حورية44 عضو بارز
عدد المساهمات : 286 نقاط النشاط : 808 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 تاريخ الميلاد : 27/02/1993 العمر : 31 نوع المتصفح :
| موضوع: ...أرجو النقد..تستمر الحياة.. الإثنين 08 أكتوبر 2012, 15:37 | |
| و تستمر الحياة..
....صوت يقترب من الباب...و كنت لازلت احاول النوم ،أضع وسادة فوق رأسي ،أغمض عيناي بشدة كي لا أرى النور المتسلل من النافذة لكن ..صوت الهاتف المزعج يرن...و أحاول أن أتجاهله ..أرفع غطائي لمواصلة النوم ...يرن من جديد ..أنظر بملل الى الساعة ...لقد حان الوقت لكن لازلت أشعر برغبة في النوم فلم أنم البارحة بسبب التخيلات و الكوابيس التي اقتحمت عالمي..حياتي ...منذ قدومي الى هنا...،و صوت أعتبره الهاتف الثاني .. رنينه أكثر ازعاجا من الأول – استيقظي انت متأخرة – أدعي عدم سماعه ..و يتكرر بصوت أعلى –ستتأخرين هيا و الا نزعت الغطاء عنك- كانت ذلك أصعب احساس ..حين تنزع من فوقي غطاءا دافئا تذكرني على اثرها أني متواجدة هنا...و يتملكني شعور بالبرد ...بنقص الأمان أو حتى انعدامه ...و حين تصرخ الصرخة الأخيرة أدرك أني في مسابقة للوقت أو بالأحرى يكون العد التنازلي قد بدأ...رغم ذلك أفتح عيناي بصعوبة مطلقة..لدرجة أني أحس كيف ترتفع جفوني الى الأعلى و كيف تفترق رموشي العليا عن السفلى ...وقبل أن ألقي بأول نظرة الى جدران تلك الغرفة ،أتخيلها ...و أرسم تفاصيلها ..أتمنى أن أجد أي تغيير فيها لكن..أنظر..نفس الجدران الباردة التي أراها كجدران سجن ..تقيد أفكاري...تقتل أحلامي بل لا تسمح حتى برسمها في مخيلتي ...نفس الأسرة المغطاة بلون باهت ...لون رؤيتي له كل صباح طردت من حياتي ألوانها و غدت أيامي دون ألوان...أنظر فوق الطاولة ..كالعادة خبز...حليب..قهوة ...و أسمع صوتها من جديد - ألن تتناولي حليبك-...أنهض من فراشي ببطء شديد لطالما كان يقلقها ،يغضبها...فتدفعني بقوة الى خارج الغرفة ...- أن أسرعي-...ألقي نظرة من النافذة ككل صباح لعلي التقي بالنسيم الذي ينعش أمالي..النسيم الذي فارقته منذ أن وصلت لكن...أضع وجهي تحت الحنفية فما عاد الماء الذي تحمله يداي يكفي لطرد الخمول ، النعاس و الرغبة القاتلة للنوم عني..أرتدي ملابسي بملل ...أحمل حقيبتي بتعب و عياء و كأني أحمل أكياس الطحين فوق ظهري...أفتح الباب ...أضع موسيقى غالبا ما تكون هادئة و حزينة..أرفع الصوت الى اخره حتى لا أتمكن من سماع أي أحد...حتى لا يجرب أحد الحديث معي و ببساطة حتى انسى كل من حولي..أتجاهل المارين من أمامي ...عدم اللمبالاة بالأخرين عنونت ملامح وجهي... أصل الى الباب الخارجي...أتوقع كالعادة تواجد متسولة تحمل بين يديها رضيعا لا أدري ما كان ذنبه ؟ لا أدري هل خرج من ظلمات الرحم ليرى ظلمات الحياة؟؟ ..و بالقرب منها فتاة في عمر الزهور...جالسة تلم رجليها الجامدتين ،أصابع رجليها تظهر من شيء اعتقد أنه يشبه الى حد ما حذاءا مزقتة ابر السم القاتلة التي اخترقت جسم الفتاة و تغلغلت بين حناياها فتسمع صوتا خافتا كأنها أصيبت بانفونزا و كان ذلك الصوت سعالها،كانت تغلق يديهاالصغيرتين تاركة فتحة صغيرة تحاول التنفس داخلها لتجمع بعض الدفىء...