| من أغراض الشعر العربي .... المديح | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 11:13 | |
| أولا : المديح :
هو فن من فنون الشعر يقوم على عاطفة الإعجاب ويعبر عن شعور تجاه فرد من الأفراد ، أو جماعة أو هيئة ملك على الشاعر إحساسه ، وأثار في نفسه روح الإكبار والإحترام لمن جعله موضع مدحه.
والمديح من أقدم الفنون الأدبية ، عرفته الشعوب البدائية يوم رفعت إلى الآلهة صلواتها وقدمت القرابين إلى أصنامها ووضعت نفسها تحت حماية ووصاية زعمائها وأبطالها ، ولسنا ندري كيف جاءت المدائح الأولى عند الإنسان الأول ، ولكن النقوش القديمة تحمل على صفحاتها الحمد والثناء لأشخاص وجماعات وتشيد بالقواد أو الملوك وتتتحدث عن إنتصاراتهم ومواهبهم.
ـ المديح عند العرب :
يعتبر المديح أبرز الفنون الشعرية عند العرب على الإطلاق ، حيث رافق الشعر من نشأته الأولى كما يرافق الوتر العود ، حتى طبع الأدب العربي بطابع المديح وبات من الصعب أن نجد شاعرا عربيا من العباقرة لم يصطنع المديح ، لدرجة أن امتلأت الدواوين بهذا اللون وغدت قصائدهم تشكل القسم الأكبر والغالب في إنتاج الشعراء.
عدل سابقا من قبل mimi في الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 14:20 عدل 2 مرات | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| |
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 12:04 | |
| * أنواع المديح بحسب الممدوحين :
تختلف أنواع المديح باختلاف الممدوحين ، ونستطيع أن نميز بين هذه الأنواع أو الألوان -كما يحلو للبعض أن يسميها-،مايلي :
1- المديح الديني. 2- مديح الملوك والخلفاء. 3- مديح الأمراء والوزراء والوجهاء. 4- مديح العلماء والأدباء. 5- مديح الأوطان والبلدان.
أولا المديح الديني :
يمكن أن نميز من المديح الديني الأنواع الآتية :
1-مدح الله-عز وجل- :
أكثرت الكتب الدينية من ذكر الله وبيان معجزاته في خلقه ، والإعتراف بفضله على المخلوقات جميعا ، لذلك سار الشعراء منذ القديم على تقديسه وتعظيم قدرته ، قال" حسان":
تعاليت رب الناس عن قول من دعا ســواك إلهـا ، أنـت أعـلـى وأمـجــد
ثم رأينا"أبا العتاهية" يرى عظمة الخالق في كل شيء ، فيقول :
وإنك معروف ولست بموصوف وإنك موجود ولسـت بمحـدود
وقد كان كثير من الشعراء يشاركون بمثل هذا المديح حتى تطور هذا المديح فأصبح أقرب إلى النسيب عند شعراء الصوفية الذين أدخلوا الفلسفة والعقل في شعرهم.
2-المديح النبوي :
كان العرب قبل الإسلام يعيشون في أطراف الأرض على نظام غريب وأسلوب عجيب ، عشائر وقبائل تتصادم وتتناحر فيما بينها ، فلما ظهر النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-دعا إلى وحدة العرب واجتماعهم تحت دين واحد وراية واحدة لينقذهم من فوضى تشل حياتهم وحروب تستنزف قواهم ، فهزت تلك الدعوى الممالك العربية فوقفت بين مصدقة ومكذبة ووقف الشعراء منها موقف الدفاع أوالهجوم ، أما المدافعون عن النبي-صلى الله عليه وسلم-فقد امتدحوا خصاله وشمائله وكان مديحهم أشبه بمديح الأجواد والكرماء من رؤساء القبائل ، ليس فيه ذكر للدين أو التقوى أو الأخلاق.
فهذا"كعب بن زهير"قد مدح النبي بقصيدة سارت على الزمان وقلدها الشعراء على مختلف العصور، يعتذر فيها من النبي ويطلب عفوه لما بدر منه ، يقول في مطلع القصيدة :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيـم أثرهـا لــم يـجـز مكـبـول وما سعاد غداة البين إذ رحلت إلا أغن غضيض الطرف مكحـول
إلى أن وصل في مديحه للرسول-صلى الله عليه وسلم-إلى قوله :
إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيـوف الله مسلـول
ثم انبرى"حسان بن ثابت"-شاعر الرسول-يدافع عن النبي وعن دعوته الجديدة ، حيث يقول :
خلقت مبرأ من كل عيـب كأنك قد خلقت كما تشاء
وظل الشعراء يسيرون في ركب"حسان بن ثابت"في مدحه للرسول ، حتى جاء القرن السابع للهجرة ، وطلع علينا"محمد بن سعد البوصيري" بقصيدة همزية شهيرة في مدح النبي والإشادة بخصاله ومحامده ، حيث بلغت أكثر من أربعمائة بيت ، يقول في مطلعها :
كـيـف تـرقـى رقـيـك الأنـبـيـاء يـا سمـاء مـا طاولتهـا سـمـاء لـم يسـاووك فـي عـلاك وقـد حال سنى منك دونهم وسناء إنـمـا مثـلـوا صفـاتـك لـلـنـاسكـ مــا مـثــل الـنـجـوم الــمــاء
هذا ولم يخل القرن الماضي من شعراء كثر مدحوا النبي-صلى الله عليه وسلم- ، نذكر منهم على سبيل المثال"محمود سامي البارودي" ورائعته "كشف الغمة في مدح سيد الأمة" ، حيث قال في مطلعها :
يـا رائـد الـبـرق يـمـم دارة العـلـم واحد الغمام إلى حي بذي سلم وإن مررت على الروحاء فامر لهـا أخــلاف سـاريــة هـتـانـة الـديــم
إلى أن يقول :
محمد خاتم الرسـل الـذي خضعـت لـه البـريـة مــن عــرب ومــن عـجـم سمير وحي ، ومجنى حكمة ، وند ىسمـاحـة ،وقـرى عـــاف ، وري ظــــم
وكذلك الشاعر"أحمد شوقي"في بائيته الرائعة :
سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابـا
حتى يقول:
وكان بيانـه للهدى سبـلا وكانت خيلـه للحـق غابـا وعلمنا بناء المجد حتـى أخذنا أمرة الأرض اغتصابا
وقد انتشر هذا اللون من المديح بين شعراء كثيرين على مختلف العصور لن نستطيع هنا أن نوفيهم حقهم ، ولكننا ذكرنا بعضهم على سبيل المثال لا الحصر.
3- مدح آل البيت :
إذا كان الشعراء قد امتدحوا الرسول ونبوته-صلى الله عليه وسلم- ، فقد امتدحوا آله وأهل بيته يدفعهم الألم و الحرمان في كثير من الأحيان ، وقد ألحوا على تصوير الفواجع التي ألمت بأهل البيت مثل مقتل الحسن والحسين-رضي الله عنهما-وإحياء تلك الذكرى في المآتم ، ولعل من أشهر من مدح آل البيت دون تعصب أو تجاوز حتى سميت قصائده بالهاشميات"الكميت بن زيد الأسدي" ، حيث مدح أهل البيت وتناول الأمويين بالهجاء ورأى أنهم لا يصلحون لخلافة المسلمين ، يقول في إحدى قصائده :
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبـا منـي أذو الشيـب يلـعـب ولـم يلهـنـي دار ولا رســم مـنـزل زلـــم يتطـربـنـي بـنــان مـخـضــب ولكن إلى أهـل الفضائـل والنهـى وخيـر بـنـي حــواء والخـيـر يطـلـب
إلى أن وصل إلى قوله :
بــــأي كــتــاب أم بــأيــة ســنــة ترى حبهم عـارا علـيّ وتحسـب فـمـالـي إلا آل أحـمــد شـيـعــة ومالي إلا مشعب الحق مشعب
والفرزدق على تقربه من الأمويين مدح"زين العابدين بن الحسين بن عليّ"في حضرة هشام بن عبد الملك ، حيث قال :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه والبيـت يعرفـه والـحـل والـحـرم هـذا ابـن خيـر عبـاد الله كلـهـم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بـجـده أنبـيـاء الله قـــد خـتـمـوا
ولما جاء القرن الرابع الهجري ، واستولى الحمدانيون على الجزيرة وحلب ، جعلوا من هذه الربوع منابر لمدح آل البيت والمطالبة بالثأر لهم ، وقد تحول شعر هؤلاء إلى شعر سياسي في لغة عصرنا يطالب بالثأر من العباسيين وينتصر لآل البيت وخاصة عند الصنوبري الذي يعتبر من أطول شعراء بني حمدان نفسا في مدح آل البيت. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 12:24 | |
| | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 13:03 | |
| ثانيا مديح الملوك والخلفاء:
أعجب الشاعر العربي بالخلق الحميد والشجاعة الفائقة والكرم الواسع ، فأثنى على الرجال المتفوقين والشجعان المشهورين ، وامتدح المثل العليا التي رآها عندهم ، ولكنه نظر إلى الملوك ومن يليهم منذ الجاهلية نظرة إكبار واحترام لما بين عيشه وعيشهم من فرق شاسع.
