السلام عليكم جميعا
أحببت أن أنقل اليكم هذا المقال لما رأيت فيه من الأهمية نظرا للشهادات الحية التي تقدمت بها عدة طالبات ، لكن هذا الموضوع ليس لإنقاص من قيمة الطالبة التي تسكن بالإقامة الجامعية ولا لإتهامها
بل بالعكس نريد من طالبات الإقامة أن يتحدن فيما بينهن للحد من هذه الآفات واول ما يجب القيام به هو التوعية بالمخاطر وافبتعاد عن كل مصدر سوء وعدم الثقة بأي شخص مهما كان ........وأتمنى لكن التوفيق
تركن الأسرة، حلمن بالكثير·· المسكوت عنه في الجامعة :الإغراء كابوس يطارد بنات الحي الجامعي
على مدى المسافة الفاصلة بين الثانوية والجامعة، تبدأ أحلام آلاف الشباب والفتيات في التبخر حين يجدون أنفسهم وجها لوجه مع عالم جديد أقرب ما يكون للأفلام والمسلسلات الدرامية، ويشتد الأمر مع بعض الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن في شد وجذب بين التحصيل العلمي وإغراءات محيط لا يرحم·· لم تكن سكينة تدري أن الحي الجامعي هو حياة أخرى أو بالأحرى أسرة كبيرة أخرى،
حيث كانت متعبة ومنهكة من طابور التسجيلات الجامعية واللهث وراء التصديق على كل الوثائق التي ستحتاجها من أجل التسجيل والحصول على غرفة في الحي الجامعي، لحد هذه اللحظة كل الأمور كانت تسير عاديا خصوصا وأنها تقطن بمدينة الوادي، وبالتالي فهي تحتاج إلى الغرفة الجامعية فضلا عن مزاولتها للدراسة بالمعهد الوطني للإحصاء وكم هي تحب الحسابات والاقتصاد والتدقيق أيضا، اختصاص تحبه كثيرا، ولكنها لم تدر أن المفاجأة ستكون كبيرة في الحي الجامعي ببن عكنون·النفق ولكن ····الغرفة التي ستحصل عليها سكينة لن تكون الجنة والدراسة لن تكون الحلم الذي راودها كثيرا منذ سنوات، والجامعة ليست تلك الصورة التي رسمتها في مخيلتها لتصطدم بواقع آخر، واقع أكثر ما يمكن أن نقول عنه أنه مرير جدا ومحفوف أيضا بالمخاطر·تروي سكينة ذات 23 ربيعا حكايتها بمرارة وهي تتذكر اليوم الأول الذي وطأت فيه قدماها الحي الجامعي، كان ذلك قبل أربع سنوات أي في سبتمبر ,2006 عندما كانت سعيدة جدا باستفادتها من غرفة في الحي الجامعي وبدأت تعد الساعات والدقائق للذهاب إلى الجامعة حيث ستزاول دراستها·من الصعب أن أتذكر تلك الأيام ومن الصعب أن أعرف أن النهاية كانت بفضائح وبأشياء لا يمكن للعقل أن يتصورها تواصل صديقتها سميرة، نعم كنا معا في غرفة واحدة وكنا ندرس سنة أولى جامعي وكلانا تزاول دراستها في تخصص معين ولكن للأسف وقعنا في شراك اللهو والسهر تواصل سميرة حديثها وهي تتجرع المرارة وتتذكر الآلام، فالحقيقة لا يمكن إخفاؤها مهما حصل، كانت نيتنا أن نواصل دراستنا في الجامعة بعدما كانت حلم أي طالب باكالوريا ليتكسر الحلم في أسوار الحي الجامعي الذي أدخلنا إلى عالم آخر·بالرغم من أن الكلمات التي نطقتها سميرة بسيطة ولكنها تنم عن حقيقة مرة بل وصعبة جدا مفادها أن العشرات من الفتيات غرر بهن في الحي الجامعي لأنهن رأين في الجامعة والحي حرية زائدة، بعدما كانت كل واحدة تحت أعين الأب والأخ والعائلة ككل لتجد نفسها لوحدها وفي حرية تامة، ما يجعل الكثيرات يتصرفن بمحض السليقة، بل ''بكل نية صافية'' على حد تعبير سميرة، لكن النية التي أدخلتهما الملاهي الليلية، أصبحت عبارة عن نفق مظلم، لا يمكن الخروج منه سوى بحل جذري أو الابتعاد عن الأصدقاء الذين عرفتهم خلال سنوات الجامعة، أو خلال علاقاتها خارج محيط الدراسة· الكثيرات من بنات الحي الجامعي ببن عكنون يرون أن الحي الجامعي علمهن الكثير من الأشياء أهمها الاعتماد على النفس وتدبير شؤونهن بنفسهن دون البحث عن مساعدة أحد ولكن الكثيرات أجزمن بأن الحي الجامعي ضيع الكثيرات وراء الملذات والبذخ وحياة السيارات الفارهة والملاهي الليلية ليجدن أنفسهن في آخر المطاف قد ضيعن الدراسة التي قطعن لأجلها المئات من الكيلومترات وضيعن عائلاتهن وهناك حتى