شهقاتها...زفيرها..أنفاسها ...لحن حزين تعزفه كل يوم للمارين من امامها ...تضفيه على كلمات أمها الممزوجة بين الدعاء و التوسل –الله ينجحكم..الله يستركم ..قيس شوية خبز لاولادي..-..و كان المارون أمامها كثر ان منح كل واحد منهم دينارا لجمعت ما يكفيها لتقي ولديها شر هذا البرد لكن كانت معظم الأيادي مخفية ...و نادرا ما ألمح يدا تتسلل من الجيب واضعة بين يدي تلك المراة دينارا أو أكثر ..و شدني بريق في عيني تلك الفتاة...لا أدري ان كان بريق حزن كونها وجدت نفسها في شارع تستجدي المحسنين بوجهها البريء ام بريق خوف من عيون المارة و كلماتهم القاسية أن أمها ليست سوى متسولة محترفة أم بريق امل في أنه سيأتي يوم ما و تجد نفسها كأقرانها بين أحضان المدرسة لا بين أحضان الشوارع..تحمل اسم تلميذة و ليس اسم متسولة ... يتبع...
عدل سابقا من قبل حورية44 في الجمعة 28 ديسمبر 2012, 13:42 عدل 1 مرات | |
|
مــيــمــي مساعدة إدارية
عدد المساهمات : 1745 نقاط النشاط : 4423 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 نوع المتصفح :
| |
بلعيـــــد مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 402 نقاط النشاط : 1183 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: ...أرجو النقد..تستمر الحياة.. الثلاثاء 09 أكتوبر 2012, 01:29 | |
| كنت دائما أحب التسكع في أزقة مثل هذه الأمور .
صراحة جعلتِني أغمض عينيً و أتخيل المشهد .
نتفق على شيء .......
.... أنت أكملي ما بدأت فيه و أنا دعيني أبحث عن لغة أخرى
............ فمفردات العربية أظنها استهلكت
......... و حتى إن وُجدت لا تستطيع أن توفيك حقك
............ ممتن لك مبدعة المنتدى ...... أتمنى أن تكوني بخير .............. فأنت حقا تستحقين ...
ســـــــــــــــــــــــــلام
عدل سابقا من قبل مصطفى في الجمعة 26 أكتوبر 2012, 00:31 عدل 1 مرات | |
|
حورية44 عضو بارز
عدد المساهمات : 286 نقاط النشاط : 808 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 تاريخ الميلاد : 27/02/1993 العمر : 31 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: ...أرجو النقد..تستمر الحياة.. الأربعاء 10 أكتوبر 2012, 09:06 | |
| - mimi كتب:
- دائما نرى الإبداع منك أخت حورية
واصلي
بانتظار جديدك ...لا حرمنا الله من كلماتك المشجعة ....ابق بالقرب... ....زادك الله تألقا في سماء المنتدى | |
|
حورية44 عضو بارز
عدد المساهمات : 286 نقاط النشاط : 808 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 تاريخ الميلاد : 27/02/1993 العمر : 31 نوع المتصفح :
| موضوع: رد: ...أرجو النقد..تستمر الحياة.. الأربعاء 10 أكتوبر 2012, 09:14 | |
| | |
|
حورية44 عضو بارز
عدد المساهمات : 286 نقاط النشاط : 808 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 تاريخ الميلاد : 27/02/1993 العمر : 31 نوع المتصفح :
