| أقسام الملائكة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 22:17 | |
| المبحث الأول : الموكل بالوحي
فمنهم الموكلُ بالوحي من الله تعالى : إلى رسله عليهم الصلاة والسلام ، وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام ، قال الله تعالى : "مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ" [البقرة:97]، وقال الله تعالى : "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ..عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ.. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"[الشعراء:193]، وقال تعالى : "قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقّ" [النحل:102]، وقال تعالى : "إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى..عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى..ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى..فهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى..ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى..فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى" [النجم:4 - 9] وهذا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم له في الأبطح حين تجلى له على صورته التي خلق عليها ، له ستمائة جناح قد سد عظم خلقه الأفق ، ثم رآه ليلة المعراج أيضاً في السماء كما قال تعالى : "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى" [النجم:13 - 15]، ولم يره صلى الله عليه وسلم في صورته إلا هاتين المرتين ، وبقية الأوقات في صورة رجل ، وغالباً في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه..وقال تعالى : فيه : "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ" [التكوير:19 - 23] الآيات، وقال تعالى : "حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" [سبأ:23] ...
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 810 | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 22:21 | |
| المبحث الثاني : الموكل بالصُّور
ومنهم الموكل بالصُّور وهو إسرافيل عليه السلام ، ينفخ فيه ثلاث نفخات بأمر ربه عز وجل : الأولى : نفخة الفزع ، والثانية: نفخة الصعق ، والثالثة: نفخة القيام لرب العالمين ... ولأحمد والترمذي من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أن يؤذن له..قالوا : كيف نقول يا رسول الله؟ قال قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا)) (¬1). وهؤلاء الثلاثة من الملائكة هم الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه من صلاة الليل : ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) (¬2)
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 812 ¬_________ (¬1) رواه الترمذي (2431)، وأحمد (3/ 7) (11053). وقال الترمذي: هذا حديث حسن..ووافقه البغوي في ((شرح السنة)) (7/ 470)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)). (¬2) رواه مسلم (770). من حديث عائشة رضي الله عنها. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 22:25 | |
| المبحث الثالث : الموكل بقبض الأرواح
ومنهم الموكل بقبض الأرواح (ملك الموت) قال الله تعالى : "قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" [السجدة:11]، وقال تعالى : "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ..ثُمَّ رُدُّوا إلى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ" [الأنعام:61]، وقال تعالى : "وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" [الأنفال:50]، وقال تعالى: "الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ" - إلى قوله تعالى: "الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل: 28 - 32] وغيرها من الآيات. وقد جاء في الأحاديث أن أعوانه يأتون العبد بحسب عمله ، إن كان محسناً ففي أحسن هيئة وأجمل صورة بأعظم بشارة ، وإن كان مسيئاً ففي أشنع هيئة وأفظع منظر بأغلظ وعيد ، ثم يسوقون الروح حتى إذا بلغت الحلقوم قبضها ملك الموت فلا يدعونها في يده بل يضعونها في أكفان وحنوط يليق بها كما قال تعالى : "فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ"[الواقعة:83 - 96]
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 813
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 22:33 | |
| المبحث الرابع : الموكل بحفظ العبد في حِلّه وارتحاله
ومنهم الموكل بحفظ العبد في حِلّه وارتحاله وفي نومه ويقظته وفي كل حالاته ، وهم المعقبات قال الله تعالى : "سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد:10 - 11]، وقال تعالى :" قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ" [الأنبياء:42]، وقال تعالى : "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً" [الأنعام:61]. قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية الأولى : "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" [الرعد:11]: والمعقبات من الله هم الملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدر الله تعالى : خلوا عنه (¬1). وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك موكّل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما منها شيء يأتيه إلاّ قال له الملك وراءك"، إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه (¬2). وقال تعالى : "قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ" [الأنبياء:42] قال ابن كثير: أي بدل الرحمن ، يمتنُّ سبحانه وتعالى بنعمته على عبيده وحفظه لهم بالليل والنهار وكلاءته وحراسته لهم بعينه التي لا تنام. اهـ.
