**المهلهل بن ربيعة أو الزير سالم هو عدي بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل التغلبي الوائلي. من قبيلة تغلب الذين كانت ديارهم في شمال شرق الجزيرة العربية وأطراف العراق والشام [1] وكان المهلهل شاعرا وكان يكنى بأبي ليلى بالمهلهل، ويعرف أيضاً بالزير سالم وكان من أبطال العرب في الجاهلية وقد كان له من الذرية ابنتان هما: ليلى وعبيدة، فأما ليلى فهي أم الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي، وأما عبيدة فهي أم قوم يقال لهم عبيدة من جنب من مذحج [2] وقال البعض أن الزير خال الشاعر امرئ القيس الكندي
**صفاته
وكان المهلهل من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً. عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسمي (زير النساء) أي جليسهن. ولما قتل جساس بن مرة أخاه وائل بن ربيعة المعروف بلقب كليب، ثار المهلهل فانقطع عن الشراب واللهو إلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب المعروفة تاريخيا بحرب البسوس، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة. يقول الفرزدق: ومهلهل الشعراء ذاك الأولُ، وهو القائم بالحرب ورئيس تغلب أسر في آخر أيامهم ففك أسره وقصته معروفه وأسر مرة أخرى فمات في أسره, (توفي 94 ق.هـ/531 م
**ألقابه وكنيته
لقب عدي بن ربيعة بألقاب عديدة من أشهرها:
الزير
اختلف في اسمه فقيل أن اسمه سالم كما هو معروف وقيل أن اسمه عدي كما ذكر في عدة قصائد منها قصيدته الشهيرة وهو في الأسر التي كانت سببا غير مباشر في مقتله والتي قال
طَـفـَلـة ما ابْنة المجللِ بـيضـاء لـعـوب لـذيذة في العناقِ
فاذهبي مـا إليك غـير بـعيد لايؤاتي العـناق مـن في الوثاقِ
ضربت نحرها إلى وقالت ياعديا، لقد وقـتك الأواقي
أما تسميته بالزير فقد سماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.
المهلهل
وقد قيل لقب مهلهلا لأنه كان يلبس ثياباً مهلهلة، وقيل لقب بسبب قوله:
لما توغل في الكراع هجينهن هلهلت أثأر مالك أو سنبلا
كما يقال أنه لقب مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقّه وهو من الشعراء الكذبة لبيت قاله وهو :
ولولا الريح أسمع أهل حجرٍ صليل البيض تقرع بالذكور
قالت فيه ابنة أخيه وهي اليمامة بنت كليب لما قتل:
من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا أَضحى قتيلاً في الفلاة مُجندَّلا
وفي رواية أخرى أنه لما عاد العبدين إلى ابن أخيه الهجرس وأخته اليمامة، قالا لهما أن عمهما قال أنشدهما هذا البيت:
من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا لله دركما ودر أبيكما
فلم يفهم الهجرس مغزى البيتين فنادى اليمامة فلما قال لها العبدان البيتين صاحت وقالت عمي لا يقول أبياتاً ناقصة وإنما أراد أن يقول لنا;
من مبلغ الحيين أن مهلهلا أضحى قتيلاً في الفلآة مجندلا
لله دركما ودر أبـيــكما لا يبرح العبدان حتى يقتـلا
أبو ليلى
وهي كنيته وذلك لأنه لم يكن له أولاد ذكور بل فتلقب بأكبر بناته وهي ابنته ليلى وله ابنة أخرى يقال لها عبيدة، وقد زوج ليلى لكلثوم بن مالك التغلبي فولدت له عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلّقة الشهيرة وزوج عبيدة لمعاوية بن عمرو بن معاوية الجنبي المذحجي فأنجبت له بني عبيدة [3] وقد اختلف الرواة في أسماء بناته مع اتفاقهم على أنه لم يكن له من الذرية إلا ابنتان فقالوا ليلى وعبيدة وقالوا هند وعبيدة وقالوا سلمى وسليمى
**أشعاره
كانت أشعار المهلل هي وسيلة من وسائل الإثارة على الأخذ بالثأر، فقد كان يقيم لأخيه مناحة دائمة في شعره حتى تبقى الفجيعة به حية نابضة يشعر بها أفراد قبيلته كما يشعر بها هو نفسه. ومعظم القصائد التي رثا بها أخاه يصف فيها دموعه وعيونه المتقرحة ويكرر ندائه لأخيه ويذكر مآثره وكرمه وشجاعته، ومن أبرز أبيات شعره ما يلي:
خليلي لما الكل للدهر مني عواذل ألأنني كنت أنا لو كان ثمة كامل
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها إن أنت خليتها في من يخليها
أليتنا بذي حسم أنيري إذا أنت أنقضيت فلا تحوري
ومن أبياته المشهورة:
يقول الزير أبو ليلى المهلهل وقلب الزير قاسي لايلينا
وإن لان الحديد ما لان قلبي وقلبي من حديدالقاسيينا
تريد أميه أن أصالح وما تدري بما فعلوه فينا
فسبع سنين قد مرت علي أبيت الليل مغموما حزينا
أبيت الليل أنعي كليبا أقول لعله يأتي إلينا
أتتني بناته تبكي وتنعي تقول اليوم صرنا حائرينا
فقد غابت عيون أخيك عنا وخلانا يتامى قاصرينا
وأنت اليوم يا عمي مكانه وليس لنا بغيرك من معينا
سللت السيف في وجه اليمامه وقلت لها أمام الحاضرين
وقلت لها ما تقولي أنا عمك حماة الخائفينا
كمثل السبع في صدمات قوم أقلبهم شمالا مع يمينا
فدوسي يايمامة فوق رأسي على شاشي إذا كنا نسينا
فإن دارت رحانا مع رحاهم طحناهم وكنا الطاحنينا
أقاتلهم على ظهر مهر أبو حجلان مطلق اليدينا
فشدي يايمامة المهر شدي وأكسي ظهره السرج المتينا