لسان العاقل من وراء قلبه ، فإذا أراد الكلام تفكر ، فإن كان له قال ، وإن كان عليه سكت ، وقلب الجاهل من وراء لسانه ، فإن هم بالكلام تكلم به .
ويقال : لو كان الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب .
ويقال : ما شيء بأحق بسجن من لسان .
وقالوا : اللسان سبع عقور ، ولسانك سبع ، إن أطلقته أكلك .
ويقال : كلم (جرح) اللسان أنكأ من كلم الحسام.
ويقال : رُبَّ قوْل أَشدُّ مِنْ صَوْلٍ "صَوْل والمُصاوَلَةُ المُواثَبة"
ويقال : عثرة الرجل عظم يجبر ، وعثرة اللسان لا تبقي ولا تذر.
وقيل : " مقْتَلُ الرَّجُلِ بِيْنَ فكَّيِه " يعني لسانه.
وقال بعض العرب لرجل وهو يعظه في حفظ لسانه " إيَّاكَ أَنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ "
ونظم عبد الله بن المعتز هذا المثل فقال :
يَا رُبَّ أَلسنَةٍ كَالسُّيوُفِ ... تَقْطَعُ أعْنَاقَ أَصْحَابِها
وَكَمْ دُهِيَ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ ... فَلا تُؤْكَلَنَّ بِأَنْيَـــــــابِها
وقال الشاعر :
وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ ... وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ
وقال الآخر :
وَجُرْحُ السَّيْفِ تَدْمِلُهُ فَيَبْرَا ... وجُرْحُ الَّدهَرِ مَا جَرَح اللِّسانُ
وقال غيره :
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ ... وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ
وقالوا : اللسان أجْرَحُ جَوَارحِ الإنْسَانِ
وقالوا : لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. وإن خنته خانك...
اجتمع أربعة حكماء : من الروم ، والفرس ، والهند ، والصين
فقال أحدهم: أنا أندم على ما قلت ولا أندم على ما لم أقل..
وقال الآخر : إذا تكلمت بالكلمة ملكتنى ، ولم أملكها ، وإذا لم أتكلم ملكتها ولم تملكني .
وقال الآخر : عجبت للمتكلم ، إن رجعت عليه كلمته ضرته ، وإن لم ترجع لم تنفعه
وقال الرابع : أنا على رد ما لم أقل ، أقدر منى على رد ما قلت .
فاحذر زلات اللسان وسقطات المنطق فإنك تحكم الكلمة ما دامت لم تخرج منك فإن خرجت فإنها تحكمك وقال ابن عباد
:حِفْظُ اللِّسَانِ رَاحَةُ الإنْسَانِ ... فَاحْفَظْهُ حِفْظَ الشُّكْرِ لِلإحْسَانِ