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 814 ¬_________ (¬1) رواه الطبري في ((تفسيره)) (16/ 371). (¬2) رواه الطبري في ((تفسيره)) (16/ 373). | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 22:55 | |
| المبحث الخامس : الموكل بحفظ عمل العبد من خير وشر
ومنهم الموكل بحفظ عمل العبد من خير وشر، وهم الكرام الكاتبون وهؤلاء يشملهم مع ما قبلهم قوله عز وجل : "وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً" [الأنعام:61]، وقال تعالى : فيهم : "أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ" [الزخرف:80]، وقال تعالى : "إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "[ق:18]؛ فالذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات. وقال تعالى :" وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ" [الانفطار:10]، عن علقمة عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ الرجل ليتكلمُ بالكلمة مِنْ رضوانِ الله تعالى : ما يظنُّ أَنْ تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عز وجل له بها رضوانَهُ إلى يومِ يلقاه..وإِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى : ما يظُنُّ أَنْ تبلغ ما بلغت ، يكتب الله تعالى : عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه)) فكان علقمة يقول : كم من كلام قد منعنيه حديث بلال من الحارث ، ورواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه. وقال الترمذي: حسن صحيح (¬1). وفي (الصحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ الله تعالى : تجاوز لي عَنْ أُمَّتي ما حدَّثت به أَنْفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به)) (¬2) وفي رواية ((ما لم تعمل أو تكلم به)) (¬3) وفيه عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قال الله عز وجل : إذا همَّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه ، فإن عملها فاكتبوها سيئة ، وإِذَا همَّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حَسنة ، فإِن عملها فاكتبوها عشراً)) (¬4) وفي روايةٍ : ((قال الله عز وجل : إذا همَّ عبدي بحسنةٍ فلم يعملها كتبتها له حسنة ، فإن عملها كتبتها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هَمَّ بسيئةٍ ولم يعملها لم أكتبها علي ه، فإِن عملها كتبتها سيئة واحدة)) (¬5). وفي أخرى : ((قال الله عز وجل : إذا تحدَّث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنةً ما لم يعم ل، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها..وإذا تحدث بأنْ يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها)) (¬6). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قالت الملائكة رَبِّ ذاك عبدُك يريدُ أن يعمل سيئة - وهو تعالى: أبْصرُ به - فقال ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإِن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جرّاي)) (¬7). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أحسن أحدُكُم إسلامه فكُلُّ حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله عز وجل)) ¬_________ (¬1) رواه الترمذي (2319)، وابن ماجه (3969)، وأحمد (3/ 469) (8392)، والحاكم (1/ 106). قال الترمذي: حسن صحيح. ووافقه ابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (210). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح. ووافقه الذهبي. وقال البغوي في ((شرح السنة)) (7/ 337)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح. (¬2) رواه مسلم (127) (201). (¬3) رواه البخاري (5269)، ومسلم (127) (202)، واللفظ له. (¬4) رواه البخاري (7501) بلفظ: (إذا أراد)، ومسلم (128) (203). (¬5) رواه مسلم (128) (204). (¬6) رواه مسلم (129). (¬7) رواه مسلم (129). (¬ رواه البخاري (42)، ومسلم (129) ..
وفيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : ((إنَّ الله تبارك وتعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بَيَّنَ ذلك ، فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هَمَّ بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة..وإن همَّ بسيئةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة - زاد في رواية : - أو محاها الله..ولا يهلك على الله إلا هالك)) (¬1). وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى : "وتلا هذه الآية عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد" [ق:17]: "يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك ، فأمَّا الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك ، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة ، فعند ذلك يقول الله تعالى : "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً" [الإسراء:14]، ثم يقول : "عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك..اهـ..ويناسب ذكر المعقبات والحفظة ما روى البخاري رحمه الله تعالى : في باب : قول الله عز وجل : "تعرجُ الملائكةُ والروحُ إليه "[المعارج:4] قال : حدَّثنا إسماعيلُ حدثني مالكٌ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنَّهار ، ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاة الفجر ، ثم يعرُجُ الذين باتوا فيكُم فيسألُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بهم فيقول : كيفَ تركتم عبادي؟ فيقولون(تركناهم وَهُمْ يُصَلُّون وأتيناهم وهُمْ يُصَلُّون)) ورواه مسلم أيضاً (¬2). وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه قال : ((قام فينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات فقال : إِنَّ الله لا ينامُ ولا ينبغي لهُ أْن ينام ، يحفظُ القسط ويرفعه ، يرفعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النَّهار قبل عمل الليل)) (¬3) ... والأحاديث في ذكر الحفظة كثيرة.
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 814 ¬_________ (¬1) رواه البخاري (6491)، ومسلم (131) واللفظ له. (¬2) رواه البخاري (555)، ومسلم (632). (¬3) رواه مسلم (179). | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:06 | |
| المبحث السادس : الموكل بفتنة القبر
وللناس في سؤال منكر ونكير : هل هو خاص بهذه الأمة أم لا ثلاثة أقوال : الثالث : التوقف ، وهو قول جماعة ، منهم : أبو عمر بن عبد البر، فقال : وفي حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها)) (¬1) منهم من يرويه : تُسأل (¬2)، وعلى هذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة قد خصت بذلك ، وهذا أمر لا يقطع به ، ويظهر عدم الإختصاص ، والله أعلم (¬3). شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - 2/ 581
منكر ونكير هما ملكان جاء وصفهما في السنة بأنهما سود الوجوه وزرق العيون ، يأتيان العبد في قبره فيقعدانه ويسألانه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول : ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينعم في قبره..وأما الكافر فلا يحار جوابا، فيضرب بمرزبة من حديد يصيح منها صيحة يسمعها كل من يليه إلا الثقلين. ومن الأحاديث الواردة في هذا: ما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إذا قبر الميت - أو قال: أحدكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير. فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول : هو عبدالله ورسوله. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا ... )) (¬4)
تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي لعبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر - ص289 ¬_________ (¬1) رواه مسلم (2867). (¬2) رواه الطبري في ((تفسيره)) (16/ 600 - 601) عن الربيع، وأبي قتادة، وغيرهما. وعزاه ابن عبد البر في ((التمهيد)) (22/ 254) لابن أبي شيبة، وقال: وقال ابن أبي شيبة: تُسأل في قبورها. ولم أجده في ((مصنفه)) إنما روى الحديث (3/ 50) كما بـ ((صحيح مسلم)) - حيث رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة أصلاً - ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ... )). (¬3) انظر: ((التمهيد)) (22/ 253). (¬4) رواه الترمذي (1071)، وابن أبي عاصم في (السنة) (864). قال الترمذي: حسن غريب. وحسنه ابن حجر في ((هداية الرواة)) (1/ 115) - كما أشار إلى ذلك في المقدمة -. وكذلك الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:13 | |
| المبحث السابع : خزنة الجنة
ومنهم خزنة الجنة ومقدمهم رضوان عليهم السلام قال الله تعالى : "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ" [الزمر:73]، وقال تعالى : "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" [الرعد:23].