| موضوع: ...و تستمر الحياة (02) تابع أرجو التقييم الخميس 25 أكتوبر 2012, 08:15 | |
| ....أكملت طريقي و أنا أحاول عدم التفكير في ذلك المشهد لأني أصبحت أصاب بقلق ،توتر و رغبة في البكاء و الصراخ ذنب من هذا؟؟..و هربت بأفكاري حتى لا أتيه وسط تساؤلاتي... نظرت للجهة المقابلة للطريق ...و أنا أدرك أني سأجدهم هناك ...مجموعة شباب عملهم اليومي هو التسكع و ملاحقة البنات أو بصفة خاصة بنات الجامعة ....كنت أشعر بملل رهيب ...أحاول الاسراع لأتجاوز هذا الطريق ....لكن كنت أجد صعوبة في المرور بين الطلبة المتجمعين أمام الجامعة ...نظرت لتلك الوجوه ...و تساءلت هل كلهم جاؤوا حقا للدراسة؟؟ و حتى و ان أكملوا دراستهم هل سيسهل عليهم ايجاد عمل و نحن في زمن البطالة؟؟....رفعت ناظري و أنا أدرك المنظر الذي سيزرع الفشل ، العياء و الرغبة في العودة للنوم....تجمعات ...عدد هائل ..بنات ، شباب، رجال و نساء....أمشي بينهم ..أنظر الى ملامح وجوههم...غضب شديد و هدوء رهيب ...ضجة عارمة و صمت قاتل ...ملل ،يأس و تعب ...أقف منتظرة ...و حين ألمح ذلك العدد الهائل من الأجسام قد تحرك أو بالاحرى بدأ يجري ..يدفع..و ربما حتى يشتم...حدوث اصطدامات..مشاحنات لسانية و جسمانية...أدرك أن ما أنتظره قد وصل ....أصعد النقل الجامعي....أجد الجالس و الواقف...و مكان لا يزال فارغا لركوب اخرين فأتساءل لما اشتعلت الحرب بينهم اذن؟؟...أنظر الى الراكبين فربما رايت وجها مشرقا يحي الأمل داخلي و يبعث في رغبة الوصول الى أهدافي التي رسمتها يوما ما حين ملكت أحلاما طفولية بريئة لم أكن أدرك أن هناك من سيدمرها دون رحمة ...لكن كل الوجوه عابسة تأبى حتى الابتسامة ....الحاجبان مقطوبان غضبا..العينان تشعان مللا و يأسا و اسنان حادة تعض أطراف الشفة السفلى قلقا –أن انطلق هل سنموت هنا من الانتظار؟؟-....و بعد صراخ الجميع دفعة واحدة يأتي السائق ببطء شديد و هو يرشف من كأس القهوة حاملا في يده سيجارة ..يكمل قهوته و يرمي باهمال كأسه البلاستيكي في الطريق ..يعتلي بكل برودة أعصاب حافلته مدعيا عدم سماع ذلك النداء ...ينهي سجارته ...و يطفئها أمامه ثم يرميها من النافذة...الكل يصرخ –أسرع ماذا تنتظر؟؟-....و أخيرا يقرر الانطلاق..... يتبع
عدل سابقا من قبل حورية44 في الجمعة 28 ديسمبر 2012, 13:43 عدل 1 مرات | |
|
حورية44 عضو بارز
عدد المساهمات : 286 نقاط النشاط : 808 تاريخ التسجيل : 12/01/2012 تاريخ الميلاد : 27/02/1993 العمر : 31 نوع المتصفح :
| موضوع: ...أرجو النقد..تستمر الحياة.. الثلاثاء 13 نوفمبر 2012, 13:33 | |
| *******