ففي الجاهلية قام "النابغة الذبياني"بزيارة الملوك في الشام والعراق ، ورأى مظاهر الترف والفخامة التي كان يعيش عليها هؤلاء الملوك ، وقد كانت دهشة الشاعر كبيرة حين دخل إلى قصور الملوك فنسب بناءها إلى الجن ، فهو لم يشاهد من قبل أعمدة"تدمر"الشامخة ، لذلك جعل للنعمان فضلا على الناس جميعا وجعله بكرمه شبيها بنهر الفرات حين يفيض ماؤه ، يقول :
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه .. وسيـف أعيرتـه المنيـة قـاطـع
أو إلى تشبيهه بالشمس حين يقول :
فإنك شمس والملوك كواكـب .. إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وقد أجمع النقاد على أن النابغة هو أول من احترف فن المديح.
وجاء "الأعشى"من بعده وسار على منوال النابغة ، ولكنه انحط إلى مرتبة التكسب المشين ، ثم تبعه "حسان بن ثابت" الذي مدح ملوك الغساسنة ووصف ترفهم ونعيمهم ، حتى جاء"الأخطل" شاعر بني أمية الذي أعاد صورة تدفق الفرات حين مدح كرم "عبد الملك بن مروان" ، وقد تبعه في ذلك "الفرزدق" ، حتى جاء "جرير"وأراد اللحاق برفيقيه فمدح بني أمية ، ومما قاله فيم :
ألستم خير من ركب المطايا .. وأنـدى العالميـن بـطـون راح
ولما جاء العصر العباسي تزاحم الشعراء على أبواب الخلفاء يرجون النوال والعطاء ، ولا سيما في مواسم الخلافة والملك والأعياد ومناسبات الحرب والسلم ، فهاهو "أبو العتاهية"يمدح "هارون الرشيد"بقوله :
إذا نكب الإسلام يوما بنكبـة .. فهارون من بين البرية ناصره
ثم تبعه في ذلك "أبو تمام"فرأى في الخليفة مفتاح النصر والظفر، فديوانه حافل بالمديح والإشادة بالإنتصارات والفتوحات.
وأخيرا أطل عل مسرح الشعر العربي"أبو الطيب المتنبي"فكان خير ممثل لشعر المديح ، فانتقل من ملك إلى ملك ومن أمير إلى أمير.
وقد ظل شعر المديح المتكسب يتردد على الناس بعد العصور العباسية ، ولكنه سجل إنحدارا بعد هذا العلو الشاهق ، فنرى "عمارة التميمي"طلب من أخد الممدوحين قائلا :
فامـنـن عـلـيّ بنـصـف الألــف راتـبـة .. فـــقـــدر ودك لا يــحــويــه مـــقــــدار مقسومة في شهور العام تحمل لي .. أقساط فـي كـل شهـر وهـي مـدرار
فهو يطلب المبلغ ويرى قسمته على أشهر العام أقساطا يعيش بها شهريا ، وهذا سقوط ظاهر في القول والعمل إلى مرتبة التسول.
وقد ظل شعراء القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين يقلدون الشعر القديم ، ويتخذون من ألفاظه ومعانيه ميدانا يرتعون فيه ، فها هو "البارودي"يعيد للمديح أسلوبه القديم ووجهه الصيل في مدح الخديوي ، ثم يسير"حافظ إبراهيم"على منوال القدماء في نصرة الإسلام وخلفائه ، وكذلك نرى"أحمد شوقي"الذي سما بمرتبة شعر المديح في هذا العصر إلى حد يعود لمدح ملوك مصر القدماء. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 13:23 | |
| مقتطفات من مديح الملوك والخلفاء:
جرير في مدح عبد الملك بن مروان:
هو أبو حرزة جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي التميمي (33 - 133 هـ/ 653 - 732 م) شاعر من قبيلة كليب اليربوعية من بني تميم وهي قبيله متحضره في نجد ، عاش عمره يتبادل الهجاء وشعراء زمانه ، فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل ، ورغم اشتهاره بالهجاء-حتى عد أهجى شعراء العربية- فهو من أغزل الناس شعرا.
يقول جرير في مدح عبد الملك بن مروان:
أتصحـو بــل فــؤادكَ غـيـرُ صــاح..عشيـة َ هــمَّ صحـبـكَ بـالـرواحِ يقُـولُ العـاذلاتُ : عَــلاكَ شَـيْـبٌ..أهذا الشيبُ يمنعنـي مراحـي يكـفـنـي فـــؤادي مـــن هـــواهُ..ظَعـائِـنَ يَجْتَـزِعْـنَ عَـلـى رُمــاحِ ظَعائَـنَ لـمْ يَـدِنّ مَــعَ النّـصَـارىَ ..وَلا يَدْرِيـنَ مـا سَمْـكُ الـقَـراح فبعـضُ المـاءِ مــاء ربــابِ مــزنٍ..وبَعْـضُ المـاءِ مِـنْ سَبَـخٍ مِــلاح سيَكْـفِـيـكَ الـعَــوازلَ أرْحَـبِــيٌّ..هـجـانُ الـلـونِ كالـفـردِ الليـلـح يـعـز عـلـى الطـريـق بمنكـبـيـهِ..كما ابتَرَكَ الخَليعُ علـى القِـداح تـعـزتْ أمُّ حــزرة َ ثـــمَّ قـالــتْ..رَأيـــتُ الـوَارِدِيــنَ ذَوي امْـتِـنـاحِ تُعَلّـلُ، وَهْـيَ ساغِـبَـة ٌ، بَنِيـهـا..بأنْـفـاسٍ مِــنَ الشَّـبِـمِ الـقَــرَاحِ سَأمْـتـاحُ الـبُـحُـورَ، فجَنّبِـيـنـي..أذاة َ اللّـوْمِ وانْتظِـرِي امْتِياحـي ثِـقـي بالله لَـيْـسَ لَــهُ شَـرِيـكٌ..و مـنِ عنـدِ الخليـفـة ِ بالنـجـاحِ أعثنـي يــا فــداكَ أبــي وأمــي..بسـيـبٍ مـنـكَ إنــكَ ذو ارتـبــاح فَـإنّـي قــدْ رَأيــتُ عَـلـيّ حَـقّــاً..زِيَـارَتِـيَ الخَليـفَـة َ وامْتِـداحـي سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي.. وَأثْبَـتَّ الـقَـوادِمَ فــي جَنَـاحـي ألَسْتُمْ خَيـرَ مَـن رَكِـبَ المَطَايـا..وأنـــدى العالـمـيـنَ بـطــونَ راحِ وقَـوْمٍ قَـدْ سَمِـوْتَ لهـمْ فَـدَانُـوا..بــدهـــمٍ فـــــي مـلــلــة ٍ رداحِ أبحـتَ حمـى تهامـة َ بعـدَ نجـدٍ..و مـا شـيءٌ حميـتَ بمستبـاحِ لكمْ شم الجبالِ منَ الرواسـي..و أعظـمُ سيـلِ معتلـجِ البـطـاحِ دَعَـوْتَ المُلْحِـديـنَ أبَــا خُبَـيْـبٍ..جماحاً هلْ شفيتَ منَ الجماحِ فقَـدْ وَجَـدُوا الخَليـفَـة َ هِبْـرِزِيّـاً..ألَفّ العِيصِ لَيس من النّواحـي فما شجراتُ عيصكَ في قريشٍ..بِعَـشّـاتِ الـفُـرُوعِ وَلا ضَـواحـي رأى الناسُ البصيرة َ فاستقاموا..و بينـتِ المـراضِ مــنَ الصـحـاحِ
عدل سابقا من قبل mimi في الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 13:53 عدل 1 مرات | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 13:50 | |
| المتنبي يمدح سيف الدولة الحمداني:
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد ، أبو الطيب الجعفي الكوفي ، ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق ، وعاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب ، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها ، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية ، فيوصف بأنه نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ، وهو شاعرحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك ، ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة ، تمثل عنواناً لسيرة حياته ، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، قال الشعر صبياً ، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات ، اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