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 818
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:15 | |
| المبحث الثامن : المبشرون للمؤمنين عند وفياتهم ، وفي يوم القيامة
ومنهم المبشرون للمؤمنين عند وفياتهم ، وفي يوم القيامة كما قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ" [فصلت:30 - 32]، وقال تعالى : "فيهم لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" [الأنبياء:103]
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 814
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:20 | |
| المبحث التاسع : خزنة جهنم
ومنهم خزنة جهنم عياذاً بالله منها ، وهم الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر ، ومقدمهم مالك عليهم السلام..قال الله تعالى : "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَراً حتَّى إِذَا جَاؤُها فُتِحَتْ أبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا" [الزمر:71] الآيات، وقال تعالى : "وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ" [غافر:49]، "فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" [العلق:17 - 18]، وقال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" [التحريم:6]، وقال تعالى :" وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً" [المدثر:27 - 31]، وقال تعالى : "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ" [الزخرف:77]، وفي (صحيح مسلم): ((يُؤتى بجهنَّم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام ، كُل زمام في يد سبعين ألف مَلكٍ يَجرُونها)) (¬1)
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2 819 ¬_________ (¬1) رواه مسلم (2842). من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:25 | |
| المبحث العاشر : الموكلون بالنطفة في الرحم
ومنهم الموكلون بالنطفة في الرحم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : ((حدثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أَنَّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أُمِّه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكونُ علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد)) (¬1) الحديث. وفي بابه من الأحاديث كثير، وفيها ((أن الملك يقول يا رب مخلَّقة أو غير مخلَّقة؟ أو توأم؟ ذكر أم أنثى؟ شقي أو سعيد؟ ما الرزق وما الأجل؟ فيقضي الله تعالى : ما يشاء..فيكتب الملك كما أمره الله عز وجل فلا يغير ولا يبدل)) (¬2)
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 819 ¬_________ (¬1) رواه البخاري (3208)، ومسلم (2643). (¬2) رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) من حديث أبي ذر مرفوعاً (10/ 3358) بدون (مخلَّقة أو غير مخلَّقة؟ أو توأم) ورواه الطبري في ((تفسيره)) (18/ 567)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (8/ 2474) بدون ((أو توأم)). من حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً. قال ابن حجر في ((فتح الباري)) (1/ 419): وإسناده صحيح وهو موقوف لفظاً مرفوع حكماً.
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:28 | |
| المبحث الحادي عشر : حملة العرش
ومنهم حملة العرش والكروبيون وهم الذين قال الله تعالى فيهم : "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [غافر:7] الآيات، وقال تعالى : "وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ" [الحاقة:17]، ... وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام)) (¬1)، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والشعبي وعكرمة والضحاك وابن جريج : ثمانية صفوف من الملائكة (¬2). وقال الضحاك عن ابن عباس : الكروبيون ثمانية أجزاء (¬3)، كل جزء منهم بعدة الإنس والجن والشياطين والملائكة.
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - بتصرف - 2/ 820 ¬_________ (¬1) رواه أبو داود (4727)، ورواه الطبراني في ((الأوسط)) (4/ 356) بلفظ: ((سبعين)) بدلاً من ((سبعمائة)). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الذهبي في ((العلو)) (97): إسناده صحيح. وقال ابن كثير في ((تفسير القرآن)) (8/ 239): إسناده جيد. وقال ابن حجر في ((تحفة النبلاء)) (ص53): رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/ 85): رواه الطبراني في ((الأوسط)) ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح. (¬2) انظر: ((تفسير الطبري)) (23/ 583 - 584). (¬3) انظر: ((النكت والعيون)) للماوردي (4/ 317).
عدل سابقا من قبل mimi في الأربعاء 03 أكتوبر 2012, 22:01 عدل 1 مرات | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:30 | |
| المبحث الثاني عشر : ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر
ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله عز وجل تنادوا : هلموا إلى حاجتكم ، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم بهم منهم : ما يقول عبادي؟ قالوا : يسبِّحونك ويكبِّرونك ويحمدونك ويمجدونك)) (¬1) ... وقال صلى الله عليه وسلم: ((وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلونَ كتابَ الله ويتدارسونه بينهم إلا نَزَلَتْ عليهم السَّكينة وغشيتهم الرَّحمة وحفَّتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده)) (¬2) ...
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 822 ¬_________ (¬1) رواه البخاري (6408)، ومسلم (2689). (¬2) رواه مسلم (2699). | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الثلاثاء 02 أكتوبر 2012, 23:45 | |
| المبحث الثالث عشر: الموكل بالجبال
ومنهم الموكل بالجبال وقد ثبت ذكره في حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عبد ياليل وعوده منهم، وفيه قول جبريل له صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ قَدْ سمع قولَ قومِكَ لك وما ردُّوه عليك)) وفيه قول ملك الجبال: ((إِن شئت أَنْ أطبق عليهم الأخشبين، فقال صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله مِنْ أصلابِهِمْ مَنْ يعبد الله لا يشرك به شيئاً)) (¬1)
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 823 ¬_________ (¬1) رواه البخاري (3231)، ومسلم (1795). من حديث عائشة رضي الله عنها. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الأربعاء 03 أكتوبر 2012, 22:11 | |
| المبحث الرابع عشر: زوَّارُ البيت المعمور
ومنهم زوَّارُ البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به في كتابه ثبت ذلك في حديث المعراج ، وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة في الأرض لو سقط لوقع عليها ، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض ، ((يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم)) (¬1)، يعني : لا تحول نوبتهم لكثرتهم..والحديث بألفاظه في (الصحيحين).
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 823 ¬_________ (¬1) جزء من حديث طويل رواه البخاري (3207)، ومسلم (164). من حديث أنس رضي الله عنه.
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: أقسام الملائكة الأربعاء 03 أكتوبر 2012, 22:59 | |
| المبحث الخامس عشر : ملائكة صفوف لا يفترون ، وقيام لا يركعون
ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون ، وقيام لا يركعون ، وركَّع وسجَّد لا يرفعون ، ومنهم غير ذلك : "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَاهِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" [المدثر:31]. روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِنِّي أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون..أَطَّتِ السَّماءُ وحق لها أَنْ تَئطَّ ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتُم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما تلذذتم بالنِّساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى)) فقال أبو ذر: والله لوددت أني شجرة تعضد (¬1).
وعن حكيم بن حزام قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم : ((هل تسمعون ما أسمع ؟؟ قالوا : ما نسمع من شيء.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسمع أطيطَ السَّماءِ وما تلام أَنْ تَئِطّ ، ما فيها موضع شبرٍ إلاَّ وعليه ملكٌ راكعٌ أو ساجد)) (¬2).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما في السماء الدنيا موضِعٌ إلاَّ عليه ملك ساجد أو قائم ، وذلك قول الملائكة : "وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ" [الصافات:164 - 166])) (¬3). ¬_________ (¬1) رواه الترمذي (2312)، وابن ماجه (4190)، وأحمد (5/ 173) (21555)، والحاكم (2/ 554). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (5/ 152): صحيح. وحسنه ابن حجر في ((هداية الرواة)) (5/ 71)، - وذلك كما أشار في مقدمته -. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): حسن دون قوله: (والله لوددت ... ) فإنه مدرج.
(¬2) رواه الطبراني (3/ 201)، والمروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1/ 258)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (1/ 202)، وأبو الشيخ في ((العظمة)) (3/ 986). قال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1060): إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
(¬3) رواه الطبري في ((تفسيره)) (21/ 126)، والمروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1/ 260)، وابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (10/ 3232). قال ابن كثير في ((تفسير القرآن العظيم)) (8/ 271): وهذا مرفوع غريب جداً. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1059): وهذا إسناد حسن في الشواهد.
وعن رجلٍ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّ لله تعالى : ملائكة ترعد فرائِصَهُمْ مِنْ خيفَتِهِ ، ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه إلاَّ وقعت على ملك يصلي ، وإِنَّ منهم ملائكة سجوداً منذ خلقَ اللهُ السَّمواتِ والأَرْضِ لم يرفعوا رؤوسهمْ ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وإِنَّ منهم ملائكةً ركوعاً لم يرفعوا رؤوسهم منذُ خلقَ الله السَّمواتِ والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، فإذا رفعوا رؤوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل فقالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)) (¬1).