من ضيعت شرفها كما تقول سهام·من حلم الدراسة إلى لا شيءهي عينة واحدة وربما هناك الكثيرات ممن لهثن وراء الألبسة الجميلة والعطور والذهب والسيارات والملاهي الليلية، ذنبها أنها أحبت شابا و هي طالبة في سنة أولى جامعي لتجد نفسها تخالط الرجال وتتعرف على هذا وذاك، وتخرج مع آخرين لأنها أصيبت بخيبة وصدمة قوية عندما خانها ''محبوبها'' مع فتاة أخرى·لم تكن هذه الفتاة التي تبلغ من العمر 26 سنة تعرف أن ذلك المسار سيؤدي بها إلى طريق مسدود، وهو ما أصبحت تؤكده في حديثها لـ ''البلاد'' بالقول ''أنا اليوم والو'' كنت أدرس حقوق لأجد نفسي أعيد السنوات وأضيع العمر في السهرات·· لتصبح نادمة اليوم على كل ذلك، لأنها مع مرور الوقت وجدت نفسها لا تملك شيئا حتى الدراسة فقدتها بعدما تم طردها من الكلية بسبب الغيابات المتكررة وتكرار السنوات الدراسية·وكما يقول المثل العربي ''الصاحب ساحب'' فإن الصحبة السيئة هي من جرجرت سهام'' إلى تلك الأماكن كما قالت بصراحة مطلقة، حيث كانت تقتسم الغرفة مع إحدى البنات تكبرها سنا تدرس في السنة الرابعة، علمتها كيف تدخن السجائر وبعدها خطوة فخطوة أصبحت تلازمها في خرجاتها مع أصدقائها من الذكور وارتياد الأماكن التي تذهب إليها في الليل، وهو ما جعلها تتعرف على العديد من الرجال من أصحاب المال، حيث كانوا يغدقون عليها المال الكثير وهو المستنقع الذي ارتمت في أحضانه لتجد نفسها، منساقة وراءه ووراء الملذات وشراء الملابس الجميلة والعطور وحتى السيارات، لتصبح اليوم محكوما عليها بالبقاء هكذا، وحتى الدراسة التي ودعتها دفعتها للانحراف والبحث عن مأوى بعدما خرجت من الحي الجامعي، بعد انتهاء الدراسة وأصبحت لا تملك حتى شهادة دراسية تثبت أحقيتها للحصول على غرفة في الحي الجامعي · دموع لا تمحي الماضيعندما كانت تتحدث سهام كانت تبكي نادمة على ما جرى لها، بل وكانت جد يائسة من عودتها إلى جادة الطريق لسبب واحد أن عائلتها تنكرت لها بعدما سمعت أن الابنة المدللة أصبحت بنت الليل أو ''خارجة الطريق'' كما أكدتها لنا، ولكن في الحقيقة ترى في قرارة نفسها أنه بإمكانها أن تعود للأسرة ولكن بحلة أخرى، خصوصا أن عائلتها لم تكن تأبه لحالها على حد تعبيرها ولم تسألها يوما عن مصروفها في الحي الجامعي·حالة سهام ليست كحالة نصيرة وهي ابنة أبوين مطلقين وجدت الجو المهيأ لتتعرف على صديقات في الحي الجامعي ليعوضنها الكثير مما كانت تحتاجه، فالأبوان كانا دائما يتشاجران ويضربانها أيضا، وبعد الطلاق أصبحت نصيرة مشتتة بين الأب الذي تزوج امرأة أخرى والأم التي كانت ترى في ابنتها الوحيدة صورة طبق الأصل للزوج السابق، فلم تجد نصيرة سوى أن تحلم بالجامعة وتضع مشروعا للنجاح والأحلام الجميلة، ولكن للأسف تلك الأحلام لم تدم طويلا وتبخرت، لأن طريق الحي لم يكن مفروشا بالورود·حالة نصيرة وحالات أخرى موجودة في الأحياء الجامعية وكم من طلبة دفعوا الثمن غاليا بسبب أخطاء الوالدين، و''نصيرة'' اليوم تحاول أن تحصل على الفيزا لتسافر إلى بلاد أخرى بعدما انقطعت عنها سبل النجاح وإيجاد دفء العائلة بعدما فقدته مرتين، مرة في أسرتها وأخرى في الحي الجامعي· بالرغم من أن الكثيرات ممن تحدثت ''البلاد'' إليهن أجمعن على أن الحي الجامعي ليس الجنة ولكنه ليس النار أيضا، بل هناك الكثيرات ممن مررن من هنا والآن صرن طبيبات ومحاميات وأستاذات في مختلف الأطوار التعليمية وصحافيات والكثيرات منهن تبوأن مكانة ومناصب هامة في مختلف المؤسسات الوطنية، لكنهن دفعن الثمن غاليا وهو الابتعاد عن دفء الأسرة· الأستاذة في علم الاجتماع كريمة مكتاف لـ ''البلاد'' الأسرة مطالبة بمتابعة أبنائها الطلبة أكدت الأستاذة في علم الاجتماع كريمة مكتاف أن الوضع الذي تعرفه الإقامات الجامعية أصبح مترديا خصوصا على مستوى الإقامات الخاصة بالفتيات وبأقل حدة الذكور، مشددة