يقول المتنبي في مدح سيف الدولة:
إذا كـــانَ مَـــدحٌ فالنّـسـيـبُ الـمُـقَـدَّمُ .. أكُـــلُّ فَـصِـيـحٍ قــــالَ شِــعــراً مُـتَـيَّــمُ لَـحُــبّ ابـــنِ عَـبــدِالله أولـــى فــإنّــهُ..بـــهِ يُـبــدَأُ الـذّكــرُ الجَـمـيـلُ وَيُـخـتَــمُ أطَعْـتُ الغَوانـي قَبـلَ مَطـمَـحِ نـاظـري..إلــى مَـنـظَـرٍ يَـصـغُـرنَ عَـنــهُ وَيَـعْـظُـمُ تَـعَـرّضَ سَـيْـفُ الـدّولَـةِ الـدّهــرَ كـلّــهُ..يُـطَــبِّــقُ فـــــي أوصــالِـــهِ وَيُـصَــمِّــمُ فَجازَ لَهُ حتى علـى الشّمـسِ حكمُـهُ..وَبَـانَ لَـهُ حـتـى عـلـى الـبَـدرِ مِيـسَـمُ كــأنّ الـعِـدَى فــي أرضِـهِــم خُـلَـفـاؤهُ..فـإن شـاءَ حازُوهـا وإن شــاءَ سلّـمُـوا وَلا كُــتْـــبَ إلاّ الـمَـشـرَفـيّـةُ عِـــنْـــدَهُ..وَلا رُسُــــلٌ إلاّ الـخَـمـيـسُ الـعَــرَمْــرَمُ فَلَـم يَخْـلُ مـن نصـرٍ لَـهُ مَــن لــهُ يَــدٌ..وَلـم يَخْـلُ مِـن شكـرٍ لَـهُ مـن لـه فَــمُ ولــم يَـخْـلُ مــن أسمـائِـهِ عُــودُ مِنْـبَـرٍ ..وَلـم يَخْـلُ دينـارٌ وَلــم يَـخـلُ دِرهَــمُ ضَــرُوبٌ وَمــا بَـيـنَ الحُسامَـيـنِ ضَـيّـقٌ..بَصِـيـرٌ وَمــا بَـيـنَ الشّجاعَـيـنِ مُـظـلِـمُ تُبـاري نُجُـومَ القَـذفِ فــي كــلّ لَيـلَـةٍ..نُــجُـــومٌ لَـــــهُ مِـنْــهُــنّ وَردٌ وَأدْهَـــــمُ يَـطَـأنَ مِــنَ الأبْـطـالِ مَــن لا حَمـلـنَـهُ ..وَمِـــن قِـصَــدِ الـمُــرّانِ مَــــا لا يُــقَــوَّمُ فَهُـنّ مَـعَ السِّيـدانِ فـي الـبَـرّ عُـسَّـلٌ..وَهُــنّ مَــعَ النّيـنَـانِ فــي الـمَـاءِ عُــوَّمُ وَهُـنّ مَــعَ الـغِـزلانِ فــي الــوَادِ كُـمَّـنٌ..وَهُـنّ مَـعَ العِقبـانِ فــي النِّـيـقِ حُــوَّمُ إذا جَـلَــبَ الــنّــاسُ الـوَشـيــجَ فــإنّــهُ..بِــهِـــنّ وَفــــــي لَـبّـاتِــهِــنّ يُــحَــطَّــمُ بغُرّتِـهِ فـي الحَـربِ والسّلْـمِ والحِجَـى..وَبَـذلِ اللُّهَـى وَالحمـدِ وَالمجـدِ مُعـلِـمُ يُــقِــرُّ لَــــهُ بـالـفَـضـلِ مَــــن لا يَــــوَدُّهُ..وَيَقـضِـي لَــهُ بالسّـعـدِ مَــن لا يُـنَـجِّـمُ أجَـــارَ عـلــى الأيّـــامِ حـتــى ظَنَـنْـتُـهُ..يُـطـالِـبُــهُ بــالـــرّدّ عَــــــادٌ وَجُـــرهُـــمُ ضَـــلالاً لـهــذِي الـرّيــحِ مـــاذا تُــرِيــدُهُ..وَهَـديــاً لـهــذا الـسّـيـلِ مـــاذا يُـؤمِّــمُ ألــم يَـسـألِ الـوَبْـلُ الـــذي رامَ ثَنْـيَـنَـا..فَـيُـخـبـرَهُ عَــنْــكَ الـحَـديــدُ الـمُـثَـلَّــمُ وَلــمّــا تَـلَـقّــاكَ الـسّــحــابُ بـصَــوبِــهِ..تَـلَـقَّـاهُ أعـلــى مـنــهُ كَـعْـبــاً وَأكْــــرَمُ فَبَـاشَـرَ وَجْـهـاً طالَـمَـا بَـاشَــرَ الـقَـنَـا..وَبَــــلّ ثِـيـابــاً طـالَـمَــا بَـلّــهَــا الـــــدّمُ تَـــلاكَ وَبَـعــضُ الـغَـيـثِ يَـتـبَـعُ بَـعـضَـهُ..مِــنَ الـشّـأمِ يَتْـلُـو الـحـاذِقَ المُتَعَـلِّـمُ فــزارَ الـتـي زارَت بــكَ الخَـيـلُ قَبـرَهـا..وَجَشّـمَـهُ الـشّــوقُ الـــذي تَتَـجَـشّـمُ وَلـمّـا عَـرَضـتَ الجَـيـشَ كــانَ بَـهَـاؤهُ.. على الفَارِسِ المُرخى الذؤابةِ منهُمُ حَـوَالَـيْــهِ بَــحْــرٌ للتّـجـافـيـفِ مَــائِـــجٌ..يَسـيـرُ بــهِ طَــودٌ مِــنَ الـخَـيـلِ أيْـهَــمُ تَـسَــاوَت بـــهِ الأقْـطــارُ حـتــى كـأنّــهُ..يُـجَـمِّــعُ أشْــتــاتَ الـجِـبــالِ ويَـنْــظِــمُ وكُــلُّ فَـتًــى لـلـحَـربِ فَـــوقَ جَبـيـنِـهِ..مـنَ الـضّـربِ سَـطْـرٌ بالأسـنّـةِ مُعـجَـمُ يَـمُــدُّ يَـدَيْــهِ فـــي المُـفـاضَـةِ ضَـيْـغَـمٌ..وَعَيْنَـيْـهِ مـــن تَـحــتِ التّـريـكـةِ أرقَـــمُ كَـأجْـنَـاسِـهَـا رايـاتُــهَــا وَشِــعــارُهَــا..وَمَـــا لَبِـسَـتْـهُ وَالـسّــلاحُ الـمُـسَـمَّـمُ وَأدّبَــهَـــا طُـــــولُ الـقِــتــالِ فَــطَــرفُــهُ..يُـشـيـرُ إلَـيْـهَـا مِـــن بَـعـيــدٍ فَـتَـفْـهَـمُ تُجـاوِبُـهُ فِـعْـلاً وَمــا تَـسْـمَـعُ الـوَحَــى..وَيُسْـمِـعُـهـا لَـحْــظــاً ومـــــا يَـتَـكَـلّــمُ تَـجـانَــفُ عَــــن ذاتِ الـيَـمـيـنِ كـأنّـهَــا..تَــــــــرِقّ لِـمَـيّـافَـارَقــيــنَ وَتَــــرحَــــمُ وَلَـــو زَحَـمَـتْـهَـا بالـمَـنـاكِـبِ زَحْــمَــةً..دَرَت أيُّ سورَيـهـا الضّـعـيـفُ الـمُـهَـدَّمُ عـلـى كُــلّ طـــاوٍ تَـحْــتَ طـــاوٍ ..كَـأنّــهُمن الدّمِ يُسقـى أو مـن اللّحـم يُطعَـمُ لهـا فـي الوَغَـى زِيّ الفَـوارِسِ فَوقَـهَـا..فــــكُــــلّ حِــــصــــانٍ دارِعٌ مُــتَــلَــثّــمُ ومـا ذاكَ بُخْـلاً بالنّـفُـوسِ عـلـى القَـنَـا..وَلَـكِـنّ صَـــدْمَ الـشّــرّ بـالـشّـرّ أحـــزَمُ أتَحْسَـبُ بِـيـضُ الهِـنـدِ أصـلَـكَ أصلَـهـا..وَأنّـــكَ مـنـهــا ؟ سَــــاءَ مــــا تَـتَـوَهّــمُ إذا نَـحْــنُ سَمّـيْـنـاكَ خِـلْـنَـا سُيُـوفَـنَـا..مــنَ التّـيـهِ فـــي أغْـمـادِهـا تَتَـبَـسّـمُ وَلــم نَــرَ مَـلْـكـاً قَـــطّ يُـدْعَــى بـدُونِــهِ..فـيَـرضَـى وَلـكِــنْ يَـجْـهَـلُـونَ وتَـحـلُــمُ أخَــــذْتَ عــلــى الأرواحِ كُــــلّ ثَـنِــيّــةٍ..مـن العيـشِ تُعطـي مَـن تَشـاءُ وَتحـرِمُ فَــلا مَــوتَ إلاّ مِـــن سِـنـانِـكَ يُـتّـقَـى..وَلا رِزقَ إلاّ مِـــــن يَـمـيـنِــكَ يُـقْــسَــمُ
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 18:42 | |
| ثالثا مديح الأمراء والوزراء والوجهاء:
اتصل الشعراء بالأمراء والوزراء والأشراف أكثر من اتصالهم بالملوك والخلفاء ، ذلك أنه لم يكن متيسرا للشاعر أن يدخل إلى أبواب الملوك والخلفاء قبل أن يحظى بلقاء من هم أدنى مرتبة منهم ، فقد مدح" النابغة الذبياني"في أول الأمر قائد الحارث الغساني ، كما مدح "زهير بن أبي سلمى" هرم بن سنان والحارث بن عوف حين أصلحا بين قبيلتي عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء ، يقول في أحد ممدوحيه :
تــراه إذا مــا جـئـتـه متـهـلـلا...كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وقد أعجبت هذه الصورة المتأخرين فكرروها في شعرهم. أما "الأعشى"فقد مدح كثيرا وكان أول من سأل بشعره ، فإن ممدوحه قوي معطاء يهب المال حين يشتد القحط في زمن الشتاء وتهزل المرضعات من الأنعام.