... أتمعن في تلك الوجوه و أنا أحاول أن أقرأ بريق عيونهم...كلمات ..صرخات..كانت تنبع من أعماقهم ..و ملامحهم كانت تحكي عن معاناة ،ألام و يأس كل واحد منهم...لكن بصمت رهيب...احساس بالملل كان يجعلني ألتفت الى النافذة ، ربما كان حقا الملل أو ربما كان الرغبة في الهروب ..و النسيان...نسيان هموم الدنيا التي أعيت تلك الأجسام و أرهقت تلك العيون و رسمت بين تجاعيد تلك الوجوه حزنا لا يخفى على أحد...كنت أحفظ طرقاتها، أدرك انعطفاتها ...تجولت بين شوارعها التي تروي حكايات ساكنيها...دخلت بعض متاجرها...و اكتفيت بمشاهدة البعض الأخر –المتاجر الفخمة للمفروشات- التي مزجت بين حيرتي و ضحكي هل هي متاجر للمشاهدة فقط أم هناك من سيشتري ؟؟ ثم أتساءل من جديد - لما نقول اذن أن الشعب الجزائري شعب فقير؟-...و لم أكن أبحث عن الجواب لأني أدرك أنه موضوع ، الولوج لاكتشاف حقائقه سيؤرقني ...ببساطة لأني سأقف عاجزة عن الوصول الى الحقيقة أو بصراحة أصل اليها لكن أحتفظ بها كونها حقائق قد توقع بي في مشاكل أنا في غنى عنها...و أنسى ، و من الأصح أن أقول أتناسى و أواصل هروبي من تلك الأفكار....و يبدأ السير ببطء بل بطء شديد ، أدرك بذلك أننا اقتربنا من ذلك المبنى الفخم ، الواسع الذي أحلم بالدخول اليه... حراس كثر، سيارات فخمة تليق فقط بشخصيات المجتمع الراقي ...حتى جدرانه تبعث في النفس نوعا من الهيبة ...و ها هو قد توقف أمامه ، أمام لافتة - نادي الجيش العسكري-....يعاود السير ببطء ثم يتوقف..ألقي نظرة رغم أني أعلم المشهد ...اكتظاظ رهيب ...سيارات صغيرة ،كبيرة ...حافلات عمومية ...نقل جامعي ... و يعكر هدوئي صوت الالات المزعجة المختلط بصراخ السائقين و تختلف الصرخات – رانا روتار ، شكون مدلك البرمي يا...، شوف قدامك..- مشابكات لسانية كثيرا ما تصل للكلمات البذيئة ...أدعي اللامبالاة و أرسل نظراتي الى داخل السيارات بحثا عن وجوه البراءة ...و أكتفي بالحديث معهم عن طريق الاشارات ...ربما لأنهم كانوا يبعثون داخلي أملا ...و ربما لأني سئمت الكبر و أشتاق كثيرا لأيام الصغر..عيونهم كانت تشع ...و بريقهم كان يروي عن أمال ، أحلام و طموحات...تنهدت و تذكرت نفسي...تذكرت أحلامي التي أحسها الأن مجرد سراب...أمالي التي أراها مجرد أفكار طفولية ...و طموحي الذي اغتيل فأصبح مجرد بقايا شيء متعلق بأيام الطفولة...كنت أودعهم و أنا أتمنى أن لا يجدوا حواجز أمام أمانيهم....و نتخلص أخيرا من ذلك الازدحام....يزيد السرعة و كأنه أفاق من سباته...يستسقظ الركاب معه....يقفون قبل وصوله...يزدحمون حتى في النزول ....انتظر نزول الكل ...و ها أنا ذا أمام الطريق الكبرى...كفتاة صغيرة ، تطبق وصايا أمها ..انظر يمينا و شمالا....خوفا من السيارات المسرعة....أقطع بسرعة لأصل لبر الأمان ...أنظر الى الساعة ...الوقت نفسه في المكان نفسه ككل يوم...مازالت أمامي طريق طويلة لأصل هناك.... ********* ...كان الكل يهرول مسرعا....الا أنا كنت أمشي و أتأمل ...و ها أنا أمام الباب الخارجي للجامعة التي يستوجب أن أمر بها للوصول هناك...و اااه بل ألف اااه ...مجرد رؤيتها تجعلني أحس بالفشل ....أنظر ...منحدر صعب جدا لكن ...بملل و تعب أواصل السير...و أرحل بمخيلتي ....لقد اشتقت لتك الأيام... اشتقت لأن ألاعب و أخاصم اخوتي...اشتقت لأصدقائي ...اشتقت لتصرفاتي الطائشة مع الأساتذة....