضانة و التربية الخاصة ما لم يفعله الأب..
و الولد في هذه المرحلة لا يعي ما تفعله أمه من أجله و لا يمكن أن يقدر و ذلك لصغر سنه و لعدم فهمه و إدراكه لحق الأم بل تكون له تصرفات سلبية كثيرة تجاه أمه مثل ضربها أو التلفظ عليها بكلام غير لائق و كل هذا و الأم سعيدة و راضية لذلك عظم قدرها و منزلتها..
و عندما يكبر الولد يبدأ بالإدراك و الفهم و تتغير الصورة و التعامل معها ، و جعل للأب حقاً واحداً مقابل نفقته وتربيته و تعليمه و ما يتصل بذلك ، و الله أعلم )
سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: أريد أن أتزوج ثيباً و والدي موافق على ذلك ، و البنت و أهلها موافقون أيضاً على زواجي منها ، إلا أن والدتي غير موافقة و لا ترضى بذلك ..
هل أتزوج هذه المرأة دون النظر إلى رضاء أمي أم لا ؟؟
و هل إذا تزوجتها أكون عاقاً لوالدتي ؟؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً..
فأجاب سماحته : ( حق الوالدة عظيم و برها من أهم الواجبات ؛ فالذي أنصحك به ألا تتزوج إمرأة لا ترضاها والدتك ؛ لأن الوالدة من أنصح الناس لك ، و لعلها تعلم منها أخلاقاً تضرك .. و النساء سواء كثير ، و قد قال الله سبحانه : "وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(3) [الطلاق:3،2]..
و لا شك أن برّ الوالدة من التقوى إلا أن تكون الوالدة ليست من أهل الدين و المخطوبة من أهل الدين و التقوى ، فإن كان الواقع هو ما ذكرنا فلا تلزمك طاعة أمك في ذلك ؛ لقول النبي : { إنما الطاعة في المعروف }..
قال الشاعر :
لأمك حق عليك لو علمت كثيرُ *** كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنّة و زفير
و كم غسلت عنك الأذى بيمينها *** و ما حجرها إلا لديك سرير
و كم مرة جاعت و أعطتك قوتها *** حناناً و إشفاقاً و أنت صغير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعوه إليه فقير