ثم يأتي عصر بني أمية ويكثر فيه العمال والولاة والوجهاء ، فيتوزع الشعراء عليهم مادحين ، وقد مدح"الفرزدق"كثيرا من هؤلاء من أمثال الحجاج بن يوسف الثقفي وخالد بن عبد الله القسري.
ولما جاء العصر العباسي توزعت المناصب وكثرت الأمارات والوزارات ، فانصرف الشعراء إلى هؤلاء الوجهاء والسادة يمدحون طالبين قضاء الحاجة وبلوغ الأرب ، وقد أصبح المديح حرفة ومهنة يبذل صاحبها ماء الوجه في سبيل المال.
لقد أسقط المديح الشعر عن عرشه وأسقط معه الشاعر قائله ، بعد أن كان الشاعر صاحب المقام الرفيع والعرش العالي ، حيث كانت القبائل تهنيء نفسها بولادة الشاعر وتقوم وتقعد لقوله.
ثم جاء"أبو تمام"وقدس البطولة في أروع صورها على الطريقة التقليدية فأجاد وابتكر، يقول في ممدوحه :
كريم متى أمدحه ، أمدحه والـورى...معي ، ومتى ما لمته ، لمته وحدي
أويصف ممدوحه قائلا :
إقدام عمرو في سماحة حاتم...في حلم أحنف ، في ذكاء إياس
وجاء من بعده" البحتري" فاقتفى آثار أستاذه "أبو تمام" وجعل من ممدوحيه مشاعل تضيء في الكرم فتطفيء الكواكب ، ومثله"ابن الرومي"الذي غالى وأسرف في القول حتى جعلنا نتساءل : هل نؤمن بما يقوله هؤلاء الشعراء ؟؟؟
إلى أن جاء"المتنبي" فبلغ بهذه المغالاة درجة جعلنا نصدق معها أن هؤلاء الممدوحين كانوا دائما هم المنتصرين في الحروب ولا يعرفون للهزيمة مكانا.
وقد انتقلت تلك العدوى إلى القرن العشرين حتى رأينا"أحمد شوقي" يردد(وما الجيش إلا ربه حين ينسب)،فسار هو نفسه على خطة هؤلاء في وصفه الوزراء والقواد.
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 19:19 | |
| مقتطفات من مديح الوزراء والوجهاء والأمراء :
الفرزدق في مدح زين العابدين :
هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس (38 هـ / 658م - 110 هـ / 728م). ولد في البصرة ويعود نسبه إلى سلالة مضر بن نزار من تميم في نجد في جزيرة العرب. شاعر من النبلاء وعظيم الأثر في اللغة وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه. لقبه الفرزدق ، ومعناها الرغيف ، لقب بذلك لجهامة كانت في وجهه ، وقيل لقبح ودمامة ، إذ كان وجهه كالرغيف المحروق. يعد الفرزدق من شعراء الطبقة الأولى ، يقال"لولا الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب ، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس" ، يقول الفرزدق في مدح زين العابدين :
هَـــذا الّـــذي تَــعــرِفُ الـبَـطْـحـاءُ وَطْــأتَــه...وَالـبَــيْــتُ يـعْــرِفُــهُ وَالـــحِـــلُّ وَالـــحَـــرَمُ هــــذا ابــــنُ خَــيـــرِ عِــبـــادِ الله كُـلّــهِــمُ...هـــذا الـتّـقـيّ الـنّـقـيّ الـطّـاهِـرُ الـعَـلَــمُ هـــذا ابـــنُ فـاطـمَـةٍ، إنْ كُـنْــتَ جـاهِـلَـهُ...بـجَـــدّهِ أنْــبِــيَـــاءُ الله قَـــــــدْ خُــتِــمُـــوا وَلَـيْــسَ قَــوْلُــكَ : مَــــن هــــذا؟ بـضَـائــرِه...الـعُــرْبُ تَـعــرِفُ مــــن أنــكَــرْتَ وَالـعَـجــمُ كِـلْـتــا يَــدَيْـــهِ غِــيَـــاثٌ عَـــــمَّ نَـفـعُـهُمَـا...يُـسْـتَـوْكَـفــانِ ، وَلا يَـعــرُوهُــمــا عَـــــــدَمُ سَـهْــلُ الخَلِـيـقَـةِ ، لا تُـخـشــى بَــــوَادِرُهُ...يَزِيـنُـهُ اثـنـانِ : حُـسـنُ الـخَـلـقِ وَالـشّـيـمُ حَــمّــالُ أثــقـــالِ أقـــــوَامٍ ، إذا افـتُــدِحُــوا...حُـلــوُ الشّـمـائـلِ، تَـحـلُــو عــنــدَهُ نَــعَــمُ مـــا قــــال : لا قــــطُّ ، إلاّ فــــي تَـشَـهُّــدِهِ...لَـــــوْلا الـتّـشَــهّــدُ كـــانَـــتْ لاءَهُ نَـــعَـــمُ عَـــمَّ الـبَـرِيّــةَ بـالإحـســانِ ، فانْـقَـشَـعَـتْ...عَـنْـهــا الـغَـيـاهِـبُ والإمْــــلاقُ والــعَـــدَمُ إذ رَأتْــــــهُ قُـــرَيْــــشٌ قـــــــال قـائِــلُــهــا :...إلــــى مَــكَــارِمِ هــــذا يَـنْـتَـهِـي الــكَـــرَمُ يُغْـضِـي حَـيــاءً ، وَيُـغـضَـى مـــن مَهـابَـتِـه...فَـــمَـــا يُــكَــلَّــمُ إلاّ حِـــيــــنَ يَـبْــتَــسِــمُ بِــكَــفّـــهِ خَـــيْــــزُرَانٌ رِيـــحُــــهُ عَــــبِــــقٌ..مـــن كَـــفّ أرْوَعَ، فـــي عِرْنِـيـنِـهِ شـمَــمُ يَـــكـــادُ يُـمْـسِــكُــهُ عِـــرْفـــانَ رَاحَـــتِــــهِ...رُكْـــنُ الحَـطِـيـمِ إذا مــــا جَــــاءَ يَـسـتَـلِـمُ الله شَــــرّفَـــــهُ قِــــدْمـــــاً، وَعَـــظّـــمَـــهُ...جَـــرَى بِـــذاكَ لَـــهُ فـــي لَـوْحِــهِ الـقَـلَــمُ أيُّ الـخَـلائِــقِ لَـيْـسَــتْ فــــي رِقَـابِــهِــمُ..لأوّلِــــيّــــةِ هَــــــــذا، أوْ لَــــــــهُ نِــــعــــمُ مَـــــن يَـشــكُــرِ الله يَـشــكُــرْ أوّلِـــيّـــةَ ذا...فـالـدِّيـنُ مِـــن بَـيــتِ هـــذا نَـالَــهُ الأُمَـــمُ يُنـمـى إلــى ذُرْوَةِ الـدّيـنِ الـتـي قَـصُــرَتْ...عَـنـهـا الأكـــفُّ، وعـــن إدراكِـهــا الــقَــدَمُ مَــــنْ جَــــدُّهُ دان فَــضْــلُ الأنْـبِـيــاءِ لَـــــهُ...وَفَــضْـــلُ أُمّــتِـــهِ دانَـــــتْ لَـــــهُ الأُمَـــــمُ مُـشْـتَـقّــةٌ مِـــــنْ رَسُـــــولِ الله نَـبْـعَــتُــهُ...طَــابَــتْ مَـغـارِسُــهُ والـخِـيــمُ وَالـشّــيَــمُ يَنْـشَـقّ ثَــوْبُ الـدّجَـى عـــن نـــورِ غـرّتِــهِ...كالشمـس تَنجـابُ عـن إشرَاقِـهـا الظُّـلَـمُ مـــن مَـعـشَـرٍ حُـبُّـهُـمْ دِيـــنٌ، وَبُغْـضُـهُـمُ...كُــفْـــرٌ، وَقُـرْبُــهُــمُ مَـنــجــىً وَمُـعـتَـصَــمُ مُـــقَـــدَّمٌ بـــعـــد ذِكْـــــــرِ الله ذِكْـــرُهُــــمُ...فـــي كـــلّ بَـــدْءٍ، وَمَـخـتـومٌ بـــه الـكَـلِــمُ إنْ عُـــدّ أهْـــلُ الـتّـقَـى كــانــوا أئِـمّـتَـهـمْ...أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم لا يَـسـتَـطـيـعُ جَـــــوَادٌ بَــعـــدَ جُـــودِهِـــمُ...وَلا يُــدانِــيــهِــمُ قَــــــــوْمٌ، وَإنْ كَــــرُمُــــوا هُــــمُ الـغُـيُــوثُ، إذا مــــا أزْمَــــةٌ أزَمَــــتْ...وَالأُسـدُ أُسـدُ الشّـرَى، وَالـبـأسُ محـتـدمُ لا يُنـقِـصُ العُـسـرُ بَـسـطـاً مـــن أكُـفّـهِـمُ...سِــيّــانِ ذلــــك: إن أثَــــرَوْا وَإنْ عَــدِمُـــوا يُـسـتـدْفَـعُ الــشــرُّ وَالـبَـلْــوَى بـحُـبّـهِــمُ...وَيُـسْــتَــرَبّ بِـــــهِ الإحْــسَـــانُ وَالــنِّــعَــمُ
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 19:55 | |
| إبراهيم اليازجي يمدح صبحي باشا :
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ أن أبيه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي.