على ضرورة متابعة الأسرة لأبنائها الطلبة وإيجاد سبيل للتفاهم والاتصال والحوار أيضا وإلا فسيكون مآلهم الضياع· وقالت المختصة في تصريح لـ ''البلاد''أن هذا الوضع ليس عاما، لكنها حالات موجودة ولا يمكن غض الطرف عنها، وأرجعت ذلك إلى انبهار الفتيات في مثل هذا السن بالرفاهية والعيش السهل فضلا عن الحرية التي وجدنها في الجامعة بالمقارنة مع الواقع الذي يسبق وجودهن في قاعات الدراسة، حيث إن الجامعة لا تشبه البتة الثانوية·وشددت المتحدثة على أن العقبات التي تواجهها الفتاة عند ولوجها الجامعة هي جهلها للمكان الذي ستعيش فيه وهو الإقامة الجامعية، معتبرة هذه الأخيرة فضاء مفتوحا على مختلف المخاطر والمشاكل أيضا، مشيرة في الإطار نفسه إلى أن من يسكن الإقامة هن الفتيات اللواتي جئن من مناطق بعيدة عن الجامعة وبالتالي فالضرورة تحتم عليهن التعايش وبأي طريقة مع الوضع الجديد· وحول المشاكل التي توضع فيها الفتيات مكرهة أو مخيرة، قالت مكتاف إن الظروف الاجتماعية التي تعيشها الفتاة خصوصا في البيئة المغلقة لاسيما في المدن الصغيرة والقرى، إذ لا تعرف حياة الحرية فضلا عن وجود الكثيرات نشأن في بيئة المدن الكبرى ولكن سلطة الأب والأخ جعلتهن ينسقن أمام عالم الملذات وحب الحرية التي لم تنعمن بها من قبل· وشددت المتحدثة على ضرورة التفات الأسرة لأبنائها الطلبة إناثا أو ذكورا واعتنائها بهم، بل ومن الضروري أيضا متابعتهن في المرحلة الجامعية ولا يجب إغفال شؤونهن مهما كان الأمر صغيرا وكبيرا، فالمسؤولية تقع على الأولياء بالدرجة الأولى· وعن الحرية التي تعطى للطلبة في الأحياء الجامعية قالت الأستاذة ''بصراحة هناك من لا يعرفون استخدام هذه الحرية وهي من إيجابيات الجامعة لكن في الكثير من الأحيان تعتبر من السلبيات، لأنها تعطي الحق للطلبة أن يعيشوا خارج إطار ما هو متعارف عليه في المجتمع الجزائري من أخلاق وأعراف ومبادئ·كما أنه من واجب المسؤولين على هذه الإقامات توجيه الطالبات والطلبة عن طريق مكاتب الإصغاء في الأحياء التي تمثل حجر الزاوية نمثلها مثل العيادات الطبية وسيارات الإسعاف على مستوى الأحياء، فمكاتب الإصغاء يمكنها أن تحل الكثير من المشاكل، وتعالج الكثير من القضايا التي يعرضها الطلبة، بل وتفويت عليهم الذوبان في طريق الانحراف · ممثلو الطلبة: ''الخدمات في الإقامات تهدد مستقبل الجامعيين'' أكد الاتحاد الطلابي الحر أن الدخول الجامعي لهذه السنة كان كارثيا في مختلف الأصعدة خصوصا على مستوى الخدمات المقدمة للطلبة، رغم جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في توفير الهياكل الجامعية بشقيها البيداغوجي والاجتماعي، إلا أن الدخول الجامعي عرف سوء التسيير بالإدارات وأوضاع سيئة على مستوى نوعية الخدمات المقدمة للطلبة· كما أن معظم الأحياء الجامعية بالجزائر العاصمة وعلى مستوى بعض الولايات تعاني من انعدام المرافق الضرورية خصوصا على مستوى الغرف الخاصة بالطلبة كالتدفئة مثلا وحتى ظروف الإقامة وسيارات الإسعاف· وطالب في تصريحات عدد من مناضليه لـ''البلاد'' بتحسين وضعية الخدمات الجامعية، مما يكون في صالح الطلبة، خاصة أن تلك الظروف تؤثر بالإيجاب والسلب على التحصيل العلمي للطلبة· واعترف الاتحاد بالمجهودات الكبرى التي تسخرها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتحسين وضعية الطالب الجزائري إلا أن هناك مشاكل تبقى عالقة على مستوى بعض المراكز الجامعية على مستوى الوطن، مشيرا إلى أن الظروف تعرقل مشوار الطالب في التحصيل العلمي· ودعا الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين إلى تدخل الهيئات العليا للالتفات إلى مشاكل الطلبة في الجامعات وعلى مستوى الإقامات الجامعية من أجل تحسين ظروف الطلبة والطالبات على وجه الخصوص وعدم الدفع بهم إلى خارج أسوارها بحثا عن خدمات أحسن