ترى كيف يشعر السيف إذا من غمده سلّ؟
ترى كيف يحس المنفيّ إذا في غير بلده حلّ؟
و كيف يشعر البحار إذا تطلع للبر و هو لناظريه لم يتجلى؟
مثلي سيشعر مثلي... محال أن يكون أسوء مني
حين أغادر الديار و الليل لم يسحب وشاحه الأسود
لأبدأ معركتي مع الحياة ... في محاولة لشقّ طريقي
حين أخرج من البيت و عن حضن أمي أبعد
فأشتاق لأمي و الباب بعد لم يوصد
و أسير و قلبي يخفق و يحن للنائمين خلف الجدران
لكني على قلبي أدوس لأكسب سلاحا أحارب به الزمان
خلفي يبقى إخوتي و أبي و الموقد الصغير
رائحة قهوة أمي يفيض بها البيت
و أخرج للظلمة و الشتاء و الزمهرير
مرددة في نفسي لو أني ، يا ريتني و يا ليت
و أصحو بصفعة من البرد قاسية
فأحن أكثر لكف أمي تمسح رأسي لنبرة صوتها الحانية
أتذكر ملامح أمي و هي تقول مع السلامة حبيبتي
لسانها يقول إلى اللقاء و بريق عينيها يحدثني ألا تذهبي
و أجيبها اعتني بنفسك أمي و أقول في تفسي يا درتي
لو أستطيع البقاء سأضع رأسي في حضنك و أنتَ بشعري العبي
لكن يا أمي لي أعمال ، أحلام ، طموحات و آمال
سألبيها يا أماه حين تناديني
بصبر و جهد و حين أتعب بمنديلك سأمسح جبيني
لتقولي غدا هذي ابنتي ثمرة شقاء عمري و سنيني
=========================
بقلم مريم