يعتبر إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تم تلقى تعليم ممتاز منذ نعومة أظفاره.
أهل لأن يناقش أساتذة كبار في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول إنتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمره ، فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية واكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.
يقول إبراهيم اليازجي في مدح صبحي باشا :
أمنـازل الأحـبـاب مــا فـعـل الألــى...كــنـــا عـهـدنــاهــم بــربــعــك أولا وعــلام تـنـزلـك الـركــاب طـلائـحـاً...أتـــرى تــصــادف للـتـقـيـة مــنــزلا مـا تصلحيـن لغـيـر وقـفـة عـاشـق...يـدعــو فـيـرجـع خـاشـعـاً مـتـذلـلا لله دمعـي فــي حـمـاك وصبـوتـي...أرأيــــت قـبـلــي نـائـحــاً مـتــغــزلا وخفوق قلبي بالشجون فهل تـرى...يبغـي لحـاق الحـي حيـث تحـمـلا هـيـهـات دون الـراحـلـيـن مــفــاوز...يمسـي بهـا طـرف القطـاة مضـلـلا وعلـى الهـوادج كـل سـيـف لامــع...أتــــرى يــحــاول بـيـنـهـا مـتـخـلـلا الله أكــبــر يــــا نــيــاق تـركـتـنـي...بالشوق أحير منك فـي تلـك الفـلا خلفـت لــي مــا تشتهـيـن قليـلـة...مـن مــاء دمــع لا يــزال مسلـسـلا أبـــداً أحـــن ولا حـنـيـنـك هـائـمــاً...أسقي المرابع دمعي المسترسلا حـالــت ليـالـيـنـا فــبــدل طـيـبـهـا...شـجـوا وشــأن الـدهـر أن يـتـبـدلا وأرتـنــي الأحـــداث كـــل غـريـبــة....تـركـت قـذالـي كالثغـامـة أشـعــلا ونبذت صبري في الخطوب فزدنني...نـصـبـاً فألـفـيـت التـصـبـر أجــمــلا محـن أرقـت بهـا فـلـم أنـفـك فــي...لـيـل مــن الغـمـرات أدهــم ألـيــلا حتى تجلى وجه صبحـي فانجلـى...وجــه الأمـانــي مـشـرقـاً متـهـلـلا وتساقطت شهـب النحـوس أوافـلاً...لـمــا رأيـــن الـلـيـل أدبـــر مـجـفـلا أحـبـب بطلعـتـه وشـمـس خـلافـة...بعـثـت بـــه فـأنــار أجـفــان الـمــلا سطـعـت أشـعـتـه وطـيــب ثـنـائـه...فهـنـاك نــور فـــوق نـــور يجـتـلـى هذا وزير الملـك ذو الشـرف الـذي...يــزري الثـريـا والـسـمـاك الأعـــزلا أمضى مـن السهـم المذلـق نظـرة...فـي كــل مشكـلـة وأفـتـك مقـتـلا وأســد مــن عــرك الأمــور تصـرفـاً...فـي حيـن لا يـجـد اللبـيـب مـعـولا ولــي الـبـلاد فـكـان فيـهـا عـدلــه...ظــلاً وكــان الأمــن فـيـهـا مـنـهـلا أبـــداً يراعـيـهـا بــطــرف ســاهــر....حـلـف الحـفـاظ علـيـه أن لا يغـفـلا فصل الخطاب إذا قضى وإذا انبـرى...يحـكـي بهـمـتـه الـقـضـاء الـمـنـزلا وإذا يـقـوى تـنـاثـرت مـــن لـفـظـه...درر تقـلـدهـا المـعـاصـم والـطـلـى تهـوي النفـوس عليـه مـن الطـافـه...فتـردهـا عـنــه المـهـابـة والـعـلـى وتـشـاهـد الأسـيــاف مـــن آرائـــه...مـــا لـــو تـعـمـد حــدهــا لـتـفـلـلا يـــا زائـــراً بـيــروت قــــد أولـيـتـهـا...فـضـلاً يـحـق لـــه الـتـذكـر والـــولا حــارت فـمـا تــدري اتفـخـر عـــزة...بــك أم تـؤاخـذ بالـقـصـور فتـخـجـلا حــــظ أصـاتـبــه لــديــك وهــكــذا...مـا زال دأبـك فـي الـورى أن تعـدلا فاضـت بــك البـركـات بـيـن ربوعـنـا...حـتــى تـجــاوز فيـضـهـن الـمـأمـلا أجــرت علـيـنـا عـارضــاً مستـقـبـلاً...لاقــي بفضـلـك عـارضـاً مستقـبـلاً وكـســا مرابـعـنـا الـربـيـع مـطـارفـاً...فلبسـتـهـا لــمــا رأيــنــك مـقـبــلا وتبسـمـت تـلــك الـزهــور فكـلـهـا...بـــالـــدر لاح مــقــلــدا ومــكــلـــلا فحـكـت ثـنـاك وذي عجـالـة قـاصـر...لــو راح يقـضـى دهــره لاستعـجـلا حاولـت أن أثـنـي علـيـك فخانـنـي...قـلــم أراه غــــدا بـكـفــى مــغــزلا فـرايـت مـدحــك لا تـفـيـه عـبــارة...ورأيـــت مـــدح الأكـثـريـن تـمـحــلا وعذلـت تقصـيـري بوصـفـك عـاجـزاً...وعـلـمـتــه فـعـذرتـنــي مـتـفـضــلا ولعـل عجـزي فـي مديحـك نـاطـق...عـنـي بأفـصـح مــن ثـنـاي وأطــولا والصبـح أوضـح مــن مقـالـة قـائـل...لاح الـصـبـاح إذا تــألــق وانـجـلــى
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 20:16 | |
| رابعا مديح العلماء والأدباء :
لقد تغنى الشعراء بشعرهم فصوروه منتقلا عبر كل لسان ، جديرا بالخلود بينما شعر غيرهم هو صدى لشعرهم ، يقول المتنبي :
ومـا الدهـر إلا مــن رواة قصـائـدي...إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا فسـار بـه مــن لا يسـيـر مشـمـرا...وغـنـى بــه مــن لا يغـنـي مـغـردا
وحين قال الشعراء الشعر في غيرهم من الأدباء والكتاب والشعراء والعلماء ، أجادوا في مدحهم ، فأثنوا على قوة البيان وروعة الأدب وفضيلة العلم ، فقد مدح"بشار بن برد"واصل بن عطاء ، وكان يلثغ بالراء ، لكنه في خطبه يتخلص منها ببراعته ، يقول فيه :
فـقــام مـرتـجـلا تـغـلـي بـداهـتـه...كمرجـل القيـن لمـا حـف باللهب
وجانب الـراء لـم يشعـر بهـا أحـد قبل التصفح والإغراق في الطلب.
