بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )
أبحر مملوء بالطاقة فيه 85 عنصرا من العناصر الطبيعية وهو منجم الأرض الحقيقي في كيلو متر مكعب من ماء البحر يحوي مليونا ونصف طن من معدن المغنيز و17 كيلوغراما من الذهب إضافة إلى كميات كبيرة من الكلس والكبريت والملح والكلور والبوتاس واليود وأملاح الألمنيوم والنكل والكروم وغيرها وكيلومتر مكعب من مياه المحيط يكفي العالم من ملح الطعام لمدة سنتين والكتل المعدنية في قعر المحيط الهادي لو استخرجت لكفت الإنسانية من معدن النحاس لستة آلاف ومن معدن الألمنيوم لمدة عشرة آلاف سنة ومعدن الكوبالت لمئتي ألف سنة وتحت قاع البحار يشكل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري ثروة لا تقدر لم يستخرج الإنسان منها حتى الآن إلا القدر الضئيل هذا بالإضافة إلى الطاقة الكهرمائية النظيفة واللامحدودة .
والبحار مملوءة بالطاقة الغذائية التي تكفي الإنسانية مهما بلغ تعدادها شرط أن لا يفسد الإنسان البحار ويلوثها ويستنزفها كما فعل منذ قرن ولا يزال .
يكفي التذكير بأن في البحار عشرين ألف نوع من الأحياء اصطاد الإنسان منها في سنة 1973
ستين مليون طن وفي سنة 1990 مئة مليون طن .
وإذا علمنا أن كيلوغراما واحدا من الأسماك التي نصطادها تتغذى بعشرة كيلوغرامات من علق
البحر ( أسماك صغيرة جدا ) والتي تتغذى بمئة كيلوغرام من النباتات المجهرية وأن في كل لتر من مياه البحار ألف نوع من النباتات المجهرية وعشرات الأنواع من الأحياء الحيوانية المجهرية ومليون خلية نباتية كل خلية تتوالد بمعدل مليار خلية شهريا ندرك شيئا عن عظمة قسمه تعالى :
(والبحر المسجور ) .
وإذا علمنا أيضا أن بعض القشريات تتغذى بمئة مليار خلية نباتية وأن بعض الأسماك يتغذى بسبعين ألف قشرية يوميا وأن الحوت يلتهم خمسة آلاف سمكة يوميا أو خمسة أطنان من علق البحر وأن الإنسان يصطاد سنويا آلاف الحيتان التي قد يصل وزن الواحد منها إلى 65 طنا ندرك أيضا شيئا عن عظمة قسمه تعالى ب ( البحر المسجور ) فسبحان الذي قسم الأرزاق ولم ينسى من فضله أحدا وبارك في الأرض ( وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) .
والبحار مملوءة بالتيارات البحرية منها أحد عشر تيارا مائيا ساخنا وفيها خمسة عشر ألف بركان بين مشتعل وبارد وعشرين لجة تصل أعمقها إلى 11516 مترا وهي مملوءة أيضا بالجبال وأضخمها السلسلة الجبلية الممتدة حتى مسافة 60 ألف كيلومتر في المحيط الهادي والمحيط الهندي والمحيط الأطلسي وارتفاعها يتراوح بين مئة وثلاثة آلاف متر .