أتذكر كيف كنت أتمنى الرحيل من هناك و الخلاص من كلامهم اللاذع لكن أنا اليوم أشتاق حقا لهم...أحن لشرب القهوة مع عائلتي ...أحن للتجوال بين غرف منزلنا...اشتقت لصراخ أمي و أبي –كفاك حديثا و أسرعي- ....وأحسست الدموع في عيناي ...لم اسمح لها بالنزول ببساطة لأني ان انطلقت فلن اتوقف أبدا....لقد قطعت نصف الطريق ....رأيت ان كان متواجدا كعادته هناك...أمام قسم علم المكتبات...و ككل يوم كان يرتدي ملابسه السوداء...نظارته السوداء...يبتظر صديقه ...و رجعت بي الذاكرة الى أول يوم رأيته فيه...كان واقفا و الكل يمر أمامه...لا أدري كيف و لما نظرت اليه مطولا؟..واكتشفت أنه بسبب شروده قد نسي أين المنعرج الذي هو فيه؟ هل يستدير أم يكمل الطريق...كان هذا جوابه حين سألته هل تحتاج مساعدة؟....فقد كان أيوب ضرير...أجل ضريرا..... ******* ..أتذكر أني وقفت أمامه...نظرت اليه و أنا خائفة..خائفة أن أتأكد أنه أعمى...لكن...ألقيت نظرة الى يده ... كان يحمل عصاه ...أحسست بانقباض قلبي...رجفة أصابت جسدي...نبض متسارع في حلقي ، كان يمنعني حتى من التنفس...دموع كنت أحاول كبتها و كلما فعلت تزايدت سرعة النبض ...حينها كنت لا أزال أعاني من العقدة التي كبرت و اياي ...لم تفارقني طوال أيام الثانوية ...دائما كان البكاء ردة فعلي على أي مشهد قد أصادفه في حياتي ...تساءلت أسبقى هكذا أسيرة لدموعي ؟...كنت خائفة من أن أحسسه بأني اشفق عليه أو ...أو...لهذا اعتقدت أن ابتعادي عنه و مروري أمامه كأني غير موجودة أفضل...لكن لا أدري شيء ما منعني..أغمضت عيناي و أنا أردد كفاني سخفا ، انه ينتظر يدا ما لتمسكه...انه ينتظر عيونا تراه ليصل ...انه يحس بالمارين أمامه ...ان مررت دون أن أساعده سيتألم ...سيتألم أكثر لأن لا أحد اهتم لأمره...لأن لا أحد رضي أن يكون عينيه للحظة واحدة...بخطى ثابتة اقتربت منه و سألته – هل لي أن أساعدك؟- و بصوت هادىء أجاب – لقد شردت في التفكير فنسيت أي منعرج أنا فيه الأن ؟هل اكمل ثم أستدير أم لم يبق لي على فرع علم المكتبات الا بضع أقدام؟....طلبت منه أن يفتح عصاه و يتتبع كلماتي...و ساد الصمت بيننا ...و تلفظ أخيرا – اسمي أيوب ...ادرس علم المكتبات و أنت؟ ...أمل ..كان الاسم الذي اخترته لنفسي ...لا أدري لما؟ ..رغم أني لم أكن أملك من الأمل الا بقاياه...ابتسم ...و قال بصوت ربما كان يتخلله حزن- لم يسألني أحد و لم يلمح أحد أني أعمى الا أنت- ...فاكتفيت بالقول أن عصاه لم يكن ظاهرا و أن الكل كان مسرعا يحاول اللحاق في الوقت....ووصلنا الى المكان ...- بارك الله فيك- كانت اخر كلماتك ...أكملت المسير و أنا أتساءل – من الأعمى؟ نحن أم هو؟ ...و غصت في بحر من الأسئلة...كيف قاوم هذا الابتلاء؟ كيف قاوم هذا العناء و هذه المشقة ؟ ..كيف و كيف....و ها أنا الأن ألتقي به كل يوم ...أمر بجانبه...و أواصل المشي و أخيرا أصل الى الباب الخارجي ..أرفع رأسي – جامعة بوزريعة – ها قد خرجت منها لأكمل طريقي نحو هدفي ..... يتبع | |
|