وقال "أبوتمام"يمدح الكاتب والشاعر "محمد بن عبد الملك الزيات" :
لــك القـلـم الـعـلـى الـــذي بشـبـاتـه..تصـاب مــن الأمــر الكـلـى والمفـاصـل إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغ...تعلـيـه شـعـاب الفـكـر وهــي حـوافـل أطـاعـتـه أطــــراف الـقـنــا وتـقـوضــت...لـنـجـواه تـقـويـض الـخـيـام الجـحـافـل
وقال "المتنبي"في مدح علي بن عامر الأنطاكي وكان ضليعا في أصناف العلوم والنجوم والأدب :
دعاني إليك العلم والحلم والحجا...وهذا الكلام النظـم والنائـل النثـر
أما "الشريف الرضي"فقد مدح "الصاحب إسماعيل بن عباد"فراى قلمه أمضى من السيوف العوالي ، يقول :
لك القلم الماضي الذي لو قرنته...بجري العوالي كان أجرى وأجودا
ونرى أن هذا اللون من المديح قد زاد وانتشر في القرن التاسع عشر والقرن العشرين ، فنرى "حافظ إبراهيم"يمدح الإمام"محمد عبده"فالتف الناس من حوله كأنه عمر بن الخطاب أو عليّ بن أبي طالب ، كما مدح "شوقي"كثيرا من العلماء والأدباء. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 20:29 | |
| مقتطفات من مديح العلماء والأدباء :
المتنبي يمدح ابن العميد:
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد ، أبو الطيب الجعفي الكوفي ، ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق ، وعاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب ، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها ، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية.
فيوصف بأنه نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي.
وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك ، ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة ، تمثل عنواناً لسيرة حياته ، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير.
قال الشعر صبياً ، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات .. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
يقول المتنبي في ابن العميد:
بَــادٍ هَــوَاكَ صَـبَـرْتَ أمْ لــم تَصْـبِـرَا....وَبُكاكَ إن لـم يَجْـرِ دمعُـكَ أو جَـرَى كـمْ غَـرّ صَبـرُكَ وَابتسامُـكَ صَاحِبـاً....لمّـا رَآهُ وَفـي الحَشَـا مَــا لا يُــرَى أمَـــرَ الــفُــؤادُ لِـسَـانَــهُ وَجُـفُـونَــهُ....فَكَتَمْنَـهُ وَكَفَـى بجِسْـمِـكَ مُخـبِـرَا تَعِـسَ المَهَـاري غَيـرَ مَـهْـرِيٍّ غَــدَا....بـمُـصَـوَّرٍ لَـبِــسَ الـحَـرِيـرَ مُــصَــوَّرا نَافَسْـتُ فِيـهِ صُـورَةً فــي سِـتْـرِهِ....لَـوْ كُنْتُـهَـا لخَفـيـتُ حـتـى يَظْـهَـرَا لا تَـتـرَبِ الأيْــدي المُقيـمَـةُ فَـوْقَـهُ....كِسـرَى مُقـامَ الحاجِبَيـنِ وَقَيـصَـرَا يَقِيَـانِ فــي أحَــدِ الـهَـوَادِجِ مُقْـلَـةً....رَحَلَـتْ وَكـانَ لهـا فُــؤادي مَحْـجِـرَا قـد كُنـتُ أحْـذَرُ بَيْنَهُـمْ مــن قَبْـلِـهِ...لَــوْ كــانَ يَنْـفَـعُ خائِـفـاً أنْ يَـحــذَرَا وَلَـوِ استَطَعـتُ إذِ اغْتَـدَتْ رُوّادُهـمْ....لمَنَـعْـتُ كُــلَّ سَحَـابَـةٍ أنْ تَـقْـطُـرَا فإذا السّحـابُ أخـو غُـرابِ فِراقِهِـمْ....جَعَـلَ الصّـيـاحَ بِبَيْنِـهِـمْ أن يَمـطُـرَا وَإذا الحَمَـائِـلُ مــا يَـخِـدْنَ بنَـفْـنَـفٍ....إلاّ شَـقَـقْـنَ عَـلَـيـهِ ثَـوْبــاً أخـضَــرَا يَحْمِـلْـنَ مِـثْــلَ الـــرّوْضِ إلاّ أنّـهــا....أسْـبَـى مَـهَـاةً للـقُـلُـوبِ وَجُـــؤذُرَا فَبِلَحْظِهَـا نَكِـرَتْ قَنَـاتـي رَاحَـتـي....ضُعْـفـاً وَأنْـكَـرَ خاتَـمـايَ الخِـنْـصِـرَا أعطَـى الزّمـانُ فَمَـا قَبِلْـتُ عَطَـاءَهُ....وَأرَادَ لــــي فـــــأرَدْتُ أنْ أتَـخَــيّــرَا أرَجَــــانَ أيّـتُـهَــا الـجِــيَــادُ فــإنّـــهُ....عَزْمي الذي يَذَرُ الوَشيـجَ مُكَسَّـرَا لوْ كُنتُ أفعَـلُ مـا اشتَهَيـتِ فَعَالَـهُ....مـا شَـقّ كَوْكَبُـكِ العَجـاجَ الأكــدَرَا أُمّــي أبَــا الفَـضْـلِ المُـبِـرَّ ألِـيّـتـي...لأُيَـمّـمَــنّ أجَــــلّ بَــحْــرٍ جَــوْهَــرَا أفْتَـى برُؤيَتِـهِ الأنَـامُ وَحَــاشَ ....لــيمِــنْ أنْ أكــونَ مُقـصّـراً أوْ مُـقـصِـرَا صُغْـتُ الـسّـوَارَ لأيّ كَــفٍّ بَـشّـرَتْ....بـابــنِ العَـمـيـدِ وَأيّ عَـبْــدٍ كَــبّــرَا إنْ لــمْ تُغِثْـنـي خَيْـلُـهُ وَسِـلاحُـهُ....فمَتى أقُودُ إلـى الأعـادي عَسكَـرَا بـأبـي وَأُمّــي نَـاطِـقٌ فــي لَفْـظِـهِ...ثَمَـنٌ تُبَـاعُ بــهِ القُـلُـوبُ وَتُشـتـرَى مَـنْ لا تُرِيـهِ الـحَـرْبُ خَلـقـاً مُقْـبِـلاً....فـيـهــا وَلا خَــلْــقٌ يَــــرَاهُ مُــدْبِــرا خَنْثى الفُحُولِ مـن الكُمـاةِ بصَبْغِـهِ....مَـا يَلْبَسُـونَ مـنَ الحديـدِ مُعَصْفَـرا يَتَكَسّـبُ القَصَـبُ الضَّعيـف بكَـفّـهِ....شَرَفـاً علـى صُـمِّ الرّمَـاحِ وَمَفْخَـرَا وَيَبِـيـنُ فِيـمَـا مَـــسّ مِـنْــهُ بَـنَـانُـهُ....تِيـهُ المُـدِلِّ فَـلَـوْ مَـشَـى لَتَبَخْـتَـرا يـــا مَــــنْ إذا وَرَدَ الــبِــلادَ كِـتـابُــهُ....قبلَ الجُيُوشِ ثَنى الجُيـوشَ تحَيُّـرَا أنــتَ الوَحـيـدُ إذا رَكِـبْـتَ طَـرِيـقَـةً....وَمَـنِ الرّديـفُ وقـد ركبـتَ غضَنْفَـرَا قَطَـفَ الرّجـالُ القَـوْلَ وَقــتَ نَبَـاتِـهِ....وَقَطَـفْـتَ أنْــتَ الـقَـوْلَ لـمّــا نَـــوّرَا فَهُوَ المُتَبَّـعُ بالمَسامِـعِ إنْ مضَـى....وَهـوَ المُضَـاعَـفُ حُسـنُـهُ إنْ كُــرِّرَا وَإذا سَـكَـتَّ فــإنّ أبْـلَــغَ خَـاطِــبٍ....