طارق بن زياد قائد عسكري أموي فتح الأندلس وقاد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت شبه جزيرة أيبيريا ، ويحمل اسمه جبل طارق بجنوب إسبانيا ، توفي عام 720 م ..
ولد طارق بن زياد لقبيلة "نفزة" ، وكانت مضارب خيام هذه القبيلة على ضفاف وادي تافنة بولاية تلمسان الجزائرية ، وذلك حسب قول المؤرخ بن خلدون وهو أحد أنهار بلاد المغرب الأوسط (الجزائر حاليا) ..
ولد في القرن الأول الهجري -50هـ- ، أسلم على يد موسى بن نُصَير أمير إفريقيا ، فكان من أشد رجاله ، وكان أول نشأته أثناء ولاية زهير بن قيس على إفريقيا ..
فلما قُتل زهير في طبرق عام 76هـ ، عُين طارق أميرًا على برقة غير أنه لم يلبث طويلاً في هذا المنصب ، إذ أنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير فأبلى بلاء حسنًا في حروبه ..
وظهرت لموسى قدرته في اقتحام المعارك ومهارته في قيادة الجيش ، فولاه على مقدمة جيوشه بالمغرب ، وهكذا أتيح لطارق بن زياد أن يتولى قيادة جيوش موسى ، ويشترك معه بقية بلاد المغرب والسيطرة على حصون المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي ..
أكمل طارق الفتوحات في أفريقيا وفتح المدائن حتى بلغ مدينة الحسيمة (قصبة بلادهم ، وأم مدائنهم) فحاصرها حتى دخلها وأسلم أهلها ..
ولم يمض على ولاية موسى للمغرب عدة أعوام ، حتى خضع له المغرب بأسره ، ولم تستعص عليه سوى مدينة سبتة لمناعتها وشدة تحصنها ، وكان يتولى إمارتها حاكم من قبل الدولة البيزنطية يعرف بالكونت جوليان ويسميه مؤرخو العرب يليان المسيحي ..
فتح طارق بن زياد الأندلس عام 711 م عبر مضيق جبل طارق (المغرب على اليمين وإسبانيا على اليسار) و كان يليان هذا ـ برغم تبعيته للدولة البيزنطية ـ يتوجه في طلب المعونة إلى مملكة القوط (Goth) بالأندلس ، فتمده الحكومة القوطية بالمؤن والأقوات عن طريق البحر، وقاتله موسى وطارق فألفياه في نجدة وقوة وعدة ، فلم يمكنهما التغلب عليه فرجعا إلى مدينة طنجة ، ومن هناك أخذا يغيران على ما حول سبتة ويضيقان عليها الخناق دون جدوى ، إذ كانت سفن القوط تختلف إلى سبتة بالميرة والإمداد ، فلما يئس موسى من دخول سبتة أقام قائده طارق بن زياد واليًا على مدينة طنجة حتى تتاح له فرصة مراقبة مدينة سبتة من كثب ، وترك تحت تصرف طارق تسعة عشر ألفًا من البربر بأسلحتهم وعددهم الكاملة ، مع نفر قليل من العرب ليعلموهم القرآن وفرائض الإسلام ، أما موسى فقد عاد إلى القيروان ..
آثر طارق أن يكسب صداقة عدوه يليان مادام قد عجز عن دخول مدينته الحصينة ، ويُذكر أن طارقًا كان يراسل يليان ويلاطفه حتى تهادنا ، ثم حدث في الجانب الآخر القوطي (الأندلس) أمر لم يكن في الحسبان : ذلك أن رودريجو (لذريق) ـ أحد قواد الجيش القوطي ـ وثب على العرش وخلع الملك غيطشة وتولى مكانه ، ثم إن لذريق اعتدى على ابنة يليان التي كانت في بلاط الملك غيطشة ،
الأمر الذي أثار غضب يليان ، وجعله يأتي بنفسه إلى طارق بن زياد ويعرض عليه مساعدته في الإستيلاء على الأندلس ، ولم يتردد طارق في الإتصال فورًا بمولاه موسى بن نصير بالقيروان ، الذي اتصل بدوره بالخليفة الوليد بن عبد الملك يطلب استشارته وإذنه ، ونصحه الخليفة الوليد بألا يعتمد على يليان بل يرسل من المسلمين من يستكشف الأمر، فأرسلت سرية طريف التي عادت بالبشائر والغنائم ..