...و قررت الرحيل

....و نكتفي بسماع نغمات حزن..نكتفي بجعلها عنوانا لأيام مضت حاملة في طياتها الم الصمت و الوحدة ...نبحث بين لحظاتها عن ترياق يشفي هذا الداء لكن نكتفي بها كعنوان رئيسي لحياتنا كلها و ليس لأيامها فقط.
...إحساس بالعذاب..بالحزن..بالوحدة، الوحدة القاتلة..أتذكر كيف أني جعلت من الليل صديقا غامضا لي لكن بدأت أحس خيانته و بت أشك أنه أصبح يعمل لصالح مسرحية الحياة المؤلمة ،حتى النجوم التي كانت تحتضن آمالي و تأوي آلامي لم أعد أحبذ رؤيتها سوى كظاهرة فلكية ...و بين ليلة و ضحاها غدوت خائفة..خائفة من رفع عيناي للسماء ...خائفة من تأملها ، من بريقها و إشعاعها الذي لطالما كان منبع أمالي و أحلامي في الحياة..لكن أصبحت أكتفي بإخفاء وجهي و إغماض عيناي بوسادة أحاول عن طريقها الهروب من مخاوفي التي أبعدت النوم من جفوني و جعلت من أحلامي الطفولية كوابيسا ، أستيقظ على إثرها مقيدة..خائفة و باكية.
...و دون أن ادري أجد نفسي قد ولجت إلى عالم مظلم وقاس، ابحث بين متاهاته عن نور و لو نور طفيف لكن كلما كنت أحاول..أفشل .. أذرف دموعا..أبكي حسرة..و ارثي حالي على حالي، فكيف غدوت أسيرة؟ و أنا التي ألفت أشعارا، قصصا و روايات أمجد فيها الحرية؟ أجل أنا الآن أعاني ألم السلاسل و القيود..مكبلة مثلي مثل أي مجرم...تساءلت عن جريمتي؟ لكن كنت مجرد أسيرة في يد لا ترحم،لا تعرف للشفقة معنى بل تجيد شيأ واحدا الظلم..القسوة فقط لكونها تمتلك الجبروت الكافي لذلك..كنت انتظر حكم الإعدام أو المؤبد رغم أني لم أكن سوى ضحية..ضحية وقعت فريسة للوحوش البشرية لامتلاكي أحلاما بريئة..لم أكن سوى ضحية قست عليها الحياة و اغتال بسمتها الزمان .
...انتظرت مطولا و طال الانتظار و أنا ؟ لم أعد قادرة على تحمل ألمه،لذا قررت الرحيل وودعت الليل الذي تحمل أهاتي و النجوم التي أوت أناتي ..ودعتهما بحزن فقد توقفت عن الإحساس معهما بالأمان و ليس ذنبي؟ فقد اكتفيت ...اكتفيت من الألم و العذاب اللذان عنونا معظم إن لم أقل كل أيامي ...نظرت النظرة الأخيرة ربما لعلي أرى يدا تمتد أو ربما لأحطم الأمل المتبقي لدي...لكن ككل مرة لم أرى سوى الظلام ..الظلام الدامس ..فأغمضت عيناي و قررت الرحيل....

كلمات جميلة جدا ,,,,,,,,لكن اتمنى ان لا ترحلي و ابقي معنا