من تجارب الإمام
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايـا وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخــاء فكل عيـب يغطيه - كما قيل- السخـاء
ولا تر للأعــداء قــط ذلا فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل فما في النار للظمآن مــاء
ورزقك ليس ينقصه التــأني وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا ســرور ولا بؤس عليك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلب قنــوع فأنت ومالك الدنيا ســواء
ومن نزلت بساحته المنايــا فلا أرض تقيه ولا سمــاء
وأرض الله واسعــة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حيــن فما يغني عن الموت الـدواء
داوء السفاهة بالحلم
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلمـا كعود زاده الإحراق طيبا
هيبة الرجال وتوقيرهم
ومن هاب الرجال تهيَّبــوه ومن حَقِـرَ الرجال فلن يهابا
وما قضت الرجال له حقوقا ومن يعص الرجال فما أصابا
دفع الشر
لما عفوت ولم أحقد على أحـد أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيّي عدوي عند رؤيتـه لأدفع الشر عني بالتحيــات
وأظهر البشر لإنسان أبغضـه كما إن قد حشا قلبي محبـات
الناس داء ، وداء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطـع المودات
هكذا الكرماء
يا لهف نفسي على مال أفرقــه على المقلَّيـن من أهـل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ما ليس عندي لَمِن إحدى المصيبات
آداب التعلم
اصبر على مـر الجفـا من معلم فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى -والله-بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
الصديق المثالي
أحب من الإخـوان كـل مواتي وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمـر أريـده ويحفظني حيــا وبعـد ممــاتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته لقـاسمته مالي من الحسنـــات
تصفحت إخواني فكان أقلهــم على كثرة الإخــوان أهل ثقـاتي
أشحة على الخير
وأنطقت الدراهم بعد صمت أناسا بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ولا عرفوا لمكرمة ثبوتـا
الصفح الجميل
من نال مني ، أو علقت بذمته أبرأتـه لله شاكـر منَّتــه
أَأُرى مُعَوِّق مؤمن يوم الجزاء أو أن أسوء محمدا في أمته
متى يكون السكوت من ذهب
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه وإن خليته كـمدا يمـوت
المخرج من النوازل
ولربما نـازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منه المخــرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أنها لا تفرج
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم إن الجـواب لـباب الشر مفتــاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيـضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة والكلب يُخسى- لعمري- وهو نباح
لا تيأسن من لطف ربك
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا
هموم الغــد
إذا أصبحت عندي قوت يومي فخلِّ الهمَّ عني يا سعيد
ولا تُخْطَـرْ همـوم غد ببالي فإن غد له رزق جديـد
أُسَلِّم إن أراد الله أمــــرا فأترك ما أريد لما يريد
أفضل ما استفاد المرء
يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا مـــا أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما استفادا
فوائد الأسفــار
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي السفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد
الوحدة خير من جليس السوء
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ألذ واشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا أقر لعيني من جـليس أحاذره
أدب المناظرة
إذا ما كنت ذا فـضل وعلم بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون حليمـا لا تـلح ولا تكابـر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان من النكـت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي بأني قد غلبت ومن يفـاخـر
فإن الشر في جنبات هـذا يمني بالتقـاطـع والـتدابـر
شهــادة حــق
شهدت بأن الله لا رب غيــره وأشهد أن الـبعـث حـق وأخـلص
وأن عرى الإيمان قول مبيــن وفعل زكي قــد يـزيـد وينقـص
وأن أبـا بكــر خليفـة ربـه وكان أبو حفص على الخير يحرص
وأُشهـد ربي أن عثمان فاضل وأن عـليـا فـضـلـه مـتخصص
أئمـة قـوم يهتدى بهداهــم لحى الله مـن إيـاهــم يـتنقـص
نور الله لا يهدى لعاص
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرني بأن العـلم نــور ونور الله لا يهـدى لعـاص
فن النصيحة
تعمَّدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نـوع من التوبيخ لا ارضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعـة
الحب الصادق
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة منه وأنت لشكر ذلك مضيع
التوكل على الله
توكلت في رزقي على الله خـالقي وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم متهتك وأكبر منه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة لمن بهما في دينه يتمسك
تول أمورك بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة فاقصد لمعترف بفضل
المثل الأعلى
إن الفقيـه هو الفقيـه بفعلـه ليس الفقيه بنطقه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هوالغني بحالــه ليس الغني بملكه وبمالــه
صن النفس عما يشينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـا تعش سالما والقول فيك جميـل
ولا تـوليـن النـاس إلا تجـمــلا نبا بك دهـرا أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبرإلى غد عسى نكبات الدهـر عنك تزول
ولا خير في ود امــرئ متـلـون إذا الريح مالت، مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حيـن تعـدهــم ولكـنهم في النائبـات قليــل
إذا نحن فضلنـا عليـا فإننــا روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
حب أبي بكر وعلي رضي الله عنهما
وفضل أبي بكر إذاما ذكرتــه رميت بنصب عند ذكري للفضــل
فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما بحبيهما حتى أوسـد في الرمــل
آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
إحداث البدع
لم يفتأ الناس حتى أحدثوا بدعا في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخف بحق الله أكثرهـم وفي الذي حملوا من حقـه شغــل
فضل العلم
رأيت العلـم صاحبه كريــم ولو ولدته آبــاء لئــام
وليس يــزال يرفعه إلى أن يُعَظِّمَ أمره القوم الكــرام
ويتبعـونـه في كل حــال كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ما سعدت رجـال ولا عرف الحلال ولا الحرام
الجود بالموجود
أجود بموجود ولو بت طاويــا على الجوع كشحا والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي ليخفاهم حـالي وإني لمعــدم
وبيني وبين الله أشكـو فـاقتي حقيقا فإن الله بالحال أعـلــم
الرغبة في عفو الله
إليك إلـه الخلـق أرفــع رغبتي وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي جعلت الرجـا مني لعفوك سلمــا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــا
فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل تـجـود وتعـفو منة وتكرمـــا
فلولاك لـم يصمـد لإبلـيس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدمـــا
فياليت شعــري هل أصير لجنة أهنـــا؟ وأمـا للسعير فأندمــا
فلله در العـــارف الـنـدب إنه تفيض لفرط الوجد أجفانه دمـــا
يقيـم إذا مـا الليل مد ظلامــه على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ربه وفيما سواه في الورى كان أعجمـا
و يذكر أيامـا مضـت من شبابـه وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا
فصار قرين الهم طول نهـــاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمـا
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي كفى بك للراجـيـن سؤلا ومغنمـا
ألـست الذي غذيتني وهــديتني ولا زلت منـانـا عليّ ومنعـمــا
عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمــا
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــا ولولا الرضـا ما كنت يارب منعمـا
فإن تعف عني تعفو عـن متمرد ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمـا
فإن تنتـقـم مني فلست بآيـس ولو أدخلوا نفسي بجــرم جهنمـا
فجرمي عظيم من قديم وحــادث وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمــا
حوالي فضل الله من كل جانـب ونور من الرحمن يفترش السمــا
وفي القلب إشراق المحب بوصله إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إينــاس من الله وحـده يطالعني في ظلـمـة القبرأنجمــا
أصون ودادي أن يدنسـه الهوى وأحفظ عـهد الـحب أن يتثلمــا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى تلاحـق خـطوى نـشوة وترنمـا
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى ومن يرجه هـيهات أن يتندمـــا