وفي (الصحيح) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا تَصفُّونَ كما تصفُّ الملائكة عِنْدَ رَبِّها؟؟ فقلنا : يا رسولَ اللهِ وكيفَ تَصُفُّ الملائكة عِنْدَ ربِّها؟؟ قال : يتمون الصفوف الأول ويتراصُّونَ في الصف)) (¬2).
وفيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خُلقَت الملائكةُ مِنْ نورِ العَرْش ، وَخُلِقَ الجانُّ من مارجٍ مِنْ نار، وخلق آدمُ ممَّا وُصِفَ لكم)) (¬3)
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - 2/ 823
منهم الموكلون بحمل العرش ، ومنهم الموكلون بالوحي ، ومنهم الموكل بالجبال ، ومنهم خزنة الجنة وخزنة النار، ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد ، ومنهم الموكلون بقبض أرواح المؤمنين ، ومنهم الموكلون بقبض أرواح الكافرين ، ومنهم الموكلون بسؤال العبد في القبر ، ومنهم من يستغفرون للمؤمنين ويصلون عليهم ويحبونهم ، ومنهم من يشهد مجالس العلم وحلقات الذكر؛ فيحفونهم بأجنحتهم ، ومنهم من هو قرين للإنسان لا يفارقه ، ومنهم من يدعو العباد إلى فعل الخير ، ومنهم من يشهد جنائز الصالحين ، ويقاتلون مع المؤمنين ويثبّتونهم في جهادهم مع أعداء الله ، ومنهم الموكلون بحماية الصالحين وتفريج كربهم ، ومنهم الموكلون بالعذاب.
والملائكة لا يدخلون بيتاً فيه تمثال ولا صورة ولا كلب ولا جرس ويتأذون مما تتأذى منه بنو آدم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة)) (¬4). وقال: ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)) (¬5).
والملائكة كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل. قال تعالى : "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" [المدثر:31]. وقد حجبهم الله تعالى عنا فلا نراهم في صورهم التي خلقوا عليها ، ولكن كشفهم لبعض عباده ، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خلقه الله عليها مرتين ، قال الله تبارك وتعالى : "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى" [النجم:13 - 14]. وقال : "وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ" [النجم:22 - 23]
الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة عبدالله بن عبدالحميد الأثري - ص 131
وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة ، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات ، وأنه سبحانه وكل بالجبال ملائكة ، ووكل بالسحاب والمطر ملائكة ، ووكل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها ، ثم وكل بالعبد ملائكة لحفظ ما يعمله وإحصائه وكتابته ، ووكل بالموت ملائكة ، ووكل بالسؤال في القبر ملائكة ، ووكل بالأفلاك ملائكة يحركونها ، ووكل بالشمس والقمر ملائكة ، ووكل بالنار وإيقادها وتعذيب أهلها وعمارتها ملائكة ، ووكل بالجنة وعمارتها وغرسها وعمل آلاتها ملائكة.
فالملائكة أعظم جنود الله ومنهم : "وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا [المرسلات:1 - 3]، "فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا" [المرسلات:4 - 5]، ومنهم : "وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًاً" [النازعات:1 - 4]، ومنهم : "وَالصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا" [الصافات:1 - 3]
ومعنى جمع التأنيث في ذلك كله : الفرق والطوائف والجماعات ، التي مفردها : فرقة وطائفة وجماعة ، ومنهم ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب ، وملائكة قد وكلوا بحمل العرش ، وملائكة قد وكلوا بعمارة السماوات بالصلاة والتسبيح والتقديس ، إلى غير ذلك من أصناف الملائكة التي لا يحصيها إلا الله.
شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - 2/ 405 ¬_________ (¬1) رواه المروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (1/ 267). قال ابن كثير في ((تفسيره)) (8/ 272): وهذا إسنادٌ لا بأس به. (¬2) رواه مسلم (430). (¬3) رواه مسلم (2996) بدون لفظة: (العرش). (¬4) رواه البخاري (3351)، ومسلم (2106). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. (¬5) رواه البخاري (3225) ومسلم (2106). من حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
| |
|
| |
| أقسام الملائكة | |
|