أبوطالب هو عم الرسول ، اسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، من قبيلة قريش كنيته أبو طالب ، وقد غلبت عليه هذه الكنية حتى لم يعرف أن أحدا كان يناديه بعبد مناف أبدا ، وأمه هي فاطمة بنت عمرو من بني مخزوم.
خلف أبو طالب أباه عبد المطلب الذي كان أحد سادة قريش في المكانة والوجاهة ، ولكن ضيق حالته المالية جعله يكل إلى أخيه العباس شأن السقاية وأعباءها نظرًا لما كان له من ثراء واسع.
و كان عبد المطلب أول من طيّب غار حراء بذكر الله ، فإذا استهل رمضان صعد حراء وأطعم المساكين ورفع من مائدته إلى الطير والوحوش في رؤوس الجبال ، مما يؤثر عن حكمته وحسن تقديره أنه كان أول من سن القسامة في العرب قبل الإسلام وذلك في دم عمرو بن علقمة ، ثم جاء الإسلام وأقرها.
كفالته للرسول-صلى الله عليه و سلم-
كان أبو طالب الأخ الشقيق الوحيد لعبد الله والد النبي ، وقد عهد إليه والده عبد المطلب بكفالة محمد .
أبنائه
كان له أربعة بنين هم : طالب وعقيل وجعفر وعلي .. وكان كل واحد منهم أكبر من الذي يليه بعشر سنين .. فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة ، وبه كان يكنى أبوه وكان لأبي طالب من البنات ثلاث : أم هاني وفاختة وجمانة وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوها أمي لأنها ربته ، وكانت من السابقات إلى الإسلام ولما توفيت صلى عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودخل قبرها وترحم عليها .
مساندته لابن أخيه
كان أبو طالب السند لرسول الله ، فهو الحامي المدافع عنه وذلك لما له من نفوذ قوي في قريش ومكانة عظيمه ، وكان يعتبر كبير القوم فلا يجترئ أحد على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي هذا الصدد تجلت له جملة من المواقف الشجاعة في وجه سادة قريش ، ففي بداية ظهور الإسلام أرسلوا لأبي طالب عله يثني ابن أخيه عن دعوته ، فأرسل أبو طالب إلى محمد وقال له يا ابن أخي أشراف قومك قد اجتمعوا بك ليعطوك ويأخذوا منك ، فأجاب الرسول نعم يا عم كلمة واحدة يعطونها ، تملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم ، فوثب أبو جهل من مكانه ، وقال نعم وأبيك عشر كلمات ، فعرض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليهم الإسلام ، وطلب منهم قول لا إله إلا الله فضج القوم واستنكروا ، وقال أبو جهل أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلها واحدا ، وحاولوا الضغط على أبو طالب بالتلويح بنشوب صراع سيهلك أحد الفريقين ، فتوجه لابن أخيه بألا يحمله ما لا يطيق ، فأجاب الرسول يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت دعوة ربي فإذا كنت لا تريد أن تحميني فأنت وشأنك ولي رب يحميني فتأثر أبو طالب وقال اذهب يا ابن أخي وقل ما شئت .. وقد بقي أبو طالب على مساندته للرسول حتى عندما أعلن سادة قريش مقاطعة بني هاشم وقد كان لموت أبو طالب أبلغ الأثر على الرسول إذ توفي في نفس العام التي توفيت فيه زوجته خديجة وكان ذلك أحد الدوافع التي حدت بالمسلمين إلى الهجرة إلى يثرب.