قَـلَـمٌ لــكَ اتّـخَــذَ الأنَـامِــلَ مِـنْـبَـرَا وَرَسـائِـلٌ قَـطَـعَ الـعُـداةُ سِحـاءَهَـا....فَــــرَأوْا قَــنــاً وَأسِــنَّــةً وَسَــنَــوّرا فدَعاكَ حُسَّدُكَ الرّئيسَ وَأمسكُوا....وَدَعــاكَ خالِـقُـكَ الرّئـيـسَ الأكْـبَـرَا خَلَفَتْ صِفاتُكَ فـي العُيـونِ كلامَـهُ....كالخَـطِّ يَمْـلأُ مِسْمَعَـيْ مَـن أبصَـرا أرَأيْــتَ هِـمّـةَ نَاقَـتـي فــي نَـاقَــةٍ....نَقَلَـتْ يــداً سُـرُحـاً وَخُـفّـاً مُجـمَـرَا تَرَكَـتْ دُخـانَ الرِّمْـثِ فـي أوْطانِهَـا....طَـلَـبـاً لِـقَــوْمٍ يُــوقِــدونَ الـعَـنْـبَـرَا وَتَـكَـرّمَـتْ رُكَبَـاتُـهَـا عَـــن مَـبــرَكٍ....تَقَعَـانِ فيـهِ وَلَيـسَ مِسـكـاً أذفَــرَا فـأتَـتْـكَ دامِـيَــةَ الأظَــــلّ كـأنّـمَــا....حُذِيـتْ قَوَائِمُهـا العَقـيـقَ الأحْـمَـرَا بَــدَرَتْ إلَـيْـكَ يَـــدَ الـزّمــانِ كَـأنّـهَـا....وَجَـدَتْـهُ مَشـغُـولَ اليَـدَيـنِ مُفـكّـرَا مَـنْ مُبـلِـغُ الأعــرابِ أنّــي بَعْـدَهـا....جالَسـتُ رِسطالِيـسَ وَالإسكَنـدَرَا وَمَلِلْـتُ نَحْـرَ عِشـارِهَـا فأضَافَـنـي....مَنْ يَنحَـرُ البِـدَرَ النُّضَـارَ لِمَـنْ قـرَى وَسَمِعْـتُ بَطليمـوسَ دارِسَ كُتبِـهِ....مُـتَـمَـلّـكــاً مُـتَـبَــدّيــاً مُـتَــحَــضّــرَا وَلَـقـيـتُ كُـــلّ الفَاضِـلِـيـنَ كـأنّـمَـا....رَدّ الإلــــهُ نُـفُـوسَـهُـمْ وَالأعْــصُـــرَا نُسِقُوا لَنَا نَسَقَ الحِسابِ مُقَدَّمـاً....وَأتَـــى فـذلِــكَ إذْ أتَـيْــتَ مُــؤخَّــرَا يَــا لَـيْـتَ باكِـيَـةً شَجَـانـي دَمْعُـهَـا....نَظَـرَتْ إلَيـكَ كَـمـا نَـظَـرْتُ فتَـعـذِرَا وَتَــرَى الفَضـيـلَـةَ لا تَـــرُدّ فَضِـيـلَـةً....الشّمسَ تُشرِقُ وَالسحابَ كنَهْوَرَا أنَا من جَميـعِ النّـاسِ أطيَـبُ مَنـزِلاً....وَأسَـــرُّ رَاحِــلَــةً وَأرْبَــــحُ مَـتْـجَــرَا زُحَــلٌ عـلـى أنّ الكَـوَاكـبَ قَـوْمُــهُ....لَـوْ كـانَ منـكَ لكـانَ أكْـرَمَ مَعْشَـرَا
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 20:56 | |
| خامسا مديح الأوطان والبلدان:
1-مديح الأوطان:
أحب الإنسان الأرض التي عاش عليها سواء أكانت قاحلة أم خصبة ، لأنها رافقت عهدا من عهود حياته ، وعرفت شطرا من أيام عمره ، فحن إليها وهو بعيد واطمأن إليها وهو قريب ، وقد اشتهر العرب في هذا المديح منذ الجاهلية ومازالوا حتى اليوم ، يقول الشاعر "أحمد بن يحي"-أحد شعراء العرب القدامى-في بلاده التي أحبها :
أحــب بــلاد الله مـــا بـيــن مـنـعـج...إلى دار سلمى أن يصوب سحابها بـلاد بهـا حــل الشـبـاب تمائـمـي...وأول أرض مـــس جـلــدي تـرابـهـا
وقد تبدلت نظرة الشاعر العربي إلى الوطن مع تقدم الأجيال ، فإذا بـ"أبي تمام" يعبر عن حبه لوطنه بقوله :
بالشام قومي وبغداد الهوى وأنا...بالرقمتين وبالفسطـاط إخوانـي
وقد عبر الشعراء الذين غادروا ديارهم عن شوقهم إلى تلك الديار وبكوا لبعدهم عنها كما فعل"شوقي" ، حين يقول :
وطنـي لـو شغلـت بالخلـد عنـه...نازعتني إليه في الخلد نفسي شهد الله لم يغـب عـن جفونـي..شخصه ساعة ولم يخل حسي
والشعر الوطني كثير في الأدب العربي لا يمكن حصره ، وإنما نشير إلى أن الوطن العربي قد مرت به هزات عنيفة على مر الأجيال ، فقد غادر العرب الأندلس بما فيها من قصور بنوها وبما تمتاز به من مناخ ، فبكوها بكاء لا ينقطع ورثوها في أشعارهم.
وقد نكب العرب بهجمات الترك والمغول فهجروا ديارهم ومدحوا أوطانهم مديحا اختلطت فيه المدامع بالأشواق والتنهدات.
2-مديح البلدان :
تعلق الشعراء منذ القدم بحواضر ومدن وبلدان معينة فامتدحوها في شعرهم وسالت فيها عواطفهم حبا وإعجابا ، فمالوا إلى مكة والمدينة وقالوا فيهما شعرا هو أقرب إلى الشعر الديني ، وقال الشعراء في مدينة بغداد شعرا كثيرا لأنها ظلت طويلا موطن الملك ومحط الأنظار، يقول فيها"ابن زريق":
هيهـات بغـداد الدنيـا بأجمعـهـا....عندي وسكان بغداد هم الناس
وقيل الشعر الكثير في مدينة حلب ودمشق و مصر وغيرها من البلدان العربية ، وقد اشتهر "الصنوبري"بمدح البلدان ، فأشاد بحلب ووصفها في قصيدة طويلة ، يقول فيها:
فاخري يا حلب المدن يـزد جاهـك جاهـا فلعمري إن تك المدن رخاخا كنت شاها
والشعراء المحدثون مدحوا البلدان ، فأثنوا على ما رأوا فيها داخل الوطن وخارجه من جمال ، قال "شوقي"مادحا بردي :
جرى وصفق يلقانا بها برديكما ...تلقاك دون الخلد رضوان
ومدح كثير من شعرائنا مدنا في البلاد العربية كالبصرة وبغداد ، كما مدح شعراء المهجر مولد عبقريتهم فعاجوا بالذكرى إلى أوطانهم وصاغوا في حنينهم إليها ذوب عاطفتهم ورقيق شعرهم. | |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 21:52 | |
| مقتطفات من مديح الأوطان والبلدان :
حافظ إبراهيم يمدح مصر والشام :
ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط وهي قرية بمحافظة أسيوط من أب مصري وأم تركية.
توفي والداه وهو صغير، أتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم ، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب.
كان حافظ إبراهيم إحدى عجائب زمانه ، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته التي قاومت السنين ولم يصبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هي عمر حافظ إبراهيم ، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان ، وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالرواية التي سمع القارئ يقرأ بها.
