فرقت قوات الشرطة السودانية اليوم الثلاثاء مظاهرة لطلاب جامعة الخرطوم بعد وصولهم إلى الشارع الرئيسي, وطوقت أرتال من قوات الشرطة والأمن حرم الجامعة لمنع المتظاهرين من النزول إلى الشارع مجددا.
وهتف الطلاب الذين تجمعوا منذ الصباح بإسقاط النظام وضد الغلاء. وأبلغ شهود عيان الجزيرة نت باعتقال مجموعة من الطلاب وإصابة آخرين جراء استخدام أفراد الشرطة الهري لتفريق المحتجين.
وكان الرئيس عمر حسن البشير قد وصف منظمي المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت منذ السابع عشر من الشهر الماضي بـ"شذاذ الآفاق". وقال إنه فضل التعامل معهم عبر المؤسسات الرسمية بدلا من استدعاء "مجاهدين حقيقيين" لحسمهم.
وقد اتهم المؤتمر الوطني -الحزب الحاكم في السودان- المعارضة بالاصطياد في المياه العكرة. وتحدث عن وجود "قوى غربية ويهودية تقف خلف المظاهرات بفرض العقوبات والحصار والحرب على السودان".
لكن المعارضة أكدت أن المظاهرات ستكون بداية حقيقية لإسقاط نظام الحكم الذي دمغته بالفشل في معالجة مشكلات السودان الأمنية والاقتصادية.
وقد دفعت المظاهرات أجهزة الأمن في السودان لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة بين الطلاب والنشطاء السياسيين. وقالت المجموعة السودانية للدفاع عن الحريات والحقوق أن مئات من النشطاء والطلاب ما زالوا معتقلين.
وكانت الإدارة العامة لقوات الشرطة قد قالت إنها وجهت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي عناصرها بالتعامل بحسم قوي وفوري مع ما وصفته بالشغب ومع "أي مجموعات تستهدف الممتلكات أو المنشآت أو قفل الطرق".
وأفاد ناشطون يوم السبت الماضي بأن نحو ألف شخص اعتقلوا الجمعة على هامش المظاهرات احتجاجا على ارتفاع الأسعار وضد الرئيس البشير, وأكدت منظمة الدفاع عن الحقوق والحريات أن قمع مظاهرات الجمعة أسفر عن مئات الجرحى.
ومن المصابين -حسب وكالة الصحافة الفرنسية- مسنون أغمي عليهم جراء الغاز المدمع، فضلا عن آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب بالهري.
وقالت الشرطة وقتها في بيان ان "مجموعات صغيرة" تظاهرت الجمعة في الخرطوم وأماكن أخرى، لافتة إلى عودة الهدوء بعد "استخدام القوة بحدها الأدنى". وأضافت أنه تم اعتقال "بعض مثيري الشغب" وإحالتهم أمام القضاء من دون أن تحدد عددهم.
وقد أكد وزير الإعلام السوداني غازي الصديق السبت في بيان أن من حق السودانيين التعبير عن رأيهم في شكل سلمي، لكنه دعا السكان إلى "عدم السماح لمثيري الشغب بتهديد الاستقرار والأمن في السودان".
وكان الناشطون السودانيون قد دعوا إلى تعبئة واسعة الجمعة، قبل الذكرى الثالثة والعشرين لوصول عمر البشير إلى السلطة. وفي أحد أكثر الحوادث خطورة، قمعت الشرطة بعنف مظاهرة مناهضة للبشير قرب المسجد الذي يشكل مقرا لحزب الأمة المعارض في مدينة أم درمان قرب الخرطوم.
المصدر:الجزيرة + وكالات