أما في النثر الخاص بهذه الفترة – و قد احتفظ برونقه – فتبرز أمامنا عدة أسماء مختلفة فكرا و منهجا ، في مقدمة هذه الأسماء : ( حمدان بن عثمان خوجه ) ( 1773 – 1840م ) صاحب كتاب ( المرأة ) ذو الفكر النير و الروح القومية المتوثبة، و محمد بن العنابي و كتابه "السعي المحمود في نظام الجنود " و قدور بن رويلة" في كتاب بعنوان" وشاح الكتائب و زينة الجيش المحمدي الغالب .
غير أن زعامة الحركة الأدبية عموما تبقى في هذه الفترة أيضا للأمير عبد القادر خصوصا بشعره الذي اختلفت ألوانه : ثوريات وإخوانيات و غزليات ، فخرا و تصوفا و تأملا و وصفا ، و هي ألوان اختلفت حجما أو كثافة و مستويات فنية .
فالأمير عبد القادر من جيل النهضة الحديثة في الوطن العربي ، مسك بزعامة السيف وزعامة الشعر، في وطنه ، ضمن الخلود في ذاكرة التاريخ بجهاده ومواقفه الإنسانية ، وبأعماله وآثاره الفكرية والدينية و الأدبية.
بانتهاء فترة الأمير(عبد القادر) لنفي رجال علم وأدب و هجرة بعضهم ، و انزواء بقية نزلِ ظلام دامس على الحركة الثقافية و الفكرية والأدبية و من صميمها الحركة التعليمية ، و قد اختفى الحس الوطني في الأدب كطاقة شحن و دفع ، وتسرب اليأس إلى النفوس الكسيرة ، وهي ترى دمار الإحتلال يمتد إلى كل شيء و لا يسلم منه شيء ، فيشيع الفقر والجهل ويصادر وسائل المعرفة و التعليم في الأوقاف والزوايا وغيرها ، فضعف المستوى الأدبي في النهاية ، و شاعت فيه الركاكة ، وغزته العجمة في التعبير والتركيب ، وسرعان ما تحول جانب كبير في شكله هذا إلى بوق يخدم الإستعمار الفرنسي .