يقول حافظ إبراهيم :
لـمِـصـرَ أم لـرُبُــوعِ الـشَّــأمِ تَنْـتَـسِـبُ....هُنـا العُـلا وهُنـاكَ المجـدُ والحَـسَـبُ رُكْـنـانِ للـشَّـرْقِ لا زالَـــتْ رُبُوعُـهُـمـا....قَـلْـبُ الـهِـلالِ عليـهـا خـافِـقٌ يَـجِــبُ خِـدْرانِ للضّـادِ لَـم تُهْـتَـكْ سُتُورُهُـمـا...ولا تَــحَــوَّلَ عـــــن مَـغْـنـاهُـمـا الأدَبُ أمُّ الـلُّـغـاتِ غَـــداة َ الـفَـخْــرِ أَمُّـهُـمــا...وإنْ سَـأَلْــتَ عـــن الآبــــاءِ فـالـعَــرَبُ أَيَـرْغَـبـانِ عـــن الحُـسْـنَـى وبَيْنَـهُـمـا....فـي رائِعـاتِ المَعالـي ذلــك النَّـسَـبُ ولا يَــمُــتّــانِ بـالـقُــربــى وبـيـنَـهُـمــا....تلـكَ القَرابـة لَـمْ يُقْطَـعْ لهـا سَـبَـبُ؟ إذا ألَــمَّــتْ بــــوادي الـنِّـيــلِ نــازِلَــة....باتَـتْ لهـا راسِـيـاتُ الـشّـأمِ تَضـطَـرِبُ وإنْ دَعَـا فـي ثَـرَي الأَهْــرامِ ذُو أَلَــمٍ...أَجــابَــهُ فــــي ذُرَا لُـبْـنــانَ مُـنْـتَـحِـبُ لــو أَخْـلَــصَ الِّـنـيـلُ والأرْدُنُّ وُدَّهـمــا...تَصافَـحَـتْ منهـمـا الأمْــواهُ والعُـشُـبُ بالوادِيَـيْـنِ تَمَـشَّـى الفَـخـرُ مِشـيَـتَـه...يَــحُــفُّ ناحـيَـتَـيْـه الــجُــودُ والـــــدَّأَبُ فـســالَ هـــذا سَـخــاءً دونَـــه دِيَــــمٌ...وســالَ هــذا مَـضــاءً دونَـــه الـقُـضُـبُ نسـيـمَ لُبـنـانَ كــم جـادَتْـكَ عـاطِـرَة....مـن الـرِّيـاضِ وكــم حَـيّـاكَ مُنْسَـكِـبُ في الشَّرقِ والغَربِ أنفـاسٌ مُسَعَّـرَةٌ ....تَـهْـفُـو إلـيــكَ وأكـبــادٌ بـهــا لَـهَــبُ لــولا طِــلابُ الـعُـلا لــم يَبتَـغُـوا بَـــدَلاً...مــن طِـيـبِ رَيّــاكَ لـكـنّ الـعُـلا تَـعَـبُ كــم غـــادَة بـرُبُــوعِ الـشّــأمِ بـاكـيَـةٍ ...علـى أَليِـفٍ لهـا يَرْمِـي بـه الطَّلَـبُ يَـمْــضِــي ولا حِـيــلَــة إلاّ عَـزِيـمَـتُــه....ويَنـثَـنـي وحُـــلاهُ الـمَـجـدُ والـذَّهَــبُ يَـكُـرُّ صَــرفُ اللَّـيـالـي عـنــه مُنقَـلِـبـاً....وعَـزْمُـه لـيـسَ يَــدْرِي كـيـفَ يَنْقَـلِـبُ بِـأَرْضِـكُـولُـمْـبَـأَبْــطــالٌ غَـــطــــارِفَــــةٌ.... أسْــدٌ جِـيـاعٌ إذا مــا وُوثِـبُـوا وَثَـبُــوا لَــم يَحْمِـهـمْ عَـلَــمٌ فـيـهـا ولا عُـــدَدٌ....ســوى مَـضـاءٍ تَـحـامَـى وِرْدَهُ الـنُّــوَب أسطُولُهُـمْ أمَـلٌ فـي البَـحـرِ مُرتَـحِـلٌوج....َيْشُهُـمْ عَـمَـلٌ فــي الـبَـرِّ مُغْـتَـرِبُ لـهــم بـكُــلِّ خِـضَــمٍّ مَـســرَبٌ نَـهَــجٌو....فــي ذُرَا كُــلِّ طَــوْدٍ مَسْـلَـكٌ عَـجَـبُ لَــمْ ثَـبْـدُ بـارِقَـة ٌ فــي أفْــقِ مُنْـتَـجَـعٍ....إلاّ وكــــان لــهــا بـالـشــامِ مُـرتَـقِــبُ ما عابَهُـم انّهُـم فـي الأرضِ قـد نُثِـرُوا....فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌ مُـذ كانـت الشُّهُـبُ ولَــمْ يَضِـرْهُـمْ سُــرَاءَ فــي مَناكِبِـهـا...فكـلّ حَـيِّ لـه فـي الـكَـوْنِ مُضْـطَـرَبُ رَادُوا المَناهِلَ فـي الدُّنْيـا ولـو وَجَـدُوا...إلــى المَـجَـرَّة رَكـبـاً صـاعِـداً رَكِـبُــوا أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَـعَ....مَـدُّوا لهـا سَبَبـاً فــي الـجَـوِّ وانتَـدَبُـوا سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ....أمُّ اللُّـغـاتِ بــذاكَ السَّـعْـي تَكْتَـسِـبُ فـأيـنَ كـــان الشَّـآمِـيُّـونَ كـــان لـهــا....عَيْـشٌ جَدِيـدٌ وفَضْـلٌ لـيـسَ يَحْتَـجِـبُ هذي يَدي عـن بنـي مِصـرٍ تُصافِحُكُم....فصافِحُـوهـا تُصـافِـحْ نَفسَـهـا الـعَــرَبُ فمـا الكِنانَـة إلاّ الشـامُ عــاجَ عـلـى....رُبُوعِـهـا مِــنْ بَنِـيـهـا ســـادَة ٌ نُـجُــبُ لـولا رِجــالٌ تَغـالَـوا فــي سِياسَتِـهِـم....مِـنّـا ومِـنْـهُـمْ لَـمَــا لـمُـنْـا ولا عَـتَـبُـوا إِنْ يَكْتُـبـوا لِــيَ ذَنْـبـاً فـــي مَـوَدَّتِـهـمْ....فإنّما الفَخْـرُ فـي الذَّنْـبِ الـذي كَتَبُـوا
| |
|
| |
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: من أغراض الشعر العربي .... المديح الثلاثاء 23 أكتوبر 2012, 22:15 | |
| أحمد شوقي يمدح لبنان :
أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك ملقب بأمير الشعراء (1868[1] - 23 أكتوبر 1932)، شاعر مصري من مواليد القاهرة ، ولد لأب ذي أصول كردية من مدينة السليمانية العراقية وأمه تركية الأصل وكانت جدته لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية ، دخل مدرسة "المبتديان" وأنهى الإبتدائية والثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة ، ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق ابن الخديوي إسماعيل ، أقام في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 يوليو 1893م.
نفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1927م(الأندلس هي إسبانيا حالياً) وبقي في المنفى حتى عام1920.
لقب بأمير الشعراء في سنة 1927م ، وتوفي في 23 أكتوبر 1932م وخلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما.
اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعـرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع ، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس وهي إسبانية و البرتغال حالياً ، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن ، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب والجامعات ، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية ، ونظم في المديح وفي التاريخ.
بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره ، تارة والرثاء والغزل وأجاد في كلها وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي.
تأثر أمير الشعراء بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما موليير و راسين.
يقول أحمد شوقي :
لبنانُ ، مجدكَ في المشارق أوَّلُ...والأَرضُ رابــيــة ٌ وأَنــــتَ سَــنــامُ وبنوك أَلطفُ مِن نسيمِـكَ ظلُّهُـمْ....وأَشــمُّ مِــن هَضَـبَـاتِـك الأَحـــلام أَخرجتَـهـم للعالمـيـن جَحاجِـحـاً....عـربــاً ، وأبـنــاءُ الـكـريــم كــــرامُ بـيـن الـريـاض وبـيـن أفــقٍ زاهــرٍ....طلـع المسـيـحُ علـيـه والإســلام هــذا أديـبـك يحتـفـى بـوسـامـهِ....وبـيـانُــه للـمَـشْـرقَـيْـنِ وِســـــامُ ويُجَـلُّ قــدْرُ قِــلادة ٍ فــي صــدره....ولــه القـلائـدُ سمطـهـا الإلـهــام صــدرٌ حَوالَـيْـه الـجــلالُ، ومِـلــؤهُ....كـرمٌ ، وخشيـة ُ مومـنٍ ، وذمــام حلاَّهُ لإحسانُ الخديـو ، وطالمـا....حـــــلاَّه فــضـــلُ اللهِ والإنـــعـــام لِعُـلاك يـا مُطـرانُ، أَم لنهـاك، أَم ....لخـلالـك التّـشـرفُ والإكـــرام ؟ ! أَم للمـواقـف لــم يَقِفْـهـا ضَيْـغَـمٌ...لولاك لا ضطربـت لـه الأهـرام ؟ ! هذا مقامُ القولِ فيـك ، ولـم يـزلْ...لـك فـي الضمائـر محفـلٌ ومـقـام غـالـي بقيمـتـك الأمـيـر محـمـد....وسـعـى إلـيـك يحـفـه الإعـظــام فـي مجـمـعٍ هــزّ البـيـانُ لــواء....هبــك فـيـه، واعـتـزَّتْ بــك الأَقــلامُ ابــنُ المـلـوكِ تــلا الثـنـاءَ مخـلَّـداً....هيـهـات يـذهـبُ للمـلـوكِ كـــلام فـمـنِ البشِـيـر لبعْلَـبَـكَّ وبينَـهـا....نـسـبٌ تـضــيءُ بـنــوره الأيـــام ؟ يبْلَى المكيـنُ الفخْـمُ مـن آثارهـا....يـومــاً ، وآثـــارُ الخـلـيـل قــيــام ! | |
|
| |
| من أغراض الشعر العربي .... المديح | |
|