البكاء والعويل وصوتنا الذي يزلزل الأرض و آهاتنا التي تدوي في الأفق ونيراننا التي أقسمنا أن تصل العدو لا أرى أيان منها في مجتمعنا لماذا نقول ولا نفعل لماذا نفعل ما لا نقولِ :
إذا عرفت أن الحزب الذي كنت أتصارع معه منذ شهور كان أجنبياً ، فاليهود ما كانوا أبداً ألمانا.
عرفت الآن من أغوى شعبنا لطريق الظلال.
عرفت أيضاً أن إنقاذه ممكن.
أما اليهودي ، فأرائه الضالة لا تتغير أبداً.
فقد حاولت آنذاك مناقشتهم : تحدثت كثيراً و أوضحت شرور الفكر الماركسي ، ولكن بلا فائدة سوى أن يبح صوتي.
وأحياناً ، حين نجحت في إصابة أحدهم بضربة فكرية مميتة ، وشاهد جميع السامعين هذا ، واضطر غريمك للموافقة ، فإنه سيعود صباح اليوم التالي لموافقه ذاتها ، وكأن أي تغيير لم يحدث.
وكان لكل هذا فائدة : فكلما فهمت أساليب اليهود وخداعهم بشكل أفضل ، زاد عطفي على العمال وأدركت أنهم ضحايا لهذه الأساليب وإغوائها.
تراجعت عن الأفكار الدولية وبت ناقماً على اليهود . وحين درست نشاطاتهم عبر القرون ، تسائلت : هل كتب القدر لهم التوفيق والسيطرة على الآخرين ، لأسباب لا نعرفها ؟ هل يمكن أن يكون النصر حليفاً لأمة ما عاشت إلا للدنيا ؟
تفكرت مرة أخرى في عقائد الماركسية ، وتعلمت أشياء جديدة : أن هذه العقيدة ترفض فكرة الصفوة الأرستقراطية الموجودة في الطبيعة وتستبدل القوة الفكرية بالكثرة العددية.
وهي لهذا السبب ترفض أي قيمة فردية ، وتعارض الفكر القومي ، وتسحب من الإنسانية ثقافتها.
إنها فكرة كفيلة بتدمير أي حضارة ، وإن انتصر اليهودي بمعونة هذا الفكر، فإن نصره سيكون الدمار النهائي للإنسانية.
ولذلك أشعر أنني أتصرف بمعاونة الخالق العظيم ومن أجل تحقيق أهدافه السامية لمصلحة البشرية حين أدافع عن نفسي ضد اليهودية وأعلن الحرب عليها.