من أقواله المشهوره في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل
من شعره :
قصيدة تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ
تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ ............. ودَمعٍ كسَحٍّ السِّقاءِ السَّرِبْ
للعبِ قُصَيٍّ بأحلامِها .............. وهل يَرجِعُ الحلمُ بعدَ اللَّعِبْ؟
ونفيِ قُصَيٍّ بني هاشمٍ ............. كنفيِ الطُّهاة ِ لطافَ الخَشَبْ
وقولٍ لأحمدَ: أنتَ امرؤٌ ......... خَلوفُ الحديثِ، ضَعيفُ السَّبَبْ
وإنْ كانَ أحمدُ قد جاءَهُمْ ................ بحقٍّ ولم يأتِهِمْ بالكذِبْ
على أنَّ إخوانَنا وازَروا .................بني هاشمٍ وبني المطَّلِبْ
هُما أخوانِ كعظمِ اليمينِ .................. أمراً علينا بعقدِ الكَرَبْ
فَيالَ قُصَيٍّ، ألمْ تُخْبَروا ............ بما حلَّ مِن شؤونٍ في العربْ
فلا تُمْسكُنَّ بأَيديكُمو .............. .... بُعيدَ الأنوف بعجْبِ الذَّنَبْ
ورُمتُمْ بأحمدَ ما رمتمُو ............. على الأصراتِ وقربِ النسَبْ
إلامَ إلامَ تَلاقَيْـتُمو .................... .. بأمرِ مُزاحٍ وحلمٍ عَزَبْ؟
زَعَمتُم بأنَّكمو جِيرة ٌ ................... وأَنَّكمو إخوَة ٌ في النَّسَبْ
فكيفَ تُعادونَ أبناءَهُ ................... وأهلَ الدِّيانة ِ بيتَ الحَسَبْ ؟
فإنَّا ومن حَجَّ مِن راكبٍ ................ وكعبة ِ مكَّة َ ذاتِ الحُجَبْ
تَنالون أحمدَ أو تَصْطلوا ................ ظُباة َ الرِّماحِ وحَدَّ القُضُبْ
وتَعْتَرفوا بينَ أبياتِكُمْ ................. صُدورَ العَوالي وخَيلاً عُصَبْ
إذِ الخيلُ تَمْزَعُ في جَرْيِها ................ بسَيرِ العَنيقِ وحثِّ الخَبَبْ
تَراهُنَّ مِن بينِ ضافي السَّبيبِ ............ قَصيرَ الحزامِ طويلَ اللَّبَبْ
وجَرْداءَ كالظَّبِي سَيموحَة ٍ .................. طَواها النَّقائعُ بعدَ الحَلَبْ
عَليها كرامُ بني هاشمٍ ...................... هُمُ الأَنجَبون معَ المُنْتَخبْ
وقصيدة أَلا أَبلغا عنِّي على ذاتِ بَيْنِنا
أَلا أَبلغا عنِّي على ذاتِ بَيْنِنا........................ا وخُصَّا من لؤيٍّ بني كعبِ
ألم تَعْلموا أنّا وَجَدْنا محمداً.........................اًّ كموسى خُطَّ في أوّلِ الكُتْبِ؟
وأنّ عليه في العباد مَحَبَّة ً.........................ولا خيرَ مَمَّنْ خَصَّهُ الله بالحُبِّ
وأنَّ الذي أّلْصَقتموا من كتابِكُم......................لكُمْ كائنٌ نَحْسا كراغية ِ السَّقْبِ
أَفِيقوا أفيقوا قبلَ أنْ يُحفرَ الثَّرى.....................بحَ مَن لم يَجْنِ ذنبا كذي الذَّنبِ
ولا تَتْبَعوا أمرَ الوُشاة وتَقْطعوا....................... أواصرَنا بعدَ المودَّة ِ والقُربِ
وتَسْتَجْلبوا حربا عَوانا وربَّما.......................أَمَرَّ على مَن ذاقَهُ جلَبُ الحرْبِ
فلسنا وربِّ البيتِ نُسلمُ أحمداً......................لعزَّاءِ من عضِّ الزَّمانِ ولا كَرْبِ
ولمّا تَبِنْ منّا ومنكُمْ سَوالفٌ............................ وأيدٍ أُتِرَّتْ بالقُسَاسِّية الشُّهْبِ
بمُعْتَرَكٍ ضَنْكٍ تُرى كِسرُ القَنا..................... به والنسورُ الطُّخم يَعْكِفْنَ كالشَّرْبِ
كأنّ صُهالَ الخيلِ في حَجَراتهِ..................... ومَعْمعَة َ الأبطالِ مَعركة ٌ الحَرْبِ
أليسَ أبونا هاشمٌ شَدَّ أَزْرَهُ......................... وأوصى بَنيهِ بالطِّعانِ وبالضَّرْبِ؟
ولسنا نَمَلُّ الحرْبَ حتَّى تَمَلَّنا...................... ولا نَشْتكي ما قَدْ يَنُوبُ منَ النَّكْبِ
ولكنَّنا أهلُ الحفائظِ والنُّهى........................ إذا طارَ أرواحُ الكماة ِ منَ الرُّعْبِ