أكدت الأبحاث الطبية بعد سنوات من البحث والتجارب ما قاله وعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم يكن من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم الشرب على طعامه فيفسده ، وبالذات إذا كان الماء حاراً مثل السوائل الساخنة أو البارده كثيرا ، إذ أن المعدة تأخذ وقتاً أطول في الهضم مما يزيدها جهداً أكثر من طاقتها وكان عليه الصلاة والسلام يكره شرب الماء بعد الطعام وقبله وقبل أكل الفاكهة.
وقد أثبتت الدراسات الطبية أن شرب الماء عقب الطعام يؤخر الهضم ويخفف من تركيز العصارة المعدية فيقلل من كفاءتها وبالتالي يستمر هضم الطعام وقتاً أطول.
كان صلى الله عليه وسلم يشرب العسل الممزوج بالماء وكان يحبه ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت
"كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد" ، وهذا الشراب من الناحية العلمية مفيد جداً لأنه يحتوي على السعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة وبالنسبة للبارد لما له من تأثير طيب على المعدة ويمنع إصابتها بالقروح والإلتهابات.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعذب الماء ويفضل الماء البائت على غيره ، لأن الماء البائت
تنزل منه الأجزاء الترابية العالقة به إلى الأسفل ، علاوة على موت ما به من بكتيريا ، فيصبح الماء عذباً صافياً فراتاً.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً
أي يتوقف ثلاث مرات أثناء الشرب ويقول أروى (أكثر إرتواء وأبلغ نفعاً) وأبرأ (أكثر شفاء) وأمرأ (أكثر إساغة) قال أنس "فأنا أتنفس في الشراب ثلاثاً"
كيفية الشراب ثلاثاً
أن تقول(بسم الله الرحمن الرحيم) وتشرب قليلا وتتوقف وتقول الحمد لله.
في المرة الثانية تقول بسم الله الرحمن الرحيم وتشرب وتكون متوسطة ثم تتوقف وتقول الحمد لله.
في المرة الثالثة ، تقول بسم الله وتشرب ما استطعت ثُم إذا انتهيت تقول الحمد لله.
فإنه أوفق للبدن وأنفع للمزاج..
وقد أثبت علمياً أن طريقة الشرب مرة واحدة مضرة للإنسان خصوصاً في حالة الإجهاد الزائد مثل كنت تجرى أو متعب أو عرقان لأن ضربات القلب سريعة جداً ومع نزول الماء بسرعة يجهد القلب
وقد يؤدي ذلك إلى حدوث هبوط به وشرب الماء دفعة واحدة في المعدة الخالية ينبهها فيتسبب في حدوث تقلص شديد يبدأ من المعدة ومنه للأمعاء الدقيقة ، إلى الأمعاء الغليظة فتتقلص بشده محدثة مغصاً بالبطن وسماع صوت الأمعاء التي تثير مرض القولون العصبي.
ونهى علية الصلاة والسلام الشرب من فتحت السقاء أي الشرب من الفتحة المباشرة للقارورة أو الإناء
لابد الصب في كأس أو قدح حتى لا تتكرر الأفواه على نفس المكان.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "نهى أن يشرب من في السقاء - أي فم- لأن ذلك ينتنه"
وقال ابن القيم في زاد المعاد : وفي هذه آداب متعددة منها:
-أن ترددت أنفاس الشاربين على الإناء الرئيسي يكسبه رائحة كريهة.
وإحتمال أن يدخل الماء بكمية كبيرة وبسرعة إلى جوفك فيضرك.
وإحتمال أن يكون بالماء شيء ضار لا تراها عند الشرب ، فيدخل جوفك و حكمة النهي عن الشرب من فم السقاء ، الشهيق يدخل الأكسجين للرئة والزفير يخرج منها ثاني أكسيد الكربون.
فعندما تخلص من الشرب تخرج ثاني أكسيد الكربون لأنك بذلت جهد بشرب الماء ، لكن أنت ترجع تستنشق ثاني أكسيد الكربون لأنك مجهد بالشرب سريعا ولم تتوقف أثناء الشرب وهذا مضر بجسمك.
كما نهى عليه الصلاة والسلام عن الشرب واقفاً وكان أكثر شربه قاعداً.
وقد بيّن الطب أن الشرب واقفاً يمكن أن يؤدي إلى الشرق وحصول الوجع في الكبد أو الحلق أو التسبب بالقيء